روح أكتوبر ووباء الكورونا
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

روح أكتوبر ووباء الكورونا

روح أكتوبر ووباء الكورونا

 الجزائر اليوم -

روح أكتوبر ووباء الكورونا

مصطفي الفقي
بقلم - مصطفى الفقي

أدى التزامن بين الموجة الثانية من وباء كورونا واحتفالات المصريين بعيد انتصارهم وذكرى عبورهم إلى تأمل ظاهرة مشهودة فى تاريخنا وتدور حول استعداد المصرى لمواجهة الخطر وتفاعله مع جدية الحدث، فالجيش المصرى وخلفه شعبه العريق حقق انتصارًا لم يكن متوقعًا بالمقاييس الدولية ولكنه كان مؤكدًا بالمعايير الوطنية، فالشعب المصرى لم يبتلع الهزيمة، ولم يقبل نتائجها الظالمة فانتظمت صفوفه وراء قيادته طلبًا للثأر ورغبة فى تحرير الأرض واستعادة الكرامة والكبرياء لشعب تضرب جذوره لما يقرب من خمسة آلاف عام من التاريخ المكتوب، وهو نفسه الشعب المعروف بروح السخرية اللاذعة والاستخفاف بالأشياء ما لم يكن على يقين من أهميتها وإدراك كامل لخطورتها، وذلك ما حدث فى مصر- كجزء من حالة عالمية شاملة- عندما غزا فيروس كورونا الأجساد المصرية كغيرها فى أنحاء العالم، عندئذ استجاب المصريون لدواعى الخطر والتزموا إلى حد كبير بمعايير الإدارة الناجحة التى قادتها الحكومة المصرية فى مواجهة الوباء الذى كان يمكن أن تكون نتائجه كارثية بالمعنى الكامل للكلمة، فالمصريون اجتماعيون بالطبيعة مزدحمون فى الأماكن بالضرورة يميلون إلى الاختلاط والثرثرة والاسترخاء إلا إذا شعروا بأن هناك ما يدعو إلى غير ذلك، فالفطنة المصرية موروثة منذ القدم والخطر يستنفر فى المصرى معدنه الأصيل ويجعل الحذر بديلًا للسخرية والجدية بديلًا للاسترخاء ويستفز فيه أقوى ما لديه الإرادة وشجاعة المواجهة، وإذا كانت حرب أكتوبر هى النموذج الكبير لوضوح هذا المعنى فإن مواجهة وباء الكورونا فى موجتيه هى تعبير إضافى عن المعنى الذى نتحدث عنه ونشير إليه، فعندما مضى المصريون فى حرب أكتوبر- جيشًا وشعبًا- كان واضحًا أن الإرادة العنيدة لابد أن تصنع النصر، وأن تزيل آثار الهزيمة فاختفت الجرائم الجنائية، والاختناقات التموينية، وحتى حركة المرور تميزت باليسر والسهولة فلقد وعى المواطن المصرى أنه أمام معركة حياة أو موت، معركة قدر ومصير، معركة وجود وكبرياء فخاضها فى شجاعة وبسالة بصورة تأكدت بها شخصية الجيش المصرى وقدراته التدريبية الهائلة التى جعلته ينتزع نصرًا تاريخيًا من أحشاء هزيمة نكراء، إننى أكتب هذه السطور لكى أقول لنفسى ولغيرى من أبناء الوطن إن لدينا طاقات كامنة لا تظهر إلا فى الشدائد كما أن لدينا وعيًا متأصلًا يطفو على السطح عند اللزوم، وإننا عندما نواجه تحديًا كبيرًا نمضى وراء الحاكم الجاد والسلطة الوطنية سعيًا نحو غاياتنا العظام وأهدافنا الكبرى، وإذا كانت المقارنة بين أجواء حرب أكتوبر المجيدة وبين أسلوب مواجهتنا لوباء الكورونا لا تبدو متعادلة إلا أن الروح المصرية واحدة فى كل الحالات الصغيرة والكبيرة وأمام كافة التحديات المتأصلة أو العابرة، وهنا يحسن أن نطرح ملاحظتين هامتين:

أولًا: إن هيبة الدولة فى أعين المواطن هى عنصر حاكم فى تحديد نظرة المصرى لما يدور حوله وللخطر الذى يتهدده، ولذلك ترى التزامه صارمًا على غير المتوقع، ومازلت أتذكر الأسابيع الأولى لوباء الكورونا عندما كان يصعب أن ترى مواطنًا لا يضع الكمامة على وجهه أو يبادر بتصرف يخرق به حالة الحذر التى فرضتها الحكومة بمهنية عالية ونجاح واضح، من هنا فإن هيبة الدولة عامل أساسى فى تحديد جدية الموقف ودرجة الالتزام بالضوابط والمعايير المطروحة.

ثانيًا: إن القدوة قضية فاعلة فى التاريخ المصرى، فحين يرى المواطن أن رئيس الدولة يضع الكمامة على وجهه فى الاجتماعات الدولية والمحلية يدرك جدية الأمر خصوصًا فى ظل أصداء أحداث عالمية جعلت وباء الكورونا محورًا لحركة المجتمع الدولى عدة شهور وقد تطول إلى عدة سنوات، ولكن الدرس الذى خرجنا به هو أننا يجب أن نتعايش مع الخطر مهما طال وجوده أو اشتد تأثيره، فالحياة بطبيعتها صعود وهبوط، تقدم وتراجع، سعادة وألم.

إن ما جرى يؤكد لنا أن رصيدنا المتميز فى تاريخنا يبدأ من القوات المسلحة وجيشنا الظافر إلى جيش آخر هو جيش المعاطف البيضاء الذى يعكس التاريخ العريق لمهنتى الطب والتمريض فى بلادنا، فتحية للجيشين ذلك الذى عبر وانتصر، وذلك الجيش الآخر من كتائب رجال ونساء الرعاية الصحية فى بلادنا والذين قدموا شهداء على مذبح الكورونا إيمانًا برسالتهم واحترامًا لدورهم فكانت قوافل الجيش الأبيض فى معركة الكورونا هى امتداد لمعركة الجيش الظافر عام 1973.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

روح أكتوبر ووباء الكورونا روح أكتوبر ووباء الكورونا



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 13:28 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 11:37 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 21

GMT 06:44 2015 الثلاثاء ,29 أيلول / سبتمبر

نجاح محمد الصيعري مع فريق "هجر" يحرج إدارة "الاتحاد"

GMT 18:15 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

دينا الشربيني تتحدث عن حياتها الشخصية مع غادة عادل

GMT 06:33 2016 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

تحديثات كبيرة على "تويوتا" راف 4 الهجين

GMT 01:21 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب وبوتين يتفقان على استبعاد الحل العسكري في سورية

GMT 02:39 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أبو الدنين يكشف عن إكسسوارات مميّزة في أستديو "الخزانة"

GMT 10:29 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

رومانسية سمية الخشاب وأحمد سعد في جلسة تصوير الزفاف

GMT 02:46 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

السعودية تمنع حفلة شيرين عبدالوهاب في الرياض

GMT 08:52 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

تقييم لأرجوحة سوبرفلكس التي عُرضت في متحف تايت مودرن

GMT 05:18 2017 الأربعاء ,20 أيلول / سبتمبر

تجديد سجن الفنان السوري مصطفى الخاني في دمشق

GMT 03:51 2016 الإثنين ,05 كانون الأول / ديسمبر

"فرزاتشي Versaci" تطلق مجموعتها الجديدة لعام 2017

GMT 23:41 2014 الثلاثاء ,23 أيلول / سبتمبر

"بن عمار" تشارك في مهرجان الربيع العربي بـ"سنديانة"

GMT 01:54 2017 الأحد ,22 كانون الثاني / يناير

كاتلين جينر تتألّق في فستان أزرق طويل بكتف واحد

GMT 09:28 2015 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب التركي لكرة القدم يلاقي المنتخب القطري وديًا

GMT 06:11 2015 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمطار تنعش الحركة الزراعية في المدينة المنورة
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria