أسامة الرنتيسي
لتعترف الحكومة وخلية الأزمة أنهم بطيئون في التفكير واتخاذ القرارات، مع أن الوقت كالسيف، وهذا يراكم الأزمات ولا يعالجها.
في معظم الإيجازات اليومية التي بات المواطن الأردني ينتظرها على أحر من الجمر، لا تسمع إلا أننا ندرس كذا وكذا، وسوف نعلن عن تنفيذها في الأيام القليلة المقبلة، وللأسف هذه الأيام تطول وتطول ولا أحد يعرف متى التنفيذ.
كان الأردنيون على موعد لإعلان القطاعات التجارية التي سوف يسمح لها بالعودة للعمل اعتبارا من يوم الأحد، لكن حتى هذه تم ترحيلها للأيام المقبلة، ومن دون أي تبرير.
طبعا هذا السلوك هو ما تمارسه الحكومة منذ اليوم الأول، ولنتذكر أن الحكومة وعدت قطاعات مهمة وكبيرة بالعودة للعمل منذ اسبوعين مثل سواقي التكسي حيث استعدوا نفسانيا لذلك، ومع هذا لا يزال الأمر معطلا ولم ينفذ حتى الآن.
وعدت عمال المياومة بحل مشاكلهم وتدبير أحوالهم، فلجأت للضمان الاجتماعي، ومع هذا لم يحصل عامل واحد على دينار أو ثمن كيلو خبز.
لا يمكن ان تستمر الحياة في البلاد من دون خدمات عامة في الأسواق، خدمات يومية تراكمت فيها الأعطال خلال شهر كامل من البقاء في البيوت، ولا يمكن تأجيلها أكثر من ذلك.
الحياة تحتاج إلى حلّاقين وكهربائي وموسرجي وميكانيكي وخدمات عامة كثيرة، تحتاج إلى أطباء وأطباء أسنان في عياداتهم.
يحتاج الإنسان إلى أن يزور أهله ويطمئن عليهم بعد شهر من الغياب، هذا ليس دلعًا، بل جزء من رفع المناعة والمعنويات.
الحكومة وخلية الأزمة أكثر من غيرهم يجب ان يعو أننا لا نستطيع أن نبقي البلاد والحياة العامة والتجارية تحديدا مغلقة بهذا الشكل، والدمار أكثر أننا لا نستطيع أن نخسر الصيف ورمضان في الحياة التجارية، فهناك قطاعات كثيرة تنتظر هذا الشهر، وهذا الموسم حتى تعالج اختلالات عام كامل.
نقدر الضغوطات والصعوبات التي تعمل تحت وطأتها خلية الأزمة، وقد طبقنا خلال الشهر الماضي تجربة استحقت إعجاب دول وشعوب العالم (أنا لست منهم)، والآن علينا أن نمشي للخطة الثانية، بعد ان نجحنا في حصر الأعداد والسيطرة أن تبقى حالات الإصابة ضمن الأرقام الدنيا.
الخطة الثانية، عودة الحياة إلى طبيعتها مع الالتزام التام بشروط الوقاية العامة، وقد أصبح المواطن الأردني على معرفة ووعي كبيرين بكل ما تتطلبه شروط الوقاية والتعقيم وتباعد الأفراد في كل الظروف.
أصبح الجميع مقتنعين أن هذا الفيروس لن ينشف ويموت خلال أسبوعين من الحجر المنزلي، علينا التكيف مع الحياة الجديدة ومقاومة الفيروس حتى يفتح الله على مراكز الأبحاث ويجدوا لنا ترياقا يحاصر المرض ويقضي عليه، والأخبار من شيكاغو مبشرة برغم التشاؤم المبالغ فيه من الناطق الرسمي لفريق الأوبئة الدكتور نذير عبيدات.
بالمناسبة؛ ما حكاية سواقي الشاحنات القادمين إلى المملكة الذين بدأت تظهر عليهم الإصابات، ولم نكن نعلم عنها قبل قصة سائق التريلا في إربد.
الدايم الله…