إردوغان وحكمة الخروج في الوقت المناسب
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

إردوغان وحكمة الخروج في الوقت المناسب

إردوغان وحكمة الخروج في الوقت المناسب

 الجزائر اليوم -

إردوغان وحكمة الخروج في الوقت المناسب

بقلم - أمير طاهري

لو أننا نظرنا إلى التاريخ باعتباره مسرحاً تُعرض عليه دراما الوجود الإنساني فحريٌّ بنا أن نلتفت إلى نصيحة أسداها المخرج المسرحي الألماني الأسطوري ماكس راينهاردت، إلى الممثلين، وهي أن طريقة مغادرة المسرح لا تقل أهمية عن طريقة دخوله.
فقط تخيلْ لو أن يوليوس قيصر خرج من المسرح قبل سنة واحدة من اغتياله عام 44 قبل الميلاد لكان التاريخ تذكَّره كقائد داوى جراح الحرب الأهلية الأكثر دموية في روما، ولكان قد وضع الأسس لإمبراطورية قادرة على الهيمنة على العالم لعدة قرون.
وماذا عن وينستون تشرشل؟ لو أنه تقاعد عام 1945 بعد أن قاد بريطانيا العظمى للانتصار على ألمانيا النازية لكان قد تجنب هزيمة مذلة في أول انتخابات عامة جرت بعد الحرب. وعلى النقيض، هناك الكثير من المواقف التاريخية التي يمكن الإشارة إليها بوصفها مخارج «مفترضة» في الوقت المناسب: مثلاً الجنرال شارل ديغول يسلم مفاتيح الإليزيه عام 1967 بدلاً من عام 1968. ومحمد رضا شاه يتنحّى عن منصبه عام 1977. وفي الوقت الحالي، رجب طيب إردوغان في تركيا يتنحى عن منصبه عام 2015.
المشكلة تكمن في أن إردوغان قد فاته المثل الأعلى الذي يتعلم منه متى وكيف يخرج في نهاية المطاف. ولكن ثمة شيء واحد مؤكد هو أن الساعة الرملية في حياته المهنية باتت تتدفق سريعاً.
وكما هو الحال في المواقف الأخرى التي لا يُحسن فيها القادة وقت الخروج، فإن لإردوغان إنجازاته البارزة. ليس من باب المبالغة الادعاء - إذا نحّينا جانباً مصطفى كمال أتاتورك - أن إردوغان هو الزعيم الأكثر تأثيراً في مصير تركيا الحديثة. من المعروف أن بعض إنجازات إردوغان تحتاج إلى الكثير من التفاصيل، من بينها مضاعفة حجم الاقتصاد التركي في غضون عقدين فقط، ووضع نهاية جزئية لحرب داخلية طويلة استنزفت جيلاً كاملاً مع الأكراد، وهو إنجاز آخر يضاف إلى إنجازاته. 
ومع ذلك، أعتقد أن الحدث الأكثر أهمية خلال عهد إردوغان هو التأسيس الثابت لصندوق الاقتراع باعتباره المصدر النهائي للقوة في تركيا. ربما حدث ذلك على الرغم من أمنيات إردوغان الظاهرة في الاستحواذ على الأصوات في إسطنبول كما شاهدنا جميعاً في الانتخابات البلدية الأخيرة والتي حاول جاهداً خلالها تحريف النتائج لصالح حزبه.
كانت الجمهورية التي أنشأها أتاتورك دون تفاهم شعبي، ناهيك بالدعم النشط، ليست سوى حكم استبدادي ذي قشرة ديمقراطية أكثر منه نظاماً تعددياً فعالاً. فخلال ربع قرن من تأسيسها، كانت جمهورية تركيا دولة الحزب الواحد، حيث فاز حزب أتاتورك الجمهوري الشعبي بأربعة أخماس المقاعد في الانتخابات العامة المتعاقبة. جرى خلال تلك الانتخابات تهميش تركيا الزراعية والتي ما زالت دينية لصالح النصف الحضري المتزايد والأكثر علمانية. تمكنت تركيا «الرجعية» من تنظيم مرحلة دخول مثيرة في الانتخابات العامة عام 1950 عندما فاز الحزب الديمقراطي بأربعة أخماس المقاعد في الجمعية الوطنية الكبرى (البرلمان)، وللمرة الأولى شكّلت الحكومة الوطنية.
كررت تركيا «الرجعية» النجاح المذهل عام 1954 بزيادة أغلبيتها، ومرة أخرى عام 1957، مما أثار مخاوف كبار القادة والعديد من مراقبي تركيا من أن الفكر الكمالي (نسبةً إلى كمال أتاتورك) المحدث لن يعود إلى السلطة أبداً، وكانت تلك المخاوف مصدر إلهام للانقلاب العسكري الذي جرى عام 1960 بقيادة اللواء جمال غورسيل، رئيس الأركان، ضد حكومة الرئيس جلال بايار.
كان كبار الضباط قد وافقوا بالفعل على تشكيل حكومة مؤقتة يقرها حزب «الشعب الجمهوري» قبل أن يُطلب من الدبابات أن تتحرك داخل أنقرة. وقد لوحظ تكرار نمط مماثل عام 1971 عندما أمر زعيم الانقلاب الجنرال ميموه تاجماك الساسة بتشكيل حكومة جديدة تحت إشراف الجيش. وأدى انقلاب عام 1980 بقيادة الجنرال إيفرين إلى تشكيل حكومة غالبيتها من التكنوقراطيين، لكنها تمتعت بدعم سياسي.
تجنب الجيش التركي دائماً الحكم المباشر، ولم يسعَ إلا لرئاسة الجمهورية التي ظلت منصباً شرفياً حتى منحها إردوغان قوة تنفيذية.
خلقت الأحداث التي جرت خلال الفترة من 1960 - 1980 انطباعاً بأن قوى التحديث التركية بقيادة «حزب الشعب الجمهوري» لن تفوز أبداً بالسلطة دون دعم من الجيش.
ربما تساعد الانتخابات البلدية الأخيرة في إسطنبول، أكبر مدن البلاد والعاصمة الثقافية وموطن ما يقرب من ربع السكان، في تغيير هذا التصور. فلأول مرة منذ فترة طويلة، وبقيادة تحالف المعارضة، فاز مرشح «حزب الشعب الجمهوري» بمنصب المحافظ أكرم إمام أوغلو، دون إيماءة أو غمزة من الجيش. ويمكن القول إن هذا النصر قد تحقق بفضل الأمل والمصالحة والإصلاح، لا اليأس والانتقام والتخيلات المتآمرة الشائعة في الانتخابات التركية الأخيرة. والأهم من ذلك أن إردوغان، ربما استطاع أو أُجبر على احتواء غضبه وقبول هزيمة حزب «العدالة والتنمية» في نهاية المطاف.
يصر خصوم إردوغان على أنه اضطر إلى ابتلاع الهزيمة في إسطنبول لأنه افتقر إلى القوة لمواصلة تحدي النتائج.
قد يكونون على حق، لكن ماذا لو تحول إردوغان إلى فكرة تناوب السلطة من خلال الانتخابات؟
قد يكون إردوغان ذكياً بما يكفي لفهم أن الأمور لا تسير دائماً بالطريقة التي يتمناها المرء. لقد قاد انتعاشاً اقتصادياً ملحوظاً في تركيا لكنه يقود الآن ما يشبه الانهيار الاقتصادي مع التضخم المتفشي وانخفاض الإنتاجية وتقلص فرص العمل. وبدلاً من تهدئة الأمور، كثّف إردوغان من تحركاته الاستبدادية بما في ذلك عزل محافظ البنك المركزي ليفاقم الأزمة. جرى استبدال سياسة تبدو عازمة على تأليب الجميع ضد تركيا بسياسته الخارجية «لا أعداء»، بما في ذلك حلفاء حلف شمال الأطلسي «ناتو» وشركاء الاتحاد الأوروبي، ناهيك بالدول العربية. يبدو أن النجاح الآخر الذي حمل توقيعه، وهو تهدئة المرجل الكردي، بات شيئاً من الماضي حيث تجنِّد أنقرة دعم طهران لقمع تطلعات الأكراد.
إن ادّعاء حزبه أنه «أكثر بياضاً من البيض» يصعب استمراره لأن حاشيته تغوص في الفساد. والأهم من ذلك أن نجاحه في إقناع النصف «الرجعي» في تركيا بأنه قادر على الحصول على السلطة من خلال الانتخابات لم يعد يتمتع بنفس المستوى من الدعم الذي كان يتمتع به ذات يوم حتى في دولة الأناضول العميقة.
سواء كانت جيدة أم سيئة، يبدو أن وصفة إردوغان التي كانت ناجحة ذات يوم لم تعد كذلك.
لقد قرأ بطل العرض نصه ولعب دوره ولم يعد لديه ما ينطق به، لكن المسرحية يجب أن تستمر. وبالنسبة إلى إردوغان، فقد حان وقت الخروج من المسرح.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إردوغان وحكمة الخروج في الوقت المناسب إردوغان وحكمة الخروج في الوقت المناسب



GMT 14:57 2019 الجمعة ,02 آب / أغسطس

صدّام وايران... والعناد

GMT 14:44 2019 الجمعة ,02 آب / أغسطس

(المحقق الخاص أمام الكونغرس)

GMT 05:41 2019 الجمعة ,02 آب / أغسطس

إيران: جَلد الشاة ميتة أمر غير مجدٍ

GMT 05:38 2019 الجمعة ,02 آب / أغسطس

قطر والوقيعة بين الرياض وأبوظبي

GMT 14:15 2020 السبت ,02 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 18:39 2021 السبت ,02 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 23:41 2021 الإثنين ,12 إبريل / نيسان

حظك اليوم الأثنين 12 أبريل/ نيسان2021 لبرج العقرب

GMT 22:23 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

ميس حمدان تنتهي من تصوير برنامج" طرب" مع مروان خوري

GMT 03:20 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تغير المناخ يؤثر على صحراء بيرو ويهدد مزارعيها بالجفاف

GMT 13:31 2017 الجمعة ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

جزيرة ميكونوس المكان المثالي لقضاء أجمل شهر عسل

GMT 08:04 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عز الدين عليا عبقرية كوكو شانيل ورحيل في هدوء تام

GMT 21:38 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هزة أرضية تضرب المملكة العربية السعودية الاثنين

GMT 07:11 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجع فريجات في سيشل نقطة انطلاق لرحلة لن تتخيلها

GMT 13:51 2014 الإثنين ,20 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشاف 130 عصا في قبر توت عنخ آمون يُثبت إعاقته

GMT 12:36 2017 الإثنين ,22 أيار / مايو

إكسسوارات مطبخ المنزل بألوان مبهجة

GMT 07:36 2017 الخميس ,29 حزيران / يونيو

مرض رمد العين أنواعه وعلاجه وأساليب الوقاية منه

GMT 06:29 2016 الأربعاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

كتاب يكشف عن تفاخر ساركوزي بثدي زوجته في اجتماع وزاري

GMT 16:19 2017 الجمعة ,30 حزيران / يونيو

نادين نسيب نجيم تكشف أسباب خوفها من عادل إمام

GMT 15:23 2015 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

أقوال سما المصري وحيدر البغدادي في واقعة التهديد
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria