بقلم : سليمان جودة
بقدر ما شد موكب المومياوات اهتمام العالم بقدر ما وضع على كاهلنا مسؤولية تختلف عن مسؤوليات ما قبل انطلاق الموكب من متحف التحرير إلى متحف الحضارة!.
هذه المسؤولية الجديدة هى تقديم خدمة سياحية لكل سائح سيأتى لا تقل فى جودتها عن مستوى حفل الموكب، الذى بدا عاليًا فى كل جوانبه!.. إنها مسؤولية طارئة بوقع ظلال الحفل الباقية.. وهذه هى الفكرة التى يجب ألّا تغيب عن الدكتور خالد العنانى، باعتباره المسؤول عن ملف السياحة مع ملف الآثار!.
إن سياحًا كثيرين سيأتون زائرين للمرة الأولى بتأثير مما تابعوه فى الثالث من إبريل على الشاشات، وسوف يأتون ليحصلوا على خدمة طول الرحلة لا تقل عن مستوى ما شاهدوه فى وقائع الحفل الفخم.. وهذا بالضبط ما يضع علينا تحديًا لا مفر من أن نكون على قدره بمثل ما كنا على قدر الليلة الرائعة!.
أقول ذلك لأن صناعة السياحة فى ظنى تبدأ من التعليم المستمر فى المدارس.. كما حدث لدى الإسبان ذات يوم ولايزال يحدث عندهم.. ثم تمر بالتدريب على مستوى الكوادر فى منشآت السياحة، وتنتهى بالتسويق فى أركان العالم.. ولا يتقدم مقصد سياحى على باقى المقاصد إلا اعتمادًا على حظ أكبر يصادفه فى هذه العمليات الثلاث: التعليم والتدريب والتسويق!.
أما التسويق فلقد تكفل به حفل المومياوات، ولم تعد أنت كمقصد سياحى مصرى فى حاجة إلى تسويق تقول به ماذا عندك يميزك عن سائر المقاصد!.. وأما التدريب فهو قضية شديدة الإلحاح علينا، والسبب أن عناصر كثيرة عاملة فى السياحة تركت المجال فيما بعد 25 يناير، فلما استردت السياحة عافيتها لم ترجع هذه العناصر معها، ولكن دخلت عناصر جديدة ليست مُدرَّبة بالقدر المطلوب!.
وأما التعليم فما أعرفه أن الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة السياحة السابقة، كانت قد اتفقت مع وزير التربية والتعليم على إدخال السياحة مادة فى مناهج وزارته.. وأفضل ما يمكن أن يفعله الدكتور العنانى أن يتابع الاتفاقية القديمة بين الوزارتين، وأن يتمسك بها، وأن يظل يدفع بها خطوات إلى الأمام لأنه يعرف تمامًا أن رواج السياحة الإسبانية راجع فى أصوله إلى هذه النقطة بالذات!.
أخيرًا.. فإننى تمنيت لو كان الفنان فاروق حسنى فى صدر الحفل إلى جوار الرئيس لأن التأسيس فى المتحفين: متحف الحضارة والمتحف الكبير، إنما كان بتخطيط منه وعلى يديه!.. ويجب ألّا نكون من الذين يبخسون الناس أشياءهم