لويس عوض ثلاثون عامًا على رحيله
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

لويس عوض.. ثلاثون عامًا على رحيله

لويس عوض.. ثلاثون عامًا على رحيله

 الجزائر اليوم -

لويس عوض ثلاثون عامًا على رحيله

مصطفى الفقي
بقلم - مصطفى الفقي

سوف يظل اسم لويس عوض مثيرًا للجدل ومدعاة للاحترام، لقد كان ذلك المفكر المصرى الصميم ظاهرة تستحق الدراسة وتستوجب الاهتمام، ولحسن حظى أننى اقتربت منه كثيرًا فى السنوات العشر الأخيرة من حياته حتى هزمه سرطان المخ الذى دفع العقل اليقظ إلى نهايته، إن لويس عوض الذى رحل عن عالمنا فى مثل هذه الأيام منذ ثلاثين عامًا كان شخصية غير نمطية، متوقد الذهن، مشتعل الفكر لم ينجب ولكن تركت زوجته من بعده مجموعة ضخمة من القطط والكلاب، فابن المنيا العظيم شرب من ماء الغرب وفكره ودمج ذلك مع روح الشرق وسحره فكان مختلفًا عن سواه شكلًا وموضوعًا، عرف السجون والمعتقلات وتحدث بلغة المثقف الفذ أمام جلاديه، ومازالت مزحة الكاتب الساخر الكبير محمود السعدنى تطاردنى عندما تحدث لويس عوض عن اختفاء جسم الجريمة (Corpus Delicti) إذ كان يظن أن العلم فى كل مكان وأن العقل يزن جميع الأمور، إنه لويس عوض الذى أشعل المعارك الفكرية والقضايا الضخمة فى حياتنا، فكان له موقف مع اللغة العربية العصرية ورؤية خاصة تجاه عروبة مصر، وأنا أتذكر أنه قال لى ذات يوم ونحن نتناول طعام الغذاء فى النادى الدبلوماسى إن مفكرًا جزائريًا كبيرًا قال له ذات يوم: إن مشكلتكم فى مصر أنكم شعب (بزرميت) أى أن تشكيلته السكانية رغم تجانسها الكامل إلا أنها تعطى درجة عالية من التعددية والتنوع، وقد يكون ذلك صحيحًا وهو أمر انعكس على فكر لويس عوض وانفتاحه الشديد على كل التيارات الثقافية والفكرية، ولا شك أن كتاب مذكراته (أوراق العمر) هو نقلة نوعية فى كتابة المذكرات فى بلادنا خصوصًا الجزء الخاص بسنوات التكوين، فلقد بلغت صراحته حدًا مفزعًا احتج عليه شقيقه الأستاذ الجامعى الراحل وباقى أسرته لأنه فتح الملف العائلى كاملًا دون أى حسابات خاصة، ولا زلنا نتذكر معركة لويس عوض حول جمال الدين الأفغانى وتبنيه لوجهة نظر ترى احتمال أن يكون الأفغانى عميلًا إيرانيًا لصالح الاستخبارات البريطانية، وهذا بالطبع لا ينتقص من أفكار ذلك المجاهد الكبير ويكفى الآثار العظيمة التى تركها تلميذه النجيب ورفيق عروته الوثقى الإمام المجدد محمد عبده، وأتذكر أننى دعوت لويس عوض ذات يوم للحديث فى ندوة مفتوحة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية فى منتصف ستينيات القرن الماضى - عندما كنت رئيسًا لاتحاد طلابها - وقام أحد الطلاب يوجه إليه سؤالًا مستفزًا حول علاقته بالسلطة فى ذلك الوقت، وكان الرجل قد مر بتجربة الاعتقال لسنوات فإذا به يفاجئ الجميع قائلًا للسائل: إذا كنت تستعدى علىّ الآن الاتحاد الاشتراكى بكل ما له فالأمر لا يمثل لى شيئًا يخيفنى أو شأنًا يزعجنى، وضجت القاعة يومها بالتصفيق فلقد كان إيمان لويس عوض بحرية التفكير والتعبير إيمانًا مطلقًا يتجاوز الحدود المسموح بها فى بعض العهود، وهو الذى التقى بالملكة نازلى وأسرتها فى الولايات المتحدة الأمريكية بعد رحيل الملك فاروق واعتناقها النصرانية حتى دفنت فى إحدى الكنائس لتعكس مأساة غريبة لتركيبة عائلة فاروق الذى جنت عليه أمه حيًا وانقلبت على دينه ميتًا، ولقد كانت لغة لويس عوض تحليلية ورائعة كما كان اطلاعه الواسع على الأديان والثقافات والحضارات ذخيرة تعطيه مددًا واضحًا فيما يكتب وما يقول، ولقد قال لى فى إحدى جلساتنا ذات يوم: إن عبد الناصر كان يرسل رجاله إلى الكنائس لمتابعة الوعظات وكتابة تقارير عما يسمعون، فقلت له: ولماذا هذه النغمة الطائفية فى حديثك؟!، إن عبد الناصر كان يتسمع ما يقال فى الكنائس والمساجد أيضًا.. إنه لم يفعل ذلك من منظور دينى ولكنها كانت فلسفة نظامه وروح عصره، وما أكثر اللقاءات التى جمعتنى به مع الدبلوماسى الراحل أستاذ جيل فى الخارجية المصرية وأعنى به د. أسامة الباز الذى كان سببًا فى توثيق علاقتى بلويس عوض كاتبًا ومفكرًا وصحفيًا وروائيًا، فقد كان رحمه الله بحق شخصية موسوعية.. إننى أتذكر لويس عوض الآن عندما كانت زيارتى الأخيرة له فى المستشفى قبل وفاته بيومين وكان وقتها هادئًا فى حديثه، متصالحًا مع نفسه، قليل الكلام كثير الابتسام يغلق برحيله فصلًا طويلًا من فصول الثقافة المصرية المعاصرة.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لويس عوض ثلاثون عامًا على رحيله لويس عوض ثلاثون عامًا على رحيله



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 13:28 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 11:37 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 21

GMT 06:44 2015 الثلاثاء ,29 أيلول / سبتمبر

نجاح محمد الصيعري مع فريق "هجر" يحرج إدارة "الاتحاد"

GMT 18:15 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

دينا الشربيني تتحدث عن حياتها الشخصية مع غادة عادل

GMT 06:33 2016 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

تحديثات كبيرة على "تويوتا" راف 4 الهجين

GMT 01:21 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب وبوتين يتفقان على استبعاد الحل العسكري في سورية

GMT 02:39 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أبو الدنين يكشف عن إكسسوارات مميّزة في أستديو "الخزانة"

GMT 10:29 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

رومانسية سمية الخشاب وأحمد سعد في جلسة تصوير الزفاف

GMT 02:46 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

السعودية تمنع حفلة شيرين عبدالوهاب في الرياض

GMT 08:52 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

تقييم لأرجوحة سوبرفلكس التي عُرضت في متحف تايت مودرن

GMT 05:18 2017 الأربعاء ,20 أيلول / سبتمبر

تجديد سجن الفنان السوري مصطفى الخاني في دمشق

GMT 03:51 2016 الإثنين ,05 كانون الأول / ديسمبر

"فرزاتشي Versaci" تطلق مجموعتها الجديدة لعام 2017

GMT 23:41 2014 الثلاثاء ,23 أيلول / سبتمبر

"بن عمار" تشارك في مهرجان الربيع العربي بـ"سنديانة"

GMT 01:54 2017 الأحد ,22 كانون الثاني / يناير

كاتلين جينر تتألّق في فستان أزرق طويل بكتف واحد

GMT 09:28 2015 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب التركي لكرة القدم يلاقي المنتخب القطري وديًا

GMT 06:11 2015 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمطار تنعش الحركة الزراعية في المدينة المنورة
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria