أسامة الرنتيسي
قرارات الحكومة وخلية الأزمة تشوش كل من أراد أن يجد تفسيرا لها، لعل في بطن الحكومة أشياء لا نعرفها، وليس من المصلحة العامة إطلاعنا عليها.
لكن؛ ما علينا، فعكس الأجواء الإيجابية والتفاؤلية التي تعم قلوب وعقول الأردنيين كلما سمعوا ملخصا جديدا لوزير الصحة خاصة عندما تبدأ قسمات وجهه بالابتسامات التي حيّرت الصبايا وشغلتهن عن أخبار الكورونا، تأتي القرارات الرسمية.
ففي يوم الثلاثاء، وبعد الانخفاض الكبير في أعداد المصابين إذ وصل إلى ست حالات جديدة بينما شفيت اربع حالات جاء القرار المفاجئ بفرض الحظر الشامل يوم الجمعة من دون أي تفسير له.
شخصيا؛ أكرر دائما، أنا مع الحظر الشامل القاسي حتى لو غضب كثيرون، لكن أن تقفز الحكومة وخلية الأزمة إلى القرار بحظر شامل الجمعة من دون أي مسببات، فهذا ليس في مصلحتها ولا في مصلحة مصداقيتها إزاء المواطنين.
فور القرار، بدأت التحليلات والتكهنات، وتسريبات بعض المواقع الإلكترونية، لكن لا أحد يمتلك معلومة يمكن البناء عليها، وزاد الطين بِلةً الوزير الوسيم سعد جابر عندما صرح أن “حظر يوم الجمعة يدل على ان الوضع لا يزال خطيرا”.
لا نريد التدخل في القرارات الحكومية، لكن نريد تفسيرا ومبررات صادقة حول كل قرار ونحن نقول سمعا وطاعة.
إحدى الزميلات قالت: “هل معقول أن قرار حظر يوم الجمعة لأن الدولة سوف تقوم بتدريب واسع”.
وآخر قال: إنها متخوفة من قيام بعض المصلين بالإصرار على صلاة الجمعة مثلما صلت مجموعة جماعة في حي نزال بعد قرار إغلاق المساجد.
وتفسيرات أخرى تسريبية في خبر للزميل عواد الخلايلة في “مدار الساعة” من طرف حكومي حتى لا تكثر التجمعات والاحتكاكات ولمنع زيارات الخارجين من الحجر، وإعطاء فاعلية أكثر لفرق التقصي الوبائي.
أفضل شيء نواجه فيه الوباء بعد الالتزام بقرار “خليكفيالبيت”، هي الأجواء المريحة وتعزيز الطاقة الإيجابية في نفوس الأردنيين، وهذا مصل لطرد الفيروس ومقاومته، وهو يحتاج إلى تعزيز دائم، ويا حبذا أن تلتفت له الحكومة وخلية الأزمة مثلما تلتفت لباقي الأضابير الأخرى.
مع أن الناس مقتنعون جيدا بخطورة الوباء، وداعمون للخطط الحكومية، إلا أن شعبنا لم يتعود على فكرة حظر التجول، والبقاء في البيت، لهذا لا تعكروا الميزاج العام بقرارات غير مدروسة جيدا، مثلما فعلنا في يوم توزيع الخبز المشؤوم، وبقرارات من وزراء بات واضحا أن الحالة العامة لا ترحب بظهورهم على شاشة التلفاز، وحركاتهم الاستعراضية.
بصراحة أكثر؛ الناس ينتظرون إجراءات تخفيفية، فتأتي القرارات فجائية وغير متوقعة، وهذا ليس فعلًا إيجابيًا.
الدايم الله…