لماذا يجب تفكيك الدولة التركية العميقة
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

لماذا يجب تفكيك الدولة التركية العميقة؟

لماذا يجب تفكيك الدولة التركية العميقة؟

 الجزائر اليوم -

لماذا يجب تفكيك الدولة التركية العميقة

بقلم : جمال خاشقجي

يجب أن يدعم العالم الحر الرئيس التركي رجب الطيب أردوغان وهو يمضي بقوة في عاصفة حزم، مفككاً الدولة التركية العميقة، حتى تستقر تركيا وتزدهر بها الديموقراطية، لتمضي نموذجاً ناجحاً في عالمنا الإسلامي البائس، فالديموقراطية لا يمكن أن تعيش وتستمر بجوار «دولة عميقة» و «تنظيم سري موازٍ» لا يحترمان قواعدها، ومستعدان للانقلاب عليها بالقوة وسفك الدم. باختصار، الانقلابات ليست الحل.

إنها فرصته المواتية، خاصة أن الانقلاب الفاشل ودمويته وفرا له الفرصة، ومعها تأييد شعبي جارف، وكذلك تأييد قواعد حزبه وشتى القوى المدنية الديموقراطية، حتى خصومه لا يمانعون في محاسبة مرتكبي جريمة الانقلاب، ويكتفون بالتحذير من انتهاك الحقوق وظلم الأبرياء.

قد تدعو أرقام الموقوفين رهن التحقيق والمسرّحين من أعمالهم للقلق، فهي كبيرة جداً، ولكن ما حصل في 15 تموز (يوليو) خطر جداً هو الآخر، إذ كان انقلاباً دموياً كارهاً محتقراً للشعب، الذي زعم قادته أنهم ما خرجوا إلا لحمايته ونصرة ديموقراطيته! ولكن بينما كانت مذيعة التلفزيون الحكومي تقرأ بيانهم وهي ترتجف، كانت طائرات الانقلابيين تقصف البرلمان ومقار الشرطة والمخابرات من دون اعتبار لسقوط مواطنين وظيفتها أن تحميهم، فكانت دبابات الانقلابيين تدهسهم، وجنودها يطلقون الرصاص مباشرة عليهم! في تلك اللحظة كاد يسقط الجيش التركي الوطني مثلما سقط قبله كل جيش قتل مواطنيه، لحظتها تجلى قبح الدولة العميقة القائمة على «الغنيمة والخوف والازدراء».

كانت تلك الوقفة الأخيرة لجيش تجذرت فيه أصولية علمانية متطرفة، اتضح أنه لم يهضم الإصلاحات الديموقراطية التي دفعت بها الحكومة المنتخبة في مفاصل الدولة طيلة العقد الماضي، بخاصة تلك التي أعادت لتركيا هويتها الإسلامية، فقفز كالانتحاري يقتل ما حوله، في أقبح انقلاب شهدته تركيا والتي عاشت أربعة انقلابات من قبله.

بعد سقوط الدولة العثمانية، ظهرت في تركيا وعدد من الأقاليم التي كانت تحت حكمها جمهوريات حديثة في ظاهرها، اعتمدت الديموقراطية الغربية، ولكنها كانت ديموقراطية النخب. مؤسس تركيا الحديثة كمال أتاتورك كان أكثرها فجاجة، استثمر انتصاراته ونجاحه في حماية الوطن التركي من أن تتقاسمه القوى الاستعمارية الأوروبية، وخروجه بطلاً قومياً، لكي يفرض على تركيا هوية اختارها لها بالقوة، لم تكن «إصلاحات» أتاتورك بالإقناع ولا بالإجماع، وإنما بالقوة والبطش، وحتى بتعليق معارضيه على المشانق. النخب الإسطنبولية الليبرالية المثقفة سكتت، بل حتى رحبت، فكان ذلك أول سُنّة سنّتها لصناعة الليبرالية المزيفة في المشرق الإسلامي، ولا تزال نتوءات من هذه الليبرالية الكاذبة تظهر تارة في مناصرة انقلاب ناجح على رئيس منتخب، أو ترحب بانقلاب فاشل على حكومة منتخبة في تركيا، في كيدية حمقاء لا يعنيها أن ينهار الوطن أو يسقط في أتون فتنة وحرب أهلية، ما انعكس سلباً على السليم المتبقي من دول المشرق الإسلامي.

بعد حقبة أتاتورك الدكتاتورية، سمحت النخب الليبرالية التي شاركته في تأسيس الجمهورية التركية بنظام ديموقراطي، وافترضت أن الشعب سيختارها دوماً. عندما لم يفعل في انتخابات 1950، انقلبت عليه بعد عشرة أعوام، وأسست نظاماً جديداً، ظاهره الديموقراطية بمؤسسات فارغة، وباطنه «الوصاية» على الشعب، وأخذت في تأسيس «الدولة العميقة» وأساسها العسكر، ومن حولهم القضاء ورجال الأعمال المستفيدون في دائرة ثانية، ومن حول الجميع شلة من المثقفين وأساتذة الجامعات ورجال الإعلام الذين يعيشون على فضلات الدولة العميقة، ويترقون بمقدار ما يظهرون من ولاء وحرص عليها وتبرير سمج لأفعالها.

كانت الدولة التركية العميقة قوية متنفذة، قادرة على إسقاط حكومات بمذكرة، تحاصر الأحزاب بنظام قضائي متطرف، تحلها بقرار قضائي لا يستغرق جلسة واحدة، ترسل زعماءها إلى السجن، أو حتى تعلقهم على المشانق، من دون أن يتحرك أحد! هذه المرة تحرك الشعب، وخرج بمئات الآلاف وأسقط الانقلاب. لم تَفُتْ أردوغان الفرصة، وقال في كلمة حماسية لشعبه، وسط جمهور حاشد بُعَيد فشل الانقلاب، إنهم دفعوا الثمن غالياً عندما لم يخرجوا ضد العسكر عندما انقلبوا على عدنان مندريس، أول رئيس تركي منتخب قبل أكثر من نصف قرن، فتأخرت الديموقراطية ومعها تركيا نصف قرن كامل.

النظام نفسه استقر في الجمهوريات العربية الحديثة، التي خرجت من تحت عباءة الدولة العثمانية والاستعمار الأوروبي، كالعراق وسورية ومصر وتونس وليبيا والجزائر وحتى اليمن، لم تكن كلها في صورة واحدة، وإنما جمعتها الممارسات نفسها.

وعلى رغم حداثة نظام هذه الدول واستخدامها لمصطلحات بعيدة حتى من تراث الحكم القمعي بالدول الإسلامية السالفة، مثل مجلس قيادة الثورة، والاتحاد الاشتراكي، والجمهورية الديموقراطية الشعبية، إلا أنها تشابهت كثيراً مع النظام المملوكي الذي حكم غالب المشرق العربي بعد سقوط الخلافة العباسية لنحو ألف سنة، لم يكن نظاماً يقوم على القرابة والنسب، وإن استخدمهما، وإنما على القوة والرابطة العسكرية. المملوك الأقوى هو الذي يحكم أو يقفز إلى الحكم، لذلك تغلغلت لدى السياسيين مهارات التآمر والدسائس ومعها الخوف، من حول المملوك الأقوى والذي يسمى السلطان، أمراء هم أنصاره وأعداؤه المحتملون في الوقت نفسه، ولكي يكسبهم يوزع عليهم المدن والأقاليم والإقطاعيات الشاسعة، باعتبارها غنائم. كان الشعب والأرض حرفياً غنيمة يغنمها المملوك، فتتكدس الثروة في يد قلائل مما يجمعونه من ضرائب، يرسلون بعضها للسلطان، لينفق بها على نفسه وعلى الدولة وعلى مؤامراته لحماية عرشه، ويستبقون بعضها لينعموا ويتآمروا بها، ويبقى القليل لدى الشعب البائس، فانهار الاقتصاد وشاع الظلم والفقر والجهل.

حول هذا النظام السيئ، فقهاء ورجال طرق، كتاب وشعراء، مهرجون ومغنون يجمّلون قبيحه وينشرون ثقافة الذلة والمسكنة، ويهجون خصومه ويخيفون الشعب الغلبان منهم.

شيء كهذا حصل في كل الجمهوريات العربية، وبالتالي كان طبيعياً لنظام سيئ أن يصل إلى نهايته، وكان ذلك في ربيع العرب 2011، ولكن النظام القديم الممثل بدولة عميقة تتحكم بمفاصل القرار نجح في المقاومة، ذلك أن الثورات العربية لم تمضِ وتفكك دولها العميقة، فاستدارت عليها وعادت إلى السلطة، ولكنها لم تعد بالقوة نفسها والقدرة على التحكم، فكانت النتيجة حروباً أهلية وانقلابات، وسجوناً ومعتقلات، وانهياراً اقتصادياً، لم تعطل التنمية فقط، وإنما سرقت حتى الأمل.

لذلك من الضروري أن نؤيد الرئيس التركي رجب الطيب أردوغان في سعيه لتفكيك الدولة التركية العميقة، ليس محبة فيه، فهو مجرد رئيس منتخب، وإنما لكي تعود تركيا قوية، ولكيلا يتكرر ما حصل في 15 تموز، والذي لو نجح لانزلقت معه تركيا إلى الفوضى والضعف والتفكك. وبالطبع ما من سعودي عاقل يريد شيئاً كهذا لأهم حليف قوي بقي للمملكة وهي تواجه أخطر مشروعين يواجهانها والمنطقة، الفوضى والطائفية.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا يجب تفكيك الدولة التركية العميقة لماذا يجب تفكيك الدولة التركية العميقة



GMT 14:15 2021 الإثنين ,01 آذار/ مارس

صواريخ إيران وقميص خاشقجي

GMT 21:27 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

ماذا يعني حضور محمد بن سلمان قمة العشرين؟

GMT 07:27 2018 السبت ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

من مفكرة الأسبوع

GMT 07:07 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

التوقعات في أزمة «خاشقجي»

GMT 09:17 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

مكاسب إيران في أزمة خاشقجي

GMT 06:39 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

هل التوافق ممكن بين الدين والعلم؟

GMT 01:49 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا تُشارك في مسلسل "مذكرات عشيقة سابقة"

GMT 02:21 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيسة وزراء رومانيا تبدأ زيارة رسمية إلى سلطنة عمان

GMT 08:13 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

23 صورة من إطلالات النجوم في مهرجان القاهرة السينمائي

GMT 01:04 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

"روندا" مدينة فوق الصخور وروح الأندلس في إسبانيا

GMT 18:53 2021 الثلاثاء ,04 أيار / مايو

تعرف على أسعار كيا سبورتاج 2021 فى الإمارات

GMT 19:39 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

الأميركي بريسون ديشامبو يتقدم في "السباق إلى غولف دبي"

GMT 02:42 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

"العرب اليوم" يكشف عن مطربي حفلات رأس السنة 2019

GMT 07:23 2018 الجمعة ,06 تموز / يوليو

تعرف على كيفية أداء صلاة خسوف القمر

GMT 07:43 2018 الجمعة ,11 أيار / مايو

أفضل 10 أماكن لقضاء العطلة الصيفية في فرنسا
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria