الرد في الميدان
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

الرد في الميدان

الرد في الميدان

 الجزائر اليوم -

الرد في الميدان

سليمان جودة
بقلم - سليمان جودة

أتطلع إلى خريطة المنطقة مفرودة أمامي، فأرصد فوقها مواضع تطرأ عليها درجة من التصعيد لم تكن موجودة قبل العشرين من الشهر الماضي. فهل هناك علاقة بين هذا التصعيد في مناطق بعينها وبين مجيء الرئيس الأميركي جو بايدن خلفاً للرئيس دونالد ترمب؟!
أتطلع إلى موضع العراق على خريطة الإقليم، فألاحظ أن الهدوء النسبي الذي رافق وصول مصطفى الكاظمي إلى رئاسة الوزراء لم يعد كما كان في بداياته، وإنما غلبت عليه أجواء من التوتر المتزايد، مع تصاعد في عمليات من التفجير، والاختطاف، والتعذيب، لم تكن بهذا القدر من الشيوع وقت أن كان الكاظمي يخطو خطواته الأولى نحو ما يريده لبلاده.
وهو لا يريد شيئاً سوى أن يعود العراق بلداً هادئاً، ولا يرغب في شيء قدر رغبته في أن تحترم إيران سيادة أرض الرافدين، وأن تحافظ على علاقةٍ ندّية بين البلدين، وأن تفهم أن قرار العراقيين لا بديل عن أن يكون من بغداد لا من طهران!
وقد جاء عليه وقت أرسل فيه رسولاً إلى حكومة المرشد خامئني في إيران، يدعوها إلى أن تستوعب طبيعة ما يسعى إليه في بلده، وأن تضبط حركة ميليشياتها في البلد، فلا تفسد عليه ما يفكر فيه، ولا تستعدي عليها العراقيين الذين يؤيدونه ويرونه صادقاً فيما يقول ويفعل.
ولكنّ الظاهر أن حكومة الملالي الإيرانية لا يعجبها ذلك ولا تستسيغه، وهي لا تتوقف بالتالي عن الدفع بمن يقف في طريق الكاظمي، وبمن يعطل خطواته، وبمن يعيده إلى المربع الأول كلما قطع خطوة أو أكثر في اتجاه ما جاء من أجله إلى موقع المسؤولية.
ولكنّ العراقيين في الغالبية منهم لن ييأسوا ولن يرضوا بأقل من أن يعود البلد إلى ما قبل 2003، الذي جاء فيه الغزو مؤسساً لدستور طائفي لا يمكن أن يستمر ولا أن يعيش!
وأتطلع إلى سوريا الجارة المباشرة للعراق، فأكتشف أن ميليشيا «لواء فاطميون» الإيرانية تنشط فجأة في القامشلي وفي الحسكة شمالاً وشرقاً، وأن مسؤولاً إيرانياً يتحدث عن وجود إيراني سيستمر في سوريا، وأن مسؤولاً إيرانياً آخر يتكلم عن خط بحري سينشأ بين البلدين، بدءاً من ميناء بندر عباس الإيراني إلى ميناء اللاذقية السوري على البحر المتوسط.
أتطلع إلى هذا داخل إطار واحد فلا أراه وليداً للصدفة، ولكني أراه يجري عن قصد خلال الأيام الأولى من ولاية بايدن في البيت الأبيض.
وأتطلع إلى اليمن فلا يغيب عني ولا عن غيري حالة الجنون التي دبّت على نحو مفاجئ في الجسد الحوثي، الذي راح يستهدف مطار أبها الدولي السعودي لأكثر من مرة خلال أيام. ولم يكن غريباً أن يتزامن هذا مع حديث الإدارة الجديدة في واشنطن عن رفع الجماعة الحوثية من قائمة الإرهاب، التي كانت الإدارة السابقة قد وضعتها عليها في أيامها الأخيرة.
أتطلع إلى هناك ويستوقفني بالطبع تصريح المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن عن أن الجماعة هي لعبة إيرانية في النهاية، وعن أن الرد عليها سوف يكون في الميدان، لأن لغة الميدان هي اللغة الوحيدة التي تفهمها الميليشيات من نوع ميليشيا الحوثي.
يستوقفني هذا لأن السلاح الذي جرى به استهداف المطار لم تصنعه جماعة الحوثي في جبال اليمن بالتأكيد، ولأن اليد التي أطلقته إذا كانت حوثية، فالقرار الذي حرّك اليد هو إيراني مائة في المائة، والعقل الذي دبّر من وراء الحوثي هو عقل إيراني أيضاً.
ويستوقفني هذا لأن الإدارة الجديدة في واشنطن ربما كان عليها أن تراجع نفسها في قرار رفع الحوثي من قائمة الإرهاب، لأن الجماعة راحت تستقوي به كما بدا للجميع، ولأنه قرار قد أمدها بما يشبه أسباب الحياة، حتى ولو كانت الإدارة نفسها في واشنطن قد أبقت على العقوبات المفروضة على القيادات الحوثية.
وأتطلع إلى لبنان في آخر الصف، فأسمع رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، يتحدث عن حكومة جديدة ستتشكل رغم كل العقبات الموضوعة في طريقها، ورغم 16 زيارة قام بها إلى الرئيس ميشال عون، لم تنجح كلها في إقناع ساكن قصر بعبدا بأن صالح لبنان يحب أن يتقدم كل ما عداه.
ولكن كيف سيقتنع الرئيس عون بهذا المنطق بينما يده في يد «حزب الله» الذي لا يُخفي ولاءه لإيران، والذي لا يجد حياءً في تقديم مصالح الحزب على صالح البلد؟!
ليست صدفة أن تتشابه الظروف في الدول الأربع، كأنما شيطان يقف خلف ستار محرِّكاً الأحداث من بغداد إلى دمشق إلى صنعاء إلى بيروت!
هذا الشيطان يكمن في مكانه في طهران، ويوجه بما نراه أمامنا على أركان الخريطة قاصداً، وهو يفعل ذلك بهدف أن ترى الإدارة الأميركية الجديدة حصيلة الإشارات الصادرة عنه في العواصم الأربع، لعلها تنتبه إلى أن لديه أوراقاً يمسكها في يده، وأنها أوراق يتعين أن توضع في الاعتبار، إذا ما جلست الإدارة معه على مائدة واحدة تبحث في برنامجه النووي.
يطرأ هذا كله على المنطقة بينما واشنطن تبدو للمتطلع إليها، كأنها لا تزال تتحسس وقع أقدامها فيها، أو كأنها لا تزال تحسب وتجمع وتطرح، وليس أدل على ذلك إلا أن الرئيس بايدن لم يتصل على مدى شهر له في منصبه بأي من زعماء المنطقة بعد، بمن فيهم رئيس وزراء إسرائيل الذي أقلقه تأخر الاتصال عن المعهود، وراح يبحث للتأخر عن تفسير فلا يعثر على شيء!
وقد كانت الرياض تتصرف وفق ما تراه أنسب، حين قالت إنها ستظل تعدّ الجماعة الحوثية جماعة إرهابية حتى ولو كان للأميركيين تقدير آخر في الموضوع.
كانت هذه خطوة سعودية شجاعة تقول إن المملكة أدرى بطبيعة ما ترتكبه الجماعة في اليمن، وإنها أدرى بعواقب هذا التوجه الأميركي مع جماعة لن تستقبله بما يجب، وإن الحكومة في المملكة تستطيع أن تتخذ من الخطوات ما تراه أقدر على حماية مصالحها وصون حدودها، وإن الإدارة الأميركية الجديدة مدعوّة إلى أن تفكر في أمر الحوثي بشكل مختلف.
غير أني أعود إلى عبارات المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن، وأرانا مدعوين إلى التأمل في عبارة من ثلاث كلمات ضمن عباراته تقول إن الرد في الميدان!
هذه العبارة ربما تكون، مع تحويرها بعض الشيء، هي الأدق تعبيراً عما يجب أن يكون من جانب العرب لا السعودية وحدها في المواجهة مع إيران. أما لماذا العرب لا السعودية وحدها، فلأن الحركة الإيرانية المخرّبة في الإقليم حركة ضد العرب، وليست ضد السعودية في حدودها، ولا حتى ضد الخليج كله في إطاره، وإن بدت أنها ضد الخليج وضد الرياض.
وأما التحوير فهو الذي يجعل الميدان في المواجهة مع إيران ميداناً سياسياً، بالتوازي مع مواجهة لا بديل عن أن تكون ذات طابع عسكري مع ميليشياتها في الدول الأربع، ومن بين مبادئ هذه المواجهة سياسياً أن يكون الخليج حاضراً عند إخضاع الاتفاق النووي للمراجعة وأن يكون مشاركاً، لأنه لا جدوى من وراء اتفاق يفصل بين ملف نووي في يد إيران وبين سلوك لها في الإقليم.
إيران تحرِّكها أحلام فارسية في مواجهة كتلة عربية واحدة تراها أمامها، وليست حكاية السُّنة والشيعة سوى واجهة تمد المعركة بوقودها المطلوب، وعلينا ألا نتوقف كثيراً عند الواجهة وأن نتطلع إلى ما وراءها، لأن ما وراءها هو الجوهر في المعركة ولأن الواجهة هي التفاصيل.
المواجهة بطبيعتها إيرانية - عربية، ولا بديل فيها عن توافق عربي على مشروع سياسي يتصدى لمشروع إيران في الإقليم ويوقفه عند الحدود، فما لا تصيبه البندقية في ميدان اليمن في نطاقه، تتكفل به الحركة السياسية الأشمل في ميدان العرب على اتساعه.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرد في الميدان الرد في الميدان



GMT 00:33 2021 السبت ,20 شباط / فبراير

لبنان والزحف نحو جهنم!

GMT 00:31 2021 السبت ,20 شباط / فبراير

الرئيس و«المعارضة الهادفة».. ملاحظات أولية

GMT 03:53 2021 السبت ,20 شباط / فبراير

قمة النمر الزهري

GMT 03:46 2021 الجمعة ,19 شباط / فبراير

بازار الوساطة الإيرانية

GMT 03:44 2021 الجمعة ,19 شباط / فبراير

«رامبول» في رداء المنزل لا المحاماة

GMT 06:39 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

هل التوافق ممكن بين الدين والعلم؟

GMT 01:49 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا تُشارك في مسلسل "مذكرات عشيقة سابقة"

GMT 02:21 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيسة وزراء رومانيا تبدأ زيارة رسمية إلى سلطنة عمان

GMT 08:13 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

23 صورة من إطلالات النجوم في مهرجان القاهرة السينمائي

GMT 01:04 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

"روندا" مدينة فوق الصخور وروح الأندلس في إسبانيا

GMT 18:53 2021 الثلاثاء ,04 أيار / مايو

تعرف على أسعار كيا سبورتاج 2021 فى الإمارات

GMT 19:39 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

الأميركي بريسون ديشامبو يتقدم في "السباق إلى غولف دبي"

GMT 02:42 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

"العرب اليوم" يكشف عن مطربي حفلات رأس السنة 2019

GMT 07:23 2018 الجمعة ,06 تموز / يوليو

تعرف على كيفية أداء صلاة خسوف القمر

GMT 07:43 2018 الجمعة ,11 أيار / مايو

أفضل 10 أماكن لقضاء العطلة الصيفية في فرنسا

GMT 14:40 2018 الأربعاء ,18 إبريل / نيسان

جولدبيرج يكشف شرطه للعودة إلى حلبة "WWE"

GMT 09:50 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

بوسعيد يعترف بارتفاع نسبة البطالة في المغرب

GMT 05:02 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

سلمى الصمدي تؤكد احترافها عالميًا في تصميم القبعات

GMT 15:55 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

أفضل العاب فيديو على جهاز بلاى ستيشن 4 بمناسبة الكريسماس

GMT 14:40 2017 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

جيب تطلق نظاماً بموقعها لتتيح لك بناء رانجلر 2018 الخاصة بك

GMT 06:00 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

10 جيوش أفريقية تنهي تدريباً كبيرًا في السودان
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria