الطائرة والناس
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

الطائرة والناس

الطائرة والناس

 الجزائر اليوم -

الطائرة والناس

عمرو الشوبكي

مأساة الطائرة الروسية تعكس حجم التدهور الذى أصاب أداءنا العام، وجعلتنا نخسر المعركة الإنسانية والأخلاقية، ولا نربح معركة السياحة، فالتعامل مع الطائرة الروسية باعتبارها طائرة جماد سقطت على الأرض خردة بلا بشر، واختزال القضية فى تأثيرها على السياحة، دون إبداء أى تعاطف أو إشارة تضامن واحدة مع ضحايا الحادث، المرجح أن يكون إرهابيا، قد جعل صورتنا داخل روسيا وخارجها سلبية للغاية.

ولعل ما لفت نظرى لهذا السلوك المعيب هو رسالة جاءتنى الأسبوع الماضى من حامد حسبو، وهو يعمل فى أحد فنادق الخمس نجوم الكبرى فى شرم الشيخ، وذكر أن 5 منها أغلقت بالكامل، وأن معظم الفنادق وشركات السياحة أعطت العاملين فيها إجازة مفتوحة، وأن كل المحال التجارية لا تعرف ما هو مصيرها فى ظل انعدام وجود السياح، فى وقت كان يتحدث فيه المسؤولون عن قدوم آلاف السياح الذين لم يتأثروا بـ«الدعاية المغرضة» والمؤامرة المفروضة على مصر.

واستنكر حامد عدم تذكر ضحايا الطائرة من الأبرياء الروس، والتى كانت على متنها أسر كاملة من أطفال ونساء ورجال قضوا جميعا دون أن يتذكرهم مسؤول واحد فى مصر (إلا المشهد الاحتفالى بوضع علم روسيا مع فرنسا ولبنان عند أهرامات الجيزة) بكلمة أو بحفل تأبين، وحتى حين قرر من تبقى من السياسيين فى مصر أن يؤدوا واجب العزاء فى السفارة الروسية، بدلاً من الحكومة الصامتة، نالوا هجوما إعلاميا فجا.

والحقيقة أن الصمت الرسمى والإعلامى عن ضحايا الطائرة الروسية، وحديثنا فقط عن المؤامرة، وحفلات الغناء والرقص التى أشعلناها عقب الحادث مباشرة من أجل عودة السياحة قد جعلت «منظرنا» أمام الشعب الروسى وإعلامه مخجلا.

صحيح أن من حقنا أن نتألم لتداعيات انهيار السياحة فى شرم الشيخ، وأن نعمل على استعادتها بكل الطرق، وأولها سيكون بتذكر المدنيين الذين سقطوا داخل أرضنا، وتوجيه رسالة تضامن مع ذويهم وشعبهم وليس تجاهلهم بهذه الطريقة وكأن الطائرة كانت خالية من البشر والناس.

والحقيقة أن مصر عرفت حادث سقوط طائرة فى شرم الشيخ فى 3 يناير 2004، حين سقطت طائرة الخطوط الفرنسية بسبب عطل فنى، ومازلت أذكر أن السيدة سوزان مبارك ذهبت إلى هناك وأقامت نصبا تذكاريا لضحايا الطائرة، وألقت باقات الزهور فى عرض البحر، وأذكر أيضا أنى حين علقت على هذا الموضوع وقتها كان فى إطار نقدى، ليس اعتراضاً على هذا التصرف إنما لعدم تكراره مرة أخرى، حين غرقت فى فبراير 2006 العبّارة المصرية الشهيرة (راجع مقال «غرق العبارة أم النظام» فى 9 فبراير 2006) وكيف تجاهلت السلطات المصرية أولاً نداءات الاستغاثة ولم تتحرك فرق الإنقاذ إلا بعد 9 ساعات، وبعد أن تحركت اهتم مبارك وأسرته بنهائى بطولة أفريقيا ونسى أن هناك ألف شخص من أبناء شعبه ماتوا فى عرض البحر.

مؤسف أن المشهد الذى انتقدته حينها لتصرف الدولة مع ضحايا الطائرة الفرنسية بسبب تذكر الأجانب ونسيان المصريين، أصبح فضيلة الآن بعد أن غاب التضامن مع ضحايا السيول من المصريين وضحايا الطائرة من الروس، ونسينا أننا نتحمل من الناحية الأخلاقية والسياسية والأمنية مسؤولية سقوطهم على أرضنا.

ليس مطلوبا أن نتضامن مع ضحايا الطائرة الروسية وننسى أزماتنا وضحايا انهيار السياحة، إنما كان فى يدنا أن نقوم بالاثنين مثل كل بلاد الدنيا، لأننا بلد يطلب من العالم كل يوم مساعدته فى حربه ضد الإرهاب، وننسى أو نتناسى أن لدينا واجبا أيضا تجاه هذا العالم، خاصة الدول التى نعتبرها صديقة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الطائرة والناس الطائرة والناس



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 00:16 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

صيحة جديدة من مكياج "المونوكروم" لموسم خريف 2017

GMT 17:51 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

اختيار تامر شلتوت سفيرًا للسلام في مهرجان ابن بطوطة الدولي

GMT 14:53 2018 السبت ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعب سلة الأهلي يواصل برنامجه التأهيلي في الفريق

GMT 11:36 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 20

GMT 21:44 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

خطوات ترتيب المطبخ وتنظيمه بشكل أنيق

GMT 02:22 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مؤسسات لبنانية تستثمر في إنتاج 2.6 ميغاواط كهرباء من الشمس

GMT 09:16 2013 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

الفراعنة أول من عرفوا السلم الموسيقي

GMT 08:31 2015 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

جامعة بيروجيا إحدى بوابات التعليم للأجانب في إيطاليا

GMT 13:16 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

انطلاق تصوير الجزء الثاني من مسلسل عروس بيروت في تركيا

GMT 19:14 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

علي النمر يبدي سعادته بتحقيق فريقه الانتصار أمام الأهلي
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria