صلاة استخارة لخادم الحرمين
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

صلاة استخارة لخادم الحرمين

صلاة استخارة لخادم الحرمين

 الجزائر اليوم -

صلاة استخارة لخادم الحرمين

جمال خاشقجي

تركت فندقي وتوجهت نحو الحرم النبوي الشريف قبيل صلاة المغرب بنحو نصف الساعة. لم يكن الحرم مزدحماً الخميس الماضي حين يفترض أن يكون هناك آلاف مثلي ممن اختاروا تمضية نهاية الأسبوع في المدينة المنورة لزيارة المصطفى عليه الصلاة السلام، وأداء صلاة الجمعة هناك.

ثمة تزاحم هنا، ولكن لا تزال هناك أماكن كثيرة شاغرة ومتاحة لي ولغيري. لو تيمنت وزاحمت من سبقني لوجدت مكاناً في الحصوة الأولى، ولكن اخترت مكاناً طيباً في الجهة الشرقية حيث توسعة الملك فهد، ليس بعيداً من موقع «اللبنة الأخيرة» التي تشرف رحمه الله بوضعها العام 1994، إيذاناً بإنهاء أكبر توسعة للحرم النبوي، جعلته قادراً على استيعاب أكثر من ربع مليون مصلٍ، بل يمكن أن تصل طاقته الاستيعابية إلى مليون مصلٍ بعد أن أضيفت الساحات المحيطة. كانت توسعة هائلة حتى شملت كامل المدينة النبوية، حيث عاش الرسول عليه الصلاة والسلام وأصحابه وسيرته وأحداثها. شعور غريب عندما يدرك أي مسلم يقف في مكان ما من الحرم الحالي، فإنه يعيش في حيز مكاني ربما مر عليه حبيبه محمد عليه أفضل الصلاة والسلام. وليت رئاسة الحرمين تستعين بخبراء يشيرون إلى مواقع تاريخية شهدت سيرته الطيبة في حيز الحرم.

بعد الصلاة توجهت للزيارة. هنا مكان مزدحم. تقف أمام المواجهة الشريفة، بل لن تستطيع أن تقف. أمواج خلفك تدفعك إلى الاستمرار في رحلتك البطيئة جداً. تنظر ناحيتها. تقرأ عبارة «هنا السلام على رسول الله». تضيع منك الكلمات: «السلام عليك يا سيدي يا رسول الله، اللهم أشهد أنك قد بلغت الرسالة وأديت...». وقبل أن تكمل، تجد نفسك أمام لوحة أخرى: «هنا السلام على أبي بكر الصديق»، وبجوارها تماماً: «هنا السلام على عمر بن الخطاب» رضي الله عنهما.

هذه مساحة لا مجال لتوسعتها، فهي محكومة بنصوص وتاريخ. وليت كل من يقترح أفكاراً غريبة تشوه المكان، مثل بناء دور ثانٍ في الروضة، أو عزل هذه المساحة عن الحرم، أن يُنهر ولا يسمح له بتكرار مثل هذه الحماقات. الحل الوحيد الممكن هو مزيد من التنظيم، والحق أن رئاسة الحرمين تمارس ضبطاً هنا اكتسبته عن خبرة، فلا تسمح لزائر يقصد الحجرة أن يغير رأيه ليلتف يساراً لدخول الروضة أو الحرم المجيدي. لا مجال غير أن تمضي في ذلك المسار المستقيم. رحلة السلام من باب السلام المرجو إلى باب السلام الدائم.

تأخرت في النوم صباح الجمعة بعدما أمضيت وقتاً طيباً في الحرم بعيد صلاة الفجر. إنها ساعة تجلٍ لو أمضيتها تدور بناظريك بين أطراف الحرم والمصلين والمسبحين والمستغفرين وفعلت مثلهم، ثم تريحهما على القبة الخضراء لرأيت كل همومك ومشاكلك تتفكك أمامك.

خلال استماعي إلى الخطبة، لفتت انتباهي الأسماء المكتوبة في أعلى الأقواس المحيطة بالحصوة، التي كانت أيام الصبا حصوة حقيقية، توجهت نحوها بعد الصلاة وجلت ببصري نحوها، إنها أسماء 24 علماً من أعلام المسلمين، صحابة اختلطت من دون ترتيب مع أسماء أئمة الشيعة الاثني عشرية. كأنني أراها للمرة الأولى، لا بد أنني رأيتها من قبل عندما كنت صبياً أجلس مع رفاق أو معلم لنا نتدارس. أعتقد بأن هذه الحصوة تستحق أن تسمى حصوة الوحدة الإسلامية. لو عاد النظام الإيراني إلى رشده وتوقف عن مغامراته التوسعية التي فرّقت المسلمين، وكانت أحد أسباب القتل والفوضى التي نعيشها من حولنا، واختار المصالحة مع إخوانه، فهذه الساحة مناسبة جداً لعقد قمة المصالحة الإسلامية الكبرى، أو على الأقل جلستها الافتتاحية.

لا بد من أننا كنا متسامحين خلال تلك الأيام عندما شيدت هذه التوسعة في عهد الملك سعود، واختيرت هذه الأسماء لتزين هذه الساحة بخط نسخ ذهبي متقن فوق أرضية خضراء. لا بد أيضاً من أن أكثر من متزمت بيننا كتب لأولياء الأمر يحضهم على إزالة هذه الأسماء، ولكن يأتيه الرد «بعدم المساس بأي شيء مضى عليه العمل». هذه القاعدة الذهبية التي وضعها الملك المؤسس عبدالعزيز عندما شرع بتوسعة الحرمين في عهده، وكان يرد بها على كل من يقترح تغييراً وتبديلاً فيهما.

بعد الصلاة وهذه التجليات، وجدت نفسي أستعد لمغادرة الحرم ومنه إلى جدة. كانت صورة الفنادق الحديثة وهي تشلح من رخامها ونوافذها تنتظر هدمها في إطار مشروع توسعة الحرم الجديدة والهائلة جداً تلاحقني. هل الحرم في حاجة إلى توسعة أخرى؟ مهما وسعنا في الحرم فلن نستطيع أن نوسع مقصد الزوار، المواجهة والروضة الشريفتين، فلم التوسعة التي ستكون كلفتها بليونية باهظة لا أحد يعرف ويجزم برقم محدد لها؟ توسعة تبعد أهالي المدينة من حرمهم.

أهالي المدينة هم روح الحرم، فتسميتهم الأولى «المجاورون». كانوا يأتون من أطراف العالم الإسلامي ليستقروا في المدينة حباً في الحرم وصاحبه عليه الصلاة والسلام، فشكلوا نسيجاً مدينياً خالصاً. ثم في العهد السعودي استمر هذا النسيج في التشكل. دخل أبناء القبائل العربية الذين كانوا يقيمون على أطرافها في النسيج المدني، ومعهم مئات من الأسر السعودية التي اختارت الهجرة والاستقرار في المدينة، خصوصاً من القصيم والأحساء. كل هؤلاء باتوا يشكلون أهل المدينة. هم روح الحرم، ولكن لا تجدهم في الحرم ولا حوله مثلما كانوا. الوصول إلى الحرم بات صعباً عليهم. المتاجر غلبها التستر والمتسترون، فأخرجوا السعوديين من السوق. الحرم في حاجة إلى مواقف سيارات أكثر من حاجته إلى توسعة جديدة، والسوق من حوله في حاجة إلى إعادة التاجر السعودي المديني إليه، فهو المعروف بحسن الاستقبال وحلاوة اللفظ وحسن المعشر. الحرم ليس مشروعاً استثمارياً، ولا ينبغي أن يكون. إنه حياة وروح وريحان وإيمان وصلاة وتسبيح واستغفار وعشق للمصطفى عليه الصلاة والسلام.

اخترت ركناً هادئاً في الحرم قبل مغادرتي، ونويت أن أصلي صلاة استخارة، قلت في ضميري إنها لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله. رفعت يدي بعد الركعتين، وتوجهت إلى الله عز وجل: «اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا نقدر وتعلم ولا نعلم، إنك أنت علام الغيوب. اللهم إن كنت تعلم أن في أمر توسعة الحرم النبوي الشريف خير للمسلمين في دينهم ودنياهم وعاقبة أمرهم فأتمها وأنجزها على أيدي عبدك وخادم حرمك سلمان بن عبدالعزيز وبارك لنا فيها وارضنا بها، وإن كنت ترى فيها هدراً للمال يكلف الدولة أعباء هي في غنى عنها في زمن كثرت فيه التحديات والتقلبات، وأن فيها إبعاد أهالي المدينة وأحباب نبيك من جيرة حبيبهم وحرمهم، فاصرفها عنا واصرفنا عنها، وأبدلهم عنها بما ييسر لهم الحياة إلى جوار حرم نبيك من مواقف سيارات وتسهيل في المواصلات وتحسين في الخدمات، واكتب لنا ولهم الخير حيث كان، وارضنا وارضهم بذلك».

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صلاة استخارة لخادم الحرمين صلاة استخارة لخادم الحرمين



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 06:39 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

هل التوافق ممكن بين الدين والعلم؟

GMT 01:49 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا تُشارك في مسلسل "مذكرات عشيقة سابقة"

GMT 02:21 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيسة وزراء رومانيا تبدأ زيارة رسمية إلى سلطنة عمان

GMT 08:13 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

23 صورة من إطلالات النجوم في مهرجان القاهرة السينمائي

GMT 01:04 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

"روندا" مدينة فوق الصخور وروح الأندلس في إسبانيا

GMT 18:53 2021 الثلاثاء ,04 أيار / مايو

تعرف على أسعار كيا سبورتاج 2021 فى الإمارات

GMT 19:39 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

الأميركي بريسون ديشامبو يتقدم في "السباق إلى غولف دبي"

GMT 02:42 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

"العرب اليوم" يكشف عن مطربي حفلات رأس السنة 2019

GMT 07:23 2018 الجمعة ,06 تموز / يوليو

تعرف على كيفية أداء صلاة خسوف القمر

GMT 07:43 2018 الجمعة ,11 أيار / مايو

أفضل 10 أماكن لقضاء العطلة الصيفية في فرنسا
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria