بقلم : منى بوسمرة
ليس جديداً أن دبي هي أسرع مدن العالم تطوراً، في العقود الأخيرة، ولكن المدهش حقاً أن دبي لم تتوقف، ولن تتوقف يوماً، رغم ما حققته من مكانة حضارية غير مسبوقة تاريخياً، عن الارتقاء بعزم وإصرار، بكل جوانب التقدم والتطوير، حتى حجزت لنفسها من الآن مكانة استراتيجية متفردة في ريادة المستقبل، لا ينافسها فيها أحد.
هذا ما يريده محمد بن راشد لدبي، بعزم وإصرار، فهو من خلال إعلانه عن خطة دبي الحضرية 2040، يرسم انطلاقة جديدة كبرى كفيلة بجعل دبي المدينة الأفضل للحياة في العالم، ومضاعفة أهميتها الاقتصادية والتجارية والسياحية، وأول ما تلفت إليه هذه الخطة هو مسار دبي المثابر، عبر ست خطط سابقة، بدأت في عهد المغفور له، بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد، عام 1960، وما تتويج محمد بن راشد لها بهذه الخطة السابعة في هذا الوقت بالذات، الذي يعاني فيه العالم تحديات جمة، إلا لتعيد إلى الأذهان، كيف استطاعت دبي، منذ انطلاقتها الأولى، وعلى مدار تاريخها الحافل بالإنجازات، قهر التحديات، وتحويلها إلى معجزات، تلهم العالم.
ما تحدثه هذه الخطة، في المقام الأول، هو التحفيز والثقة وتعظيم البشائر، بما ستكون عليه دبي في العقدين المقبلين، فاستقراء بسيط لما تمتلكه دبي اليوم من عناصر وعوامل القوة، يظهر بوضوح قدرتها على تسريع نهضتها، بأضعاف ما بدأته، وهو ما يؤكده محمد بن راشد بقوله: «نسابق الزمن برؤية واضحة للمستقبل تعي متطلبات التفوق فيه.. وتتجاوز كل التحديات نحو غد، يحمل أسباب السعادة للجميع».
عوامل القوة المتنامية، هي المتغير الوحيد، وسط حزمة من دعائم هذه النهضة، وأولها وحجر الزاوية فيها أن الإنسان وسعادته ورفاهيته تبقى الأولوية والغاية لهذه الرؤية الطموحة، التي تفردت بالاستباقية والتخطيط المدروس والسليم على المدى القصير والطويل، كنهج وأسلوب عمل ثابتين، وكما يقول حمدان بن محمد، فإن إطلاق خطة دبي 2040 يرسم «خارطة طريق واضحة لتنمية مستدامة، نستكمل بها مشروعاً تنموياً طموحاً وضع سعادة الإنسان في مقدمة أهدافه».
استراتيجيات ذات تأثير إيجابي كبير اعتمدتها الخطة الحضرية، لتعظيم كفاءة التعامل مع الموارد، وتهيئة بيئة حضرية، ترتقي أكثر بتلبية احتياجات السكان وزيادتهم المتنامية، بل وبيئة مثالية داعمة، لتمكينهم وتحفيزهم على الإبداع والابتكار والنجاح، كما تعتمد هذه الاستراتيجيات توسعاً مدروساً في مظاهر النهضة، في جوانب متكاملة تشمل الخدمات وخيارات التنقل ومساحات الترفيه، وجميع العوامل المحفزة للأنشطة الاقتصادية والسياحية والمعززة لجذب الاستثمارات والأعمال، كما أنها تحافظ على المراكز التاريخية والثقافية، وترفع المراكز الحضرية إلى خمسة، بإضافة مركزي «إكسبو 2020» و«واحة دبي للسيليكون».
الانطلاقة الاستثنائية، تزامناً مع عام الخمسين، التي تعتزم دبي من خلالها إحداث تحولات كبرى في نموذجها التنموي العالمي، تضع مساراً تاريخياً جديداً للتفوق.