المدافع الناعم عن المسلمين
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

المدافع الناعم عن المسلمين

المدافع الناعم عن المسلمين

 الجزائر اليوم -

المدافع الناعم عن المسلمين

آمال موسى
بقلم - آمال موسى

فقدَ علم الاجتماع والفكر العربي في الأيام الأخيرة المفكر الكبير التونسي عبد الوهاب بوحديبة، صاحب الكتاب الشهير «الجنسانية في الإسلام»، الصادر منذ أكثر من 40 عاماً، والذي حظي بترجمة لغات عدة، لأهميته وعذوبة المقاربة والكتابة.
ليس الهدف من هذه المقالة تقديم معلومات عن الرجل، وأغلب الظن أن المهتمين بالإسلام وعلم الاجتماع في عالمنا يعرفونه حق المعرفة، فهو من مؤسسي الجامعة في تونس، وتلقى تكويناً مزدوجاً ومنفتحاً، حيث درس في جامعة السوربون الفرنسية الفلسفة وعلم الاجتماع. فنحن في حضرة رجل صاحب مشروع شاسع وعميق، وظل يفكر ويكتب ويتفاعل مع قضايا الأمة العربية والإسلامية ثقافة وحضارة إلى آخر عمره، حيث لم يتوقف عن الكتابة والنشر، فكان كل كتاب يصدر له يمثل حدثاً ثقافياً لا يضاهيه حدث آخر. لذلك، فإن الإلمام بتجربة الرجل وأفكاره ليس بالعمل اليسير، ولا ندعيه مطلقاً في هذه المساحة.
عندما فكرت كيف يمكن أن نصف عبد الوهاب بوحديبة من خلال منشوراته الفكرية، وتحديداً كتبه حول الجنسانية في الإسلام وتجربة الغيرية في المجتمعات الإسلامية، وعن الإنسان في الإسلام، وثقافة العطور في الإسلام، وأيضاً آخر مؤلفاته المعنون بـ«الإسلام انفتاح وتجاوز»... وجدت أن أهم صفة يمكن أن نطلقها على الرجل، هي المدافع العقلاني الناعم عن المسلمين. فعين الرجل نظرت في الجميل في الثقافة الإسلامية، ورغم قوة انتمائه للمرجعية الثقافية الفرنسية فإنه وهو المطلع على التراث العربي وأمهات الكتب لم يسقط في أحابيل الصراعات الفكرية الآيديولوجية، ولم ينهج طريق الدفاع الانفعالي بحكم تحصينه المعرفي الذي أغناه عن أي انزلاق.
لقد صوّر لنا الثقافة الإسلامية بكثير من الثقة بها. تعامل معها بقرب العاشق الذي لا يبخس حق معشوقه في إظهار مناقبه. لذلك، فإن سعة اطلاع الرجل جعلت من مقارباته هادئة ومشغولة بمناطق تنصف الثقافة الإسلامية، وترد على الصور التي تقدم المسلمين أمة عنف ودم ووحشية. فمؤلفاته ردود غير مباشرة، تنقل النقاش والحوار بين الثقافات والحضارات إلى مناخ عقلاني إبداعي معرفي محض، بعيداً عن التوترات والمغالطات واستراتيجيات الدفاع أو الهجوم الأعمى.
 

كتب بوحديبة حول الجنس في الإسلام، وأظهر أن الإسلام متصالح مع طبيعة الإنسان، وأعطى – أي الإسلام - للجسد مكانة مقدسة، مؤكداً مسألة الطهارة ودلالاتها في الثقافة الإسلامية واحتفاء المسلمين بنظافة الجسد، مشيراً إلى فضاء الحمام في المدينة العربية الإسلامية، من ذلك ما أورده في خصوص مدينة بغداد حيث كان عدد الحمامات 60 ألفاً، أي حمام لكل 50 ساكناً.
وفي السنوات الأخيرة، أطل علينا بكتاب زكي الرائحة، اهتم فيه بثقافة العطور في الإسلام ومنزلة العطر ووظائفه في إذكاء العلاقة بين الجنسين وفي التجميل وفي التطبيب، علاوة على وظيفته الاقتصادية.
كما أولى بوحديبة عناية خاصة جداً بمسألة الغيرية، واللافت أنه قارب هذه الإشكالية من منظور مختلف، نعتقد أنه يستحق التأكيد والإبراز، باعتبار أن قراءة المفكر عميقة، وتقطع مع القراءات السائدة؛ ذلك أن الوعي الإسلامي بالنسبة إلى بوحديبة قطع خطوات إيجابية عبر تاريخه في الاعتراف بالآخر وقبوله والانفتاح عليه، مبرزاً أن التقصير يكمن من جهة الآخر، الذي ظل حبيس النظرة الكونية للثقافات، وقام بإقصاء الذوات الثقافية المتعددة المختلفة.
ولكن هل يعني هذا أن المسلمين لا مشكلة لديهم مع الاختلاف والغير؟
في الإجابة عن هذا السؤال، يأخذنا عالم الاجتماع عبد الوهاب بوحديبة إلى الداخل وإلى الذات العربية المسلمة، وهناك يقدم أطروحته المهمة التي يمكن تلخيصها في كون النظام الثقافي للذات العربية يعاني من مشكلة مع الاختلاف مع الغير القريب منه والمجاوز له، أي مشكلة مع المرأة، ومشكلة مع المختلف في اللون وفي الفكر. بمعنى آخر، هو يحدد لنا بوصلة الإصلاح ومنطقة العطب، المتمثلة في النظام الثقافي الذي هو بحاجة إلى مراجعة ونقد وتربية على التسامح والقبول بالمختلف، والتقليص من هيمنة ثقافة إيثار التماثل على الاختلاف. أي أن الذات العربية في نظر بوحديبة تحتاج إلى التغيير الذي يتطلب بدوره إصلاحاً ديناميكياً للعقل والروح والضمير.
يمكن القول إن أفكار بوحديبة تدفعنا للتغيير وللإصلاح ولكن ليس من منطلق أن ثقافتنا تستحق الهدم والبدء من الصفر حضارياً، بل إنه انشغل كثيراً بإظهار المواطن الإيجابية، وإنصاف هذه الذات من خلال التذكير بالحجة والبرهان بأن الحضارة العربية الإسلامية هي حضارة إبداع وحياة نجحت في التفاعل الجمالي مع الدنيوي وفي الإخلاص للروحيّ.
وفي هذا السياق من الدفاع العقلاني الناعم الذي يلتقط حدائق الثقافة الإسلامية، أقام عالم الاجتماع التونسي العربي عبد الوهاب بوحديبة دعوته إلى شحذ الهمم لاستئناف حياكة ماهية الذات المسلمة وإصلاح بعض مرتكزات نظامها الثقافي الذي تستند إليه في بلورة التصور للعالم كله.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المدافع الناعم عن المسلمين المدافع الناعم عن المسلمين



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 12:03 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الراغب يطالب الجمعية العمومية بانتخاب "الخطيب"

GMT 04:39 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

وولف يسخر من إنكار طوني بلير حول اتصالات ترامب مع الروس

GMT 15:53 2017 الثلاثاء ,05 أيلول / سبتمبر

جراحون يعيدون وصل ذراعي امرأة قطعا في حادث قطار

GMT 02:14 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

الفنانة أميرة فتحي تتعاقد على بطولة مسلسل "فاتحة خير"

GMT 01:28 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

مكياج بألوان الطبيعة يوقظ البشرة الشاحبة

GMT 05:43 2017 السبت ,17 حزيران / يونيو

فيراري تطلق سيارة 812 سوبر فاست الجديدة كليًا

GMT 20:41 2017 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

فؤاد المهندس .. صاحب المدرسة الخاصة

GMT 00:32 2017 الخميس ,06 تموز / يوليو

عبد الرحيم الشمري يؤكد انتقال 97 % من النازحين

GMT 06:18 2017 الخميس ,01 حزيران / يونيو

اختيارات مميّزة لغرف النوم تزيدها راحة وفخامة

GMT 02:09 2017 الخميس ,22 حزيران / يونيو

رئيس الصومال يصل إلى كمبالا عاصمة أوغندا

GMT 19:41 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

طبال يبيع زوجته لـ"ثري عربي" مقابل 2000 ريال

GMT 19:50 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

محكمة الأسرة تشطب دعوى طلاق علا غانم بعد تصالحها مع زوجها

GMT 20:57 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

HMD تطلق هاتف نوكيا 106 ببطارية تدوم 21 يوم في وضع الاستعداد

GMT 19:31 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعب طائرة الأهلي جاهز لمواجهة 6 أكتوبر في الدوري

GMT 16:23 2018 السبت ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

عرض مذهل من إمبيد يهدي سيفنتي سيكسرز الفوز بعد وقت إضافي
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria