بقلم - منى بوسمرة
لا شك أن العام 2020 كان عاماً استثنائياً في الإمارات، وفي الوقت الذي شهد العالم تراجعاً كبيراً في قدرة دول وحكومات على الوفاء بمتطلبات التعامل مع تحديات الجائحة، وخسرت الثقة الشعبية فيها، نرى الإمارات قد عززت ليس فقط من الثقة محلياً، بل تحولت إلى محط أنظار واهتمام العالم أجمع، فهي إضافة إلى ما رسخته من نموذج ملهم في قدرتها الفائقة على عبور الأزمات، صنعت نموذجاً أكثر إيجابية، من خلال تحويل هذه الأزمات والتحديات إلى شعلة ووقود لإنجازات نوعية وضعتها مع الكبار عالمياً في مجالات متقدمة مثل الفضاء ودخول نادي الدول النووية، لتجعل من 2020 عاماً مفصلياً وتاريخياً في الاهتمام العالمي بمكانتها.يضيف هذا الاهتمام عوامل محورية جديدة لمضاعفة المكانة المتميزة والفاعلة للإمارات على الساحة الدولية، والتي تبوأتها من خلال قوتها الناعمة ودبلوماسيتها النشيطة وتأثيرها الإيجابي في مختلف قضايا التنمية والسلام والازدهار العالمي.
ما تفرضه هذه النقلة غير المسبوقة مواكبة على كل المستويات ترتقي إلى مكانة الدولة، وكما يؤكد محمد بن راشد بإيجابيته المعهودة، التي تجعل من الإنجاز حافزاً لإنجازات ومشاريع أكبر، فهي تتطلب تفكيراً مختلفاً وتعاملاً جديداً لمواكبة هذا الاهتمام.
فالاهتمام الكبير بالإمارات والتأثير الفاعل لها لم يكن ليتحقق لولا الجهود الدؤوبة التي وضعت الدولة على القمم حتى باتت تتصدر أهم المؤشرات، ومنها مؤشر التنافسية للمنتدى الاقتصادي العالمي، ومؤشر ممارسة الأعمال الصادر عن البنك الدولي، ومؤشر الابتكار العالمي، وغيرها من المؤشرات، كما عزز الإصرار المتواصل من القيادة من التأثير العالمي للدولة لتصبح في المرتبة 18 عالمياً في مؤشرات قوتها الناعمة، و11 عالمياً في التأثير، وتصنف ضمن الدول الأنشط على الساحة الدولية، وما تحمله الدولة اليوم من رسالة عالمية، وما حققته من تفوق يحتاج بصورة ملحة إلى فكر وأدوات جديدة وعزيمة وعمل أكثر قوة، لمضاعفة الإنجاز ونقل قصص النجاح إلى العالم بمختلف لغاته، ونشر رسالة الإمارات وترسيخ قيمها الإنسانية.
في 2020 عام التحدي، أثبتت الإمارات أنها دولة مختلفة، ألهمت العالم بفعلها وإنجازها، أن الجميع قادرون، ولا شيء مستحيلاً، فقد استطاعت في أقل من خمسين عاماً أن تبني اقتصاداً قوياً، يتميز بالتنوع الكبير القادر على مواجهة أية عواصف، وبنية تحتية متفوقة مهيأة للتعامل مع جميع الظروف، ما جعلها بيئة صديقة للعيش والأعمال والسياحة.
ومع دخول الإمارات عام يوبيلها الذهبي متوجة بهذه الإنجازات والنجاحات، يجدد محمد بن راشد تحفيز الروح الإيجابية، مؤكداً أن مجتمعنا سيعبر هذا العام بقوة أكبر وطاقة أجمل نحو المستقبل، وأن العمل مستمر، ومسيرة التعافي الوطني لن تتوقف.