«محمد وبسنت» وجريمة شطب الطفولة
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

«محمد وبسنت» وجريمة شطب الطفولة

«محمد وبسنت» وجريمة شطب الطفولة

 الجزائر اليوم -

«محمد وبسنت» وجريمة شطب الطفولة

خالد منتصر
بقلم - خالد منتصر

أكبر متعة أن تظل طفلاً، تتمتع بدهشة الطفولة، وبراءة الطفولة، وعفوية الطفولة، أكبر مكسب أن تجعل الكبار محتفظين بطفولتهم التى لا تشبع من الكشف والبحث حتى آخر لحظة، لكننا فى مصر على عكس الدنيا، نحاول ونجاهد بشتى الطرق أن نكبر أطفالنا قبل الأوان، وأن نجعلهم عواجيز بالبامبرز، نفخر بحرق المراحل، ونجبر أطفالنا على هجر مفردات الطفولة، والسباحة فى محيط المراهقة والشباب الهادر المتلاطم الأمواج منذ الـ«كى جى».

حكاية الطفلين «محمد وبسنت»، التى انتشرت كالنار فى الهشيم بواسطة السوشيال ميديا، لخصت هذا الوضع المزعج والسلوك المعيب، بل والجريمة الكارثية، لم تكن المشكلة فقط فى كلام طفل عن علاقة حب بطفلة ستتعرض للتنمر فيما بعد، وصراعه مع زميله فى الحضانة عليها، بل الجريمة هى فى تفاخر الأب وفرحته بابنه، فهو فرحان لأنه قد «خلف راجل»، يتحدث عن الحب والغرام والهيام، والمهم أنه يتخذ من ابنه مادة للهزار، ثم يتعمد نشر تلك الفضيحة على أوسع نطاق بحيث يشاهدها الملايين!

الجريمة الأكبر هى فى فرحة المشاهدين بالطفل «الأروبة»، الطفل الذى انتزع آهات الإعجاب وقهقات الفرح والانبساط، برغم أن ما شاهدناه يثير الرثاء ويستحق البكاء لا الضحك، نحن أمام ظاهرة خطيرة سببها أننا تركنا الأطفال بدون أى دعم أو اهتمام، لم نخلق لهم عالمهم الطفولى الخاص، فلم يكن عندهم بديل إلا أن يقتحموا عالمنا بكل موبقاته وخداعه وزيفه ومشكلاته وعقده.

تركنا أطفالنا بدون برامج أطفال تتحدث معهم وعنهم، تحاورهم وتستمع إليهم، تجسد أحلامهم وتحلق فى خيالاتهم، فهاجروا بسرعة إلى تمثيلياتنا وجرائمنا وعلاقاتنا غير البريئة ومشاجراتنا بدمائها ونزيفها وتجاوزاتها.. إلخ، افتقدنا حكايات الأطفال على الشاشة، تلك الحكايات التى تخلق عالماً موازياً للطفل يرتمى فى أحضانه، يعلمه ويعالج هواجسه ومخاوفه وينمى خياله وينسج أحلامه، حرمنا الطفل من كتاب وقصص الأطفال المدروسة بعناية والملونة ببهجة، القصص الجذابة والممتعة والمثقفة، ضيقنا على دور النشر فأصبحت لا تطبع كتباً للأطفال، لأنها غير مربحة، ولا تشتريها مكتبات وزارة التربية والتعليم، فتركد فى المخازن.

ألغينا مسابقات وجوائز كتاب الأطفال، كل تخصصات الأدب لها جوائز تقديرية وتشجيعية وجائزة النيل إلا أدب الأطفال، لا توجد أغنية للطفل منذ محاولات عمار الشريعى وسيد حجاب، اذهب لأى حفلة مدرسية سترى المهازل، أطفال فى سن السادسة والسابعة يغنون أغانى مهرجانات وهجر وخيانة ولوعة.. إلخ.

الأطفال تائهون، ونحن المدانون، نحن المتهمون، تركنا الطفل فى صحراء فكبر وشاخ وتجعد قبل الأوان، مجتمع لا طفولة فيه هو مجتمع مريض، مجتمع افتقد حس الدهشة والبراءة والسؤال المؤرق المزمن وشغف وفضول العين الطفولية الباحثة الكاشفة لا العين المتلصصة المتربصة، هو مجتمع ينتحر ويشيخ ويذبل، أنقذوا الأطفال والطفولة ولا تطلبوا منهم خلع طفولتهم عند أعتاب رغباتكم المريضة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«محمد وبسنت» وجريمة شطب الطفولة «محمد وبسنت» وجريمة شطب الطفولة



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 02:31 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

تعرفي على طرق مبتكرة لتجديد الاثاث القديم والخشبي

GMT 20:01 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

شاهيناز تنتهي من تسجيل معظم أغاني ألبومها الجديد

GMT 04:03 2017 الخميس ,13 إبريل / نيسان

الفيلة تدرك أن جسدها العملاق يمثل عقبة كبيرة

GMT 07:01 2018 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

تجربة سيارة رولز رويس واريث تسترجع ذكريات ديكنز

GMT 18:06 2018 الجمعة ,07 أيلول / سبتمبر

الكشف عن موقف ديبالا وإيكاردي من ودية غواتيمالا

GMT 19:17 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

رئيس UFC يرفض عودة روندا روزي لحلبات القتال

GMT 01:50 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

السياحة تتراجع في جزيرة بالي لاحتمال انفجار بركان

GMT 10:57 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

معلومات عن فني مروحية "بلاك هوك" السعودية المنكوبة

GMT 20:23 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الأميركية شالين فلاناجان تفوز بماراثون نيويورك

GMT 21:29 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

صالح الجنفاوي يؤكد أن جائزة فيصل زايد انتصار للجهراء

GMT 03:29 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

سعر العملات العربية مقابل الدولار الأمريكي الأحد

GMT 19:36 2017 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

"maybelline" تكشف عن "تاتو" جديد موفّر للوقت والجهد
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria