أسامة الرنتيسي
– لنتحدث بصراحة، وبأعلى درجات الصراحة، ففي أوقات الأزمات أخطر ما في الأحوال الطبطبة على كل شيء.
لن أكرر المديح في الأداء العام خلال فترة الأزمة، فغيري كال وزاد، لكن لتعترف الحكومة وخلية الأزمة أنها صدمت الأردنيين عموما بقرار تمديد العطلة العامة أسبوعين حتى منتصف نيسان (أبريل).
لأنه أولا؛ جاء القرار عكس سلوكاتها اليومية التي كانت تشير إلى انفراجات في قطاعات كثيرة، وهذا ما كان يلمسه المواطنون.
صحيح أن الحكومة وخلية الأزمة منذ اليوم الأول يعملون من دون خطط استراتيجية معلنة في الأقل، وبطريقة عمال المياومة او حتى ساعة بساعة، وهذا في المحصلة ليس إيجابيا.
ثانيا؛ بحسبة دقيقة من دكتورة ذكية في الرياضيات وربط المعادلات والإحصاءات.. تقول إذا كان معظم جيشنا الباسل ورجال الأمن بقطاعاته المختلفة موجودين في الشارع، وكذلك جنود وزارة الصحة بمستشفياتنا وعلى رأس عملها، والمحال التموينية مفتوحة، والوزارات المعنية تعمل بكوادرها، وشركات الأدوية تعمل بكامل طاقاتها، والصيدليات مفتوحة، وكثير من المصانع لم يتوقف العمل فيها، وهناك الكثير من المسؤولين في الوزارات مداومين، وعادت الحياة لعمل البنوك ومحال الصرافة، طبعا والمخابز ومحال الخضر مفتوحة، يضاف إلى ذلك التوسع في منح التصاريح لكثير من الناس،… إذن يبقى الحظر مفروضًا على مَن، هل هو فقط على عمال المياومة والسواقين.؟؟!
سؤال أكثر من مشروع، قد نفهم أن يبقى طلاب المدارس والجامعات في عطلة مفتوحة، أما في باقي مناحي الحياة فإن التعطيل – خاصة في ظل الحظر المفتوح من الساعة العاشرة وحتى السادسة – غير مفهوم، بل قد يعود بالسلبية علينا في المستقبل القريب.
طبعا ليس الآن مجال الحديث عن السنة الدراسية التي تدمرت هذا العام، بفضل شهر الإضراب، وشهر الكورونا، وضعف فكرة التعليم عن بعد، ونحن على أبواب شهر رمضان الذي يتحول فيه التدريس إلى نصف طاقة ونصف استيعاب.
نعرف أن خلية الأزمة والحكومة لا يملكون تجارب في مثل هذه الأزمات، وهي أزمة عالمية أكبر منها، وأضرارها الاقتصادية تشمل معظم الدول النامية والفقيرة، ولسنا وحدنا حتى ننتظر أن تكون لنا أوجه دعم ومساندة خاصة، لهذا علينا أن تكون المجسات التي تلتقط الأفكار الجديدة مفتوحة على كل الاحتمالات، ولا تبقى تعمل بنظرية “ابو العريف”.
الملحوظة الأخيرة؛ الحكومة قررت إغلاق منافذ البلاد برا وبحرا وجوا، هذا مفهوم للقادمين إلى الأردن من أجل حصر الأشخاص الجدد على الأرض الأردنية من المناطق الموبوءة، أما ان تبقى حركة الطيران أمام المغادرين مغلقة خاصة إلى الدول التي تسمح بوصول الطيران إليها فهذا غير مفهوم نهائيا، ويحتاج إلى توضيح وإنهاء هذا القرار، فهناك أشخاص كثيرون لديهم التزامات في الدول المقيمين فيها.
إعادة تقويم قرار تمديد عطلة الأسبوعين بناءً على النتائج الإيجابية التي تظهر في هذه الأيام عن أرقام الحالات المصابة وتراجعها الملاحظ، ضرورة وطنية، فكلنا في قارب واحد، نفكر في حماية البلاد وتخفيف الأضرار التي قد تلحق بنا لا سمح الله.
الدايم الله…