إيران والفاكهة الأميركية المحرمة
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

إيران والفاكهة الأميركية المحرمة

إيران والفاكهة الأميركية المحرمة

 الجزائر اليوم -

إيران والفاكهة الأميركية المحرمة

بقلم : أمير طاهري

«لماذا يكرهوننا؟» يطرح أميركيون عليَّ هذا السؤال باستمرار لدى مناقشة مشاعر العداء تجاه الولايات المتحدة التي تبديها العصبة الخمينية الحاكمة في الجمهورية الإسلامية.

ومن السهل استيعاب السبب وراء مشاعر الحيرة التي يحملها السؤال، بالنظر إلى أن الولايات المتحدة كانت القوة العظمى الوحيدة التي ارتبطت مع إيران بعلاقات ودية وثيقة عل مدار عقود طويلة، فمنذ العقود الأولى من القرن الـ19 وجدت إيران نفسها محصورة بين سندان روسيا القيصرية الإمبريالية ومطرقة بريطانيا العظمى. وغزت روسيا إيران ثلاث مرات واستولت على مساحات واسعة من الأراضي الإيرانية في القوقاز ووسط آسيا. والمثل، اقتطع البريطانيون لحسابهم مساحات كبيرة من الأراضي الإيرانية ليضيفوها إلى إمبراطوريتهم الهندية أو لتوسيع رقعة دولة أفغانستان التي تشكلت حديثاً وخضعت لحمايتهم.

لبعض الوقت، تطلعت إيران نحو فرنسا تحت قيادة نابليون كثقل موازن لعدويها. وبالفعل أرسل حملة عسكرية بقيادة الجنرال غاردان لمعاونة إيران على بناء جيش حديث قادر على محاربة الروس والبريطانيين. وأمدّ الفرنسيون إيران بمدفعية حديثة وأسسوا أول أكاديمية عسكرية بها. إلا أن نابليون المهزوم غدر بإيران في معاهدة تيليست التي وقّعها عام 1815 مع روسيا وأقرّ بمقتضاها ضم روسيا إلى أراضٍ إيرانية.

وخلال الحربين العالميتين الأولى والثانية، وقف الروس والبريطانيون ضد إيران واعتديا عليها بالغزو وانتهكا حيادها الذي أعلنته بقوة ووضوح. وفي الحرب العالمية الثانية، نهب الروس والبريطانيون مخازن الطعام الإيرانية لإطعام جنود ستالين التي تحارب ألمانيا النازية. ولم يدفع الروس شيئاً مقابل ما نهبوه، بينما قدم البريطانيون للإيرانيين سندات دين اتضح أنه لا قيمة لها، بل وشحن الروس جميع احتياطيات الذهب الإيرانية إلى موسكو «للحفاظ عليها».

بعد عام، انضم الأميركيون إلى الحرب وأرسلوا حملة لتنسيق نقل المواد إلى الاتحاد السوفياتي السابق.
وعلى الفور، جرى النظر إليهم باعتبارهم «مختلفين» عن البريطانيين والروس لسببين: أولاً، أنهم دفعوا أموالاً نقدياً مقابل ما اشتروه، بما في ذلك استخدام السكك الحديدية المارة عبر الأراضي الإيرانية.

ثانياً، أصر الأميركيون على أن تصبح إيران حليفاً على قدم المساواة، وضموها بين مؤسسي الأمم المتحدة.

وبعد هزيمة ألمانيا النازية، كان الأميركيون أول من سحبوا قواتهم وأعقبهم البريطانيون. أما السوفيات فقد قرروا الاستمرار داخل أقاليم تقع شمال غربي إيران على أمل ضمها إليهم. ونقلت إيران الأمر إلى الأمم المتحدة بدعم من الولايات المتحدة. وعاون التهديد الأميركي باستخدام القوة العسكرية في إقناع ستالين بالانسحاب من إيران. في ذلك الوقت، لم يكن ستالين يملك أسلحة نووية وتجنب الدخول في صدام مع الولايات المتحدة.

ورغم أن الولايات المتحدة في ذلك الوقت لم تكن لديها مصالح استراتيجية أو تجارية في إيران، قرر الرئيس هاري إس. ترومان معاونة الإيرانيين على إعادة بناء بلادهم. وعاون برنامج «كير» الأميركي للمساعدات الغذائية في الحيلولة دون وقوع مجاعة على مستوى البلاد في إيران، وأنهى ألفية كاملة من حالات الموت الجماعي بسبب الأوبئة. كما عاونت أميركا إيران في بناء أكثر عن 400 مدرسة بتصميمات وتجهيزات حديثة. ودرب خبراء أميركيون العشرات من الإداريين الإيرانيين.

وظلت إيران على رأس الدول المتلقية للمساعدات الأميركية حتى عام 1956 عندما أعلن الشاه أن بلاده أصبحت قوية بما يكفي بحيث أصبحت في غير حاجة إلى مساعدات أجنبية. ومع هذا، استمرت الصورة الإيجابية لأميركا لدى الرأي العام الإيراني في التنامي.

وأصبحت أميركا مقصداً شهيراً للأطفال من أبناء الطبقة المتوسطة الإيرانية الساعين لتعليم أعلى. وبين عامي 1957 و1979 ارتاد ما يقدّر بـ200.000 إيراني كليات وجامعات داخل الولايات المتحدة. وكان هناك ما يزيد على 800.000 حالة زواج مختلط بين الجانبين، العدد الأكبر في تاريخ إيران الحديث.

واستمرت العصبة الخمينية الحاكمة في تقليد إرسال أبنائها إلى أميركا للتعليم. وتبعاً لتقديرات نشرها «المجلس الإسلامي» (البرلمان)، فإن أكثر عن 2000 طفل لمسؤولين مدنيين وعسكريين خمينيين درسوا في الولايات المتحدة. ويعمل العشرات من الأعضاء السابقين في الحرس الثوري الإسلامي ووسائل الإعلام وأجهزة الأمن الإسلامية في جامعات ومؤسسات فكرية أميركية. كما أن عدداً كبيراً من المسؤولين الخمينيين حاصلون على درجات علمية من جامعات أميركية.

وتبعاً لإحصاءات صادرة عن المجلس، فإن المئات من كبار المسؤولين الخمينيين لديهم جوازات سفر أميركية أو يحملون «البطاقة الخضراء» الأميركية للإقامة الدائمة.

شكّل الهجوم ضد السفارة الأميركية في طهران واحتجاز دبلوماسيين رهائن عام 1979 انتكاسة في العلاقات بين الجانبين.

ومع هذا استمر صانعو السياسات الأميركية في الحلم والعمل من أجل عودة الصداقة مع إيران. في أثناء الحرب الإيرانية - العراقية، هرّبت أميركا أسلحة واستخبارات حساسة لإيران لصد قوات صدام حسين.

وادّعى الرئيس السابق للحرس الثوري محسن رفيق دوست أن الأسلحة الأميركية، خصوصاً الصواريخ المضادة للدبابات، لعبت دوراً محورياً في تحويل مسار الحرب لصالح إيران.

وبمعاونة الدبلوماسي الفرنسي إريك رولو، فتح رفيق دوست قناة اتصال مع واشنطن عبر روبرت أوكلي، مسؤول رفيع في وزارة الخارجية بإدارة ريغان. في الوقت ذاته، دخل مير حسين موسوي، رئيس وزراء الخميني آنذاك، في حوار سري مع واشنطن عبر نائبه عباس كانغارلو.

وأبقى الخميني على هذه القناة مفتوحة من خلال ذراعه اليمنى علي أكبر هاشمي رافسنجاني. أما «شهر العسل» بين إدارة أوباما والنظام الخميني فموثق بما يكفي. وبالنظر إلى هذه الخلفية، ربما يبدو سؤال: «لماذا يكرهوننا؟» أكثر إثارة للحيرة.

ومع هذا، فإن الإجابة بسيطة، فإيران كدولة ليس لديها ما يدعوها لكراهية الولايات المتحدة ولديها كثير من الأسباب الداعية للاحتفاظ بمشاعر جيدة إزاء دولة أثبتت أنها صديقتها وقت الحاجة. ومع هذا، فإن إيران باعتبارها «جمهورية إسلامية»، أي أداة للآيديولوجية الخمينية، يجب أن تنظر إلى الولايات المتحدة وأسلوب الحياة الأميركي كتهديد مباشر للنفوذ الإيراني.

إن وجود إيران صديقة للولايات المتحدة وتعمل بإلهام من «القيم الأميركية» مثل حرية التعبير وحكم القانون لن تتساهل طويلاً إزاء النظام الاستبدادي غير القانوني الذي أسسه آيات الله. ويعني ذلك أن إقرار علاقات طبيعية مع الولايات المتحدة يعني كتابة شهادة وفاة للنظام الخميني، على الأقل داخل إيران، بينما ستسمح العلاقات المتوترة التي تبقى داخل النطاق المعقول من الألم بالنسبة إلى النظام الخميني، بإطالة أمد نظام تجاوز فترة وجوده المنطقية.

وهنا تكمن مفارقة عجيبة، أن الخمينيين وأنصارهم في الغرب يعشقون أسلوب الحياة الأميركي، لكن فقط لأنفسهم وأطفالهم. وتكمن الحيلة هنا في حرمان جموع الإيرانيين الذين لا يحملون ضغينة تجاه أميركا، من تذوق هذه الفاكهة المحرمة.

باختصار يتعين على الخمينيين معاداة الولايات المتحدة كي يستمروا في الحكم بينما يستفيدون هم وأبناؤهم من أفضل ما تقدمه أميركا، بما في ذلك إمكانية الاستقرار الدائم في كاليفورنيا. ورسالتهم إلى أميركا تقول: يجب أن أتظاهر بكراهيتك كي أتمكن من عشقك سراً!

العجيب أن الكثير من المفكرين وصانعي السياسة الأميركيين لا يزالون يسيرون خلف حلم معاونة «المعتدلين» لضمان نفوذ كامل داخل طهران، ولهاذ لم تضغط أيٌّ من الإدارات الأميركية لما وراء «الحد المعقول للألم» بالنسبة إلى النظام الخميني. والسؤال الآن: هل ستتخلى إدارة ترمب عن هذا الوهم وتعين طهران في نضالها للفكاك من براثن هذه الآيديولوجية المريضة واستعادة وجهها كدولة قومية مثلما كانت على امتداد ألفية كاملة؟

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران والفاكهة الأميركية المحرمة إيران والفاكهة الأميركية المحرمة



GMT 14:57 2019 الجمعة ,02 آب / أغسطس

صدّام وايران... والعناد

GMT 14:44 2019 الجمعة ,02 آب / أغسطس

(المحقق الخاص أمام الكونغرس)

GMT 05:41 2019 الجمعة ,02 آب / أغسطس

إيران: جَلد الشاة ميتة أمر غير مجدٍ

GMT 05:38 2019 الجمعة ,02 آب / أغسطس

قطر والوقيعة بين الرياض وأبوظبي

GMT 00:16 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

صيحة جديدة من مكياج "المونوكروم" لموسم خريف 2017

GMT 17:51 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

اختيار تامر شلتوت سفيرًا للسلام في مهرجان ابن بطوطة الدولي

GMT 14:53 2018 السبت ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعب سلة الأهلي يواصل برنامجه التأهيلي في الفريق

GMT 11:36 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 20

GMT 21:44 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

خطوات ترتيب المطبخ وتنظيمه بشكل أنيق

GMT 02:22 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مؤسسات لبنانية تستثمر في إنتاج 2.6 ميغاواط كهرباء من الشمس

GMT 09:16 2013 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

الفراعنة أول من عرفوا السلم الموسيقي

GMT 08:31 2015 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

جامعة بيروجيا إحدى بوابات التعليم للأجانب في إيطاليا

GMT 13:16 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

انطلاق تصوير الجزء الثاني من مسلسل عروس بيروت في تركيا

GMT 19:14 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

علي النمر يبدي سعادته بتحقيق فريقه الانتصار أمام الأهلي

GMT 21:26 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرَّف على أشهر وأفضل 10 مطاعم في تايلاند

GMT 02:15 2018 الأحد ,23 أيلول / سبتمبر

مستحضرات تجميل عليكِ وضعها في الثلاجة

GMT 10:41 2018 الأربعاء ,09 أيار / مايو

أغنية Bella Ciao بشكل جديد بصوت جمهور عربى

GMT 15:32 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

تعليق رحلات طيران الاتحاد بين أبوظبي وطهران

GMT 18:44 2017 الإثنين ,11 أيلول / سبتمبر

منتخب شابات الطائرة يخسر من الصين في بطولة العالم

GMT 07:40 2016 الإثنين ,08 شباط / فبراير

الكُنغر "روجرز" يُبهر الجماهير بعضلات بارزة

GMT 02:52 2017 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

دراسة تكشف أن ثمار المانجو تمنع أمراض القلب

GMT 17:59 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة رئيس جامعة تعز في اليمن من محاولة اغتيال
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria