من يتحمل مسؤولية الإرهاب
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

من يتحمل مسؤولية الإرهاب؟

من يتحمل مسؤولية الإرهاب؟

 الجزائر اليوم -

من يتحمل مسؤولية الإرهاب

بقلم : عمرو الشوبكي

تلقيت فى 31 مارس الماضى رسالة من الأستاذة فاطمة حافظ تدور حول دوافع الإرهاب، ورغم ردى المتأخر نسبياً على رسالتها إلا أننى قررت أن أختار توقيتا مناسبا لنشر ما كتبت، وأن يكون هذا التوقيت مرتبطا بحدث (مصيبة بكل أسف) تدعم وجهه نظرى فى نقاشى معها.

اعتادت السيدة فاطمة التواصل معى عبر بريدى الإلكترونى، ووصفتها دون أدنى مجاملة بالكاتبة المتخفية باسم قارئة، وهى مهندسة تكتب بلغة عربية مميزة وأسلوب سلس يستحق الثناء.

وجاء فى رسالتها ما يلى:

عزيزى دكتور عمرو:

بدأت مقالك بتساؤل عن مسؤولية النص أم السياق عن الإرهاب، أردفته باستنكار رفع القرآن بالبرلمان البلچيكى واتهامه بأنه مصدر كل الشرور. وأنا أتساءل: هل تستطيع فعلاً البحث بحرية للإجابة عن هذا السؤال؟ هل تستطيع إذا توصلت لمسؤولية النص الدينى عن الإرهاب أن تجهر برأيك؟ الإجابة الأكيدة هى لا! فمن تجرأ على التشكيك فى البخارى يقبع فى السجن الآن فما بالك بمن يتجرأ على النص الأقدس! فنحن نعيش عصر «الدواعش» وإن لم ينضموا فعلياً لداعش.

كتبت أيضاً وتُصِر وتؤكد فى كتاباتك على أن إرهابيى اليوم يختلفون عن إرهابيى الأمس، وذلك من حيث تسلح السابقين بعقيدة قوية (وإن رفضتها بشكل كامل)، مستندة إلى أفكار وكتابات سيد قطب وسيد إمام وغيرهما. أما الآن فممكن لشاب مَلُول أن تدفعه الظروف للانضمام إلى داعش لأن السياق الاجتماعى والسياسى دفعه لذلك. وأنا أختلف معك تماماً، فالسياق المجتمعى العنصرى والفشل الدراسى والمهنى الذى يعانى منه مسلمو أوروبا، تعانى منه أيضاً معظم الأقليات العرقية بأوروبا، ولكننا لم نجد منهم من يطوق نفسه بحزام ناسف أو من يجز منهم رأس المختلفين معه عقائدياً وغير ذلك من ممارسات بشعة.

ولمسلمى أوروبا وأمريكا وضع خاص، فهم يتقوقعون على أنفسهم، ويعانى أغلبهم من التمزق بين هوية أهلهم المحافظة والمنغلقة عادة، وبين المجتمع المنفتح من حولهم، وبدلاً من الاندماج فى المجتمع الذى يعيشون فيه يريدون هم تغيير هذا المجتمع المنفتح والمتحضر ليصبح شبيهاً بمجتمعاتنا المتخلفة التى هربوا هم أنفسهم منها!

أنا لا أتهم النص بأنه مصدر كل الشرور كما اتهمه النائب البلچيكى، فمصادر الشرور كثيرة، وأعتقد أن المشكلة الأساسية هى عدم إرجاع الأحكام وما هو مُتَضَمَّن فى النص إلى سياقه التاريخى والجغرافى. ولا ينفرد نص المسلمين وحده بذلك، ولم يكن هو النص الوحيد الذى تَحوَّل من «رحمة للعالمين» إلى «حرق العالمين»، فالإنجيل الذى نص «أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم أحسنوا إلى مبغضيكم»، عاث كثير من أتباعه فى الأرض فساداً وقتلاً ونهباً.

وأتباع بوذا صاحب العقيدة السلمية تحَوَّلوا إلى قَتَلة فى ميانمار... كل الديانات والنصوص الدينية تحولت فى فترة من الفترات مصدراً للشرور وليس هذا مُقْتَصِراً على نص المسلمين.

وكما فعل الأوروبيون من قبل أثناء عصورهم الوسطى، حاول ويحاول البعض من مفكرينا المعاصرين الشجعان أثناء عصورنا الوسطى التى نعيشها الآن فى وضع النص فى سياقه التاريخى والجغرافى.

أتفهم خوف مفكرينا من المصير المنتظر للجهر بأفكارهم التنويرية، فالمحظوظ منهم سينال جزاء إسلام بحيرى، أما سيئ الحظ فسينال جزاء فرج فودة، إنما ليس هناك طريق آخر سوى التنوير ولكل طريق ثمن. أما أن يرائى المثقفون العامة ويتحاشوا التصريح بأفكارهم خوفاً من المتعصبين المتشددين فسنبقى نرتع فى تخلفنا وجهلنا وسينبذنا العالم (أكثر وأكثر). ومن يدَّعِ أن الآخر (أى آخر)، سواء كان هذا الآخر هو الغرب أو الفقر أو قلة الديمقراطية، هو سبب الإرهاب فهو يخدع نفسه والآخرين وهو يعلم.

أتمنى من الدولة (التى هى ليست مدنية خالصة ولا دينية خالصة) أن تُنَقِّى القوانين من الأحكام المَعيبة التى تُلاحق كل صاحب رأى «لازدرائه الدين» أو إنكاره «المعلوم من الدين بالضرورة» أو «المس بالذات الإلهية»... إلخ، التى تتعارض صراحة ونصوص الدستور الذى أقررناه ونتغنى به «ونباهى به العالم»، وإلا ظللنا كما نحن نحارب الإرهاب أمنياً، ونفاجأ بالمزيد من الإرهابيين وبالمزيد من الإرهاب، لأننا لم نغلق الصنبور ولكننا نجفف فقط ما يسقط منه على الأرض.

ما ذكرته الأستاذة فاطمة يؤكد أن النص الدينى (أو غير الدينى) لا يتحول إلى فعل وممارسة بمعزل عن السياق، وأن ما نشاهده الآن من إرهاب أصبح المحرك الأول فيه هو السياق الاجتماعى والسياسى وليس النص الدينى كما كان من قبل حين كان خيار الجهاديين للإرهاب راجعا لتفسيرات دينية منحرفة ونمط من التربية العقائدية شكلت دافعا عقائديا صلبا للإرهاب.

إن جريمة عمر متين الإرهابية فى ولاية أورلاندو الأمريكية، وقبله سيد فاروق فى ولاية كاليفورنيا، وقبلهما صلاح عبدالسلام فى باريس، وغيرهم الكثير، تؤكد ما ذهبنا إليه بأن دافع هؤلاء للإرهاب هو خلل نفسى وإحباط اجتماعى وفشل مهنى، صحيح أنهم وجدوا ضالتهم فى نص دينى ولكنه كان بمثابه المحلل «لخيار عنفى» حُسم قبل أن يقرأوا كلمة واحدة فى الدين. والمؤكد أن أبناء الجاليات الأخرى يمارسون عنفا مختلفا عن إرهاب قلة من المسلمين، مثل السرقة وتجارة المخدرات والمافيا وأحيانا صور مختلفة من الإرهاب، لأنه ليس عندهم نصوص دينية تسمح فى العصر الحالى بتبرير الإرهاب دينيا مثلما يحدث مع قلة من المسلمين.

لا يجب الحكم على هذا الموقف الفكرى والعلمى على أنه نوع من الممالأة للجماهير، لأنه فى النهاية اجتهاد مثل اجتهادها، وأن الواقع يقول لنا كل يوم إن هناك إرهابيين فى أمريكا وأوروبا ليس لهم علاقة بأى نص دينى، حتى وصل الأمر بآخرهم (عمر متين) أن أعلن للشرطة وهو يقتل الأبرياء أنه بايع تنظيم داعش، فهل مازالت الأستاذة فاطمة تصر على أن النصوص الدينية هى التى جعلتهم أساساً إرهابيين؟

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من يتحمل مسؤولية الإرهاب من يتحمل مسؤولية الإرهاب



GMT 14:26 2021 الثلاثاء ,06 إبريل / نيسان

من المخطئ؟

GMT 22:40 2021 الإثنين ,05 إبريل / نيسان

المبدعون

GMT 08:21 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

كمال الجنزورى

GMT 17:28 2021 الأربعاء ,31 آذار/ مارس

مخاوف سودانية

GMT 14:37 2021 الأحد ,28 آذار/ مارس

قطار الصعيد

GMT 00:16 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

صيحة جديدة من مكياج "المونوكروم" لموسم خريف 2017

GMT 17:51 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

اختيار تامر شلتوت سفيرًا للسلام في مهرجان ابن بطوطة الدولي

GMT 14:53 2018 السبت ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعب سلة الأهلي يواصل برنامجه التأهيلي في الفريق

GMT 11:36 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 20

GMT 21:44 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

خطوات ترتيب المطبخ وتنظيمه بشكل أنيق

GMT 02:22 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مؤسسات لبنانية تستثمر في إنتاج 2.6 ميغاواط كهرباء من الشمس

GMT 09:16 2013 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

الفراعنة أول من عرفوا السلم الموسيقي

GMT 08:31 2015 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

جامعة بيروجيا إحدى بوابات التعليم للأجانب في إيطاليا

GMT 13:16 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

انطلاق تصوير الجزء الثاني من مسلسل عروس بيروت في تركيا

GMT 19:14 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

علي النمر يبدي سعادته بتحقيق فريقه الانتصار أمام الأهلي
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria