أسامة الرنتيسي
يجتهد أصدقاء مقربون في محاولة إثبات وجهات نظرهم بملحوظات دائمة على قرارات الحكومة وإجراءاتها غير المفهومة في قضية الحظر وتجاوزها لأزمة وباء الكورونا، بأن كل ما تفعله الحكومة مخطط له وبخبث شديد.
يُجمع أصحاب هذه الملحوظات على أن الحكومة تشتري وقتا وتستخدم الأزمة وقلق الناس بطريقة تبرر لاحقا تأجيل الانتخابات النيابية والتمديد لمجلس النواب وإطالة عمر الحكومة.
الأزمة والوباء أكبر وأوسع عالمية من التفكير بالانتخابات النيابية والتمديد للمجلس والتفكير بإطالة عمر الحكومة، فهذه قضايا محلية لا يحتاج تنفيذها كل هذه الأوضاع، وهناك من المساحات الدستورية فُسَح كبيرة لتحقيق ذلك من دون الخضوع لإجراءات وقائية وقرارات حظر أصابت البلاد والعباد في مقتل، ووضعت الحالة الاقتصادية والتجارية في البلاد في مآزق كبيرة.
شخصيا؛ لست مقتنعا بهذه الملحوظات، مع أنني مقتنع أن تخبطا وإرتجالية وردود فعل غير مدروسة تتسم بها القرارات الحكومية الأخيرة، ففي عز الأزمة كانت الحكومة تقرر التعطيل للوزارات والمؤسسات اسبوعين، فتأتي وفي عز الانحسار لإصابات الكورونا وتسجيل أرقام صفرية لتقرر التعطيل شهرا.. إذا أحد فاهم يشرح لنا؟!.
سريعا فقدت الحكومة حالة الإعجاب الشعبي التي رافقت الأيام الأولى لبدء إجراءات الوقاية من الفيروس، وبدأت الأصوات تعود للنقد القاسي لكل قرار حكومي، لا بل والتشكيك في قضايا مالية عادت للحكومة بمنافع كبيرة، وكأنها استغلت الوباء والأزمة لتضع ما يقارب المليار دينار تحت إبطها ولا أحد يعرف كيف ستتصرف به.. هكذا بدأت الماكينة الإعلامية الشعبية عبر وسائل التواصل الاجتماعي تردد.
منشور خطير يدور بين جروبات الواتساب ووسائل التواصل الاجتماعي بشكل لافت يقول:
“قبل أن يتجاوز عمر الأزمة الشهر….
في هذا الشهر أخذت الحكومة عشرات الملايين من خلال صندوق التبرعات لهمة وطن وأخذت أموال دعم الخبز التي تقدر ب 80 مليونا وعلاوة المعلمين التي تقدر ب 100 مليون وعلاوة التنقل لجميع موظفي القطاع العام التي تتجاوز ال 70 مليون والعلاوة المقررة لجميع موظفي الدولة لعام 2020 التي تتجاوز ال 110 ملايين وخصم نصف رواتب العقود وشراء الخدمات التي تقدر بعشرات الملايين والمكافآت لمن يتجاوز رواتبهم ال 1300 دينار التي تقدر أيضا بعشرات الملايين ولا نعرف كم أخذ من صندوق الضمان الاجتماعي والمساعدات الخارجية ووووووو….
ماذا قدمت الحكومة مقابل كل هذا الأخذ …. ماذا قدمت لنا غير الحَجْر والحظر ماذا قدمت لنا غير ابتسامة معالي سعد !
الأخذ هذا تجاوز حدود المليار ونصف المليار خلال شهر واحد!”….
هذا منشور لا أتبناه وغير مقتنع ببعض معلوماته، لكن فرصة تتطلع عليه الحكومة وخلية الأزمة لتعرف كيف بدأ المزاج الشعبي يفكر، ولتفند كل ما جاء فيه إن كانت لديها ردود مقنعة.
الدايم الله….