أيام يوليو
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

أيام يوليو

أيام يوليو

 الجزائر اليوم -

أيام يوليو

عمرو الشوبكي

هَلَّت أيام يوليو مرة أخرى ومرت 63 عاما على تاريخ الشعب المصرى مع القدر، حين قام الجيش بثورة 23 يوليو بكل ما فيها من إنجازات كبرى وإخفاقات مؤلمة، ومع ذلك ظلت دون غيرها حاضرة فى ضمير الشعب، حتى لو تجاهلها البعض وكرهها البعض الآخر، إلا أنها بقيت عابرة للزمن، لأنها وضعت منظومة قيم جديدة وليس فقط مجرد إدارة حكم وبرنامج سياسى.

والحقيقة أن الجيش قام بحركته المباركة، كما وصفت أولا فى ذلك الوقت فى صبيحة يوم 23 يوليو، ونفس هذا الجيش تدخل لتنفيذ إرادة أغلب الشعب فى 3 يوليو 2013، وبين «التدخلين» جرت مياه كثيرة جعلت هناك استحالة لتكرار يوليو الأولى مرة أخرى، حتى لو كان هناك بعض جوانب الشبه فى وضع الأحزاب والنخب السياسية فى المرحلتين، بصورة جعلت تدخل الجيش أمراً سلساً، بل مطلوباً لدى قطاع واسع من المواطنين.

ومع ذلك فإن تجربة يوليو الأولى تظل مختلفة عن يوليو الثانية، وأى محاولة لاستنساخ 23 يوليو 52 مرة أخرى فى 23 يوليو 2015 ستكون نتائجها وخيمة على الجميع.

فثورة 23 يوليو أسست نظاما جديدا وبثت قيما جديدة، فى حين أن 30 يونيو و3 يوليو عدلت مسارا وأنقذت مصر من مصائر سوداء، ولكنها لم تبن مشروعا سياسيا من أى نوع، لا هى مع الديمقراطية ولا مع الاشتراكية، ولا هى تخوض معارك التحرر الوطنى على أرض الواقع كما جرى فى عهد عبدالناصر، والمؤكد أنه ليس بالهتافات الرديئة يمكن أن نفتعل معارك وخصومات ليست هى معارك العصر الحقيقية.

فالمطلوب من مصر الآن ليس الهتاف ضد أمريكا ولا طرد المستعمر (الذى طردنا بالفعل)، إنما تعلم التفاعل النقدى مع المنظومة العالمية وتكريس قيم المهنية والإنجاز والإصلاح المؤسسى داخل المجتمع، وهى أمور تحلها خطط علمية وليس هتافات «حنجورية».

المؤكد أن «23 يوليو» كانت تجسيداً حياً لنضال الشعب المصرى من أجل الاستقلال والتحرر، والذى بدأ مع «العسكرى» أحمد عرابى، ثم بـ«المدنيين» سعد زغلول ومصطفى النحاس، وانتهى بجمال عبدالناصر، الذى انتمى نظريا للمؤسسة العسكرية، ولكنه فى نفس الوقت فعل عكس القواعد التى يفرضها انتماؤه لهذه المؤسسة حين بنى تنظيما سريا ثوريا اخترق به الجيش وقلب به نظام الحكم الملكى العتيد.

وعلى خلاف تجارب الجيوش الانقلابية فى أمريكا الجنوبية وأفريقيا وتركيا، عرفت مصر تجربة «الضباط الثوريين»، الذين أسسوا تنظيمات سرية مثل نظرائهم المدنيين، وقاموا بالثورة على النظام القائم.

ومن هنا كان تحرك تنظيم الضباط الأحرار فى ثورة يوليو ضد قيادة المؤسسة العسكرية نفسها ومنقلبا عليها وعلى نظام الحكم، وليس مثل تحرك قادة المؤسسة العسكرية فى جيوش أمريكا الجنوبية ضد نظم منتخبة وشرعية فى كثير من الأحيان.

إن «أيام يوليو» تعنى بالنسبة لأغلب المصريين ترسيخ قيم جديدة: التحرر الوطنى، العدالة الاجتماعية، الكرامة الإنسانية، وهى كلها قيم أهدرت فى العقود الثلاثة الأخيرة، فقد نجحت ثورة يوليو فى تحقيق الاستقلال الوطنى وإعلان الجمهورية، وأقامت نظاماً سياسياً جديداً على أنقاض النظام القديم، وصاغت عقدا اجتماعيا حصلت بمقتضاه على «توكيل» من الجماهير للدفاع عن مصالحها وتقديم الحلول نيابة عنها فى كثير من الأحيان.

وقد كان عصر يوليو هو فى الحقيقة عصر الثورات التحررية الكبرى فى العالم الثالث كله، بدءا من الصين، مروراً بأفريقيا وآسيا، وانتهاء بأمريكا الجنوبية، وقادت مصر هذه الحقبة التى قضت على عروش كثيرة وأنهت عصر الاستعمار. وقد صُمم نظام يوليو بصورة مخالفة للنظام الذى عجز عن إنجاز الاستقلال، فالأحزاب تم حلها، لأنها عجزت عن تحقيق الاستقلال الوطنى وتواطأ بعضها تارة مع القصر وتارة مع الاحتلال، والدستور الذى لم يُحترم كثيرا إبّان العهد الملكى تم «تبديله» بشرعية ثورية أسست لنظام جديد على أسس ثورية لا دستورية.

صحيح أن ثورة يوليو لم تكن ديمقراطية، فقد أسس عبدالناصر نظاماً غير ديمقراطى قام على الحزب الواحد، وتساوى مع زعماء العالم الثالث «المدنيين»، الذين أسسوا نظما سياسية تقوم على الحزب الواحد أيضاً، متصورين أن مواجهة الاستعمار فى الخارج وتحقيق التنمية فى الداخل يتطلبان نظماً تعبوية من هذا النوع، وتساوت التجارب الاشتراكية والرأسمالية، و«المدنية» و«العسكرية»، وبدت الهند استثناء واضحاً من كل تجارب التحرر الوطنى بتأسيسها تجربة ديمقراطية لم تخلُ من مشكلات أيضاً.

من حق التيارات السياسية أن تختلف على أيام يوليو، فهناك مَن يرفضها بالكامل، وهناك مَن يؤيدها بالكامل، وهناك مَن يؤيد أو يرفض بتحفظ، فكل هذا مشروع فى عالم السياسة، ولكن ما يجب أن نتفق عليه جميعا بصرف النظر عن اللون السياسى والحزبى أن «يوليو التحرر الوطنى» هى جزء مشرق من التاريخ المصرى والعربى، وأن احترام نضال أجيال سابقة من المصريين والعرب دفعوا أرواحهم ثمنا لهذا الهدف هو جزء من الذاكرة الوطنية التى لا يجب على أى بلد يرغب فى التقدم أن يتخلى عنها.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أيام يوليو أيام يوليو



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 06:53 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

متجر "فاشي" في لندن يتيح تصميم المجوهرات حسب الطلب

GMT 13:04 2016 الجمعة ,15 إبريل / نيسان

ظهور نسخة جديدة من كيا موهافي في ألمانيا

GMT 11:42 2018 الجمعة ,28 أيلول / سبتمبر

خالد مسعد يؤكد اعتزازه بعمله كسائق أجرة

GMT 06:49 2018 الأربعاء ,31 كانون الثاني / يناير

ميريام فارس تحارب الشتاء من خلال إطلالة مثيرة

GMT 05:41 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

إضافة اللوحات المطبوعة إلى الحائط يعد فكرة مميزة

GMT 20:55 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

ميسي يتمنى الفوز بلقب كأس العالم 2018 في روسيا
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria