الإجرامي قبل الإرهابي
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

الإجرامي قبل الإرهابي

الإجرامي قبل الإرهابي

 الجزائر اليوم -

الإجرامي قبل الإرهابي

بقلم : عمرو الشوبكي

أقدم محمد الهلالى، الفرنسى من أصل تونسى، على عمل إجرامى جديد، ابتكر فيه صورة إرهابية فريدة، حين قاد شاحنة نقل ضخمة ليصدم مدنيين أبرياء فى مدينة نيس الفرنسية، كانوا يحتفلون بالعيد الوطنى (ذكرى الثورة الفرنسية فى 14 يوليو)، فقتل 84 شخصا من جنسيات وأديان مختلفة، بينهم 10 أطفال، وأصاب 202 بعضهم فى حالة خطرة.

والمؤكد أن مشهد القتل المجانى صدم أى «بنى آدم» طبيعى، إنسانيا وأخلاقيا وسياسيا، وأكد ما سبق أن تحدثنا عنه من قبل عن التحول الذى أصاب عمليات الإرهاب وطبيعة من يقومون بها الآن فى أوروبا، مقارنة بما كان عليه الحال مع التنظيمات الجهادية الكبرى (الجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد فى مصر) فى نهايات القرن الماضى، وأيضا مقارنة بالرعيل الأول من مؤسسى التنظيمات التكفيرية (القاعدة وداعش) حين «تفقه» هؤلاء فى الاتجاه الخاطئ وقدموا تفسيرات منحرفة للنص الدينى الإسلامى تبرر العنف والإرهاب.

التغير الجديد الذى حدث مع الطبعة الثالثة من الإرهابيين (كثير منهم أوروبيون) هو تحولهم بصورة شبه كاملة إلى مجرمين وقتلة لا علاقة لهم بأى دين ولا حتى بالتفسيرات المنحرفة لصحيح الدين، فهم يتذكرون أنهم مسلمون لحظة قيامهم بعملهم الإرهابى، فيرددون شعارات داعش ويحفظون جملتين إسلاميتين وينتهى الأمر عند هذا الحد.

والحقيقة أن بلدا مثل فرنسا شهد فى 18 شهرا 5 عمليات إرهابية من هذه النوعية (وهو يطرح سؤالا الآن لماذا فرنسا؟) صحيح أن بعض من قاموا بهذه العمليات تفاعلوا مع شعارات داعش لفترة دون أن يتحولوا إلى متطرفين إسلاميين غاصوا فى نصوص دينية لسنوات حتى أصبحوا مهيئين لممارسة العنف والإرهاب، إلا أنهم يظلون فى النهاية مسلمى الديانة حتى ولو لم يقرأوا كتابا واحدا فى الإسلام من أى اتجاه ومن أى مذهب.

الشاب الفرنسى من أصل تونسى ذو الواحد ثلاثين عاما ارتكب جريمته النكراء وهو يقود شاحنة كبرى متأثرا بعمليات السطو المسلح التى كانت تجرى فى أوروبا فى منتصف القرن الماضى، وكانت تستخدم هذه الشاحنات لكى تخفى بداخلها دراجات نارية تتيح للمجرم أن ينتقل من مكان إلى آخر دون أن يستخدم الشاحنة طول الوقت، أى أن محمد الهلالى استلهم نموذج عصابات السطو المسلح وليس إرهابيى داعش، وهو طبيعى فهو لم يشاهد يصلى مرة واحدة فى حياته، واعتاد شرب الكحوليات والمخدرات، ودائم الاعتداء على زوجته السابقة.

وقد وصف وزير الداخلية الفرنسية هذا الشاب بسطحية لافتة: «إنه تطرف بسرعة»، وكأنه اكتشاف عبقرى، لأن تطرفه السريع سيعنى عمليا أنه حدث لحظة قيادته للشاحنة، وهو تعبير يثير السخرية أكثر مما يؤخذ بجدية، لأن هذا الشاب قبل يوم من ارتكابه الجريمة لم يكن له أدنى علاقة بالدين ولو بتفسيراته المنحرفة.

تبقى المشكلة أن هؤلاء الناس يحملون أسماء مسلمة، وهم دون غيرهم يمارسون هذا النوع من القتل الأعمى والمجازر البشرية غير المسبوقة فى العصر الحديث، فمهما تكلمنا عن إرهاب التنظيمات اليسارية الثورية فى أوروبا وأمريكا الجنوبية فى الستينيات والسبعينيات من القرن الماضى، فلا يمكن أن يقارن بإرهاب الدواعش، سواء المنخرطون فى التنظيم فى سوريا والعراق، أو الذين شاهدوا علم التنظيم على صفحات التواصل الاجتماعى، فاعتبروه المخلص من كل إحباطاتهم.

سيظل خطر المجرمين الهواة كبيرا، وضحاياهم من الأبرياء كُثرا، ومواجهتهم أصعب، لأنهم يعيشون فى الظل، وحين يظهرون فى الضوء يكون من أجل تنفيذ عمل إجرامى يرتدى ثوب الإرهاب.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإجرامي قبل الإرهابي الإجرامي قبل الإرهابي



GMT 14:26 2021 الثلاثاء ,06 إبريل / نيسان

من المخطئ؟

GMT 22:40 2021 الإثنين ,05 إبريل / نيسان

المبدعون

GMT 08:21 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

كمال الجنزورى

GMT 17:28 2021 الأربعاء ,31 آذار/ مارس

مخاوف سودانية

GMT 14:37 2021 الأحد ,28 آذار/ مارس

قطار الصعيد

GMT 00:16 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

صيحة جديدة من مكياج "المونوكروم" لموسم خريف 2017

GMT 17:51 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

اختيار تامر شلتوت سفيرًا للسلام في مهرجان ابن بطوطة الدولي

GMT 14:53 2018 السبت ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعب سلة الأهلي يواصل برنامجه التأهيلي في الفريق

GMT 11:36 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 20

GMT 21:44 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

خطوات ترتيب المطبخ وتنظيمه بشكل أنيق

GMT 02:22 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مؤسسات لبنانية تستثمر في إنتاج 2.6 ميغاواط كهرباء من الشمس

GMT 09:16 2013 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

الفراعنة أول من عرفوا السلم الموسيقي

GMT 08:31 2015 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

جامعة بيروجيا إحدى بوابات التعليم للأجانب في إيطاليا

GMT 13:16 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

انطلاق تصوير الجزء الثاني من مسلسل عروس بيروت في تركيا

GMT 19:14 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

علي النمر يبدي سعادته بتحقيق فريقه الانتصار أمام الأهلي
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria