بقلم - عماد الدين حسين
خرجت من منزلى قرب ميدان السيدة زينب فى السادسة والنصف من صباح يوم السبت الماضى، ووصلت أطراف سيناء فى التاسعة إلا الربع صباحا لحضور افتتاح مشروع الفيروز للاستزراع السمكى، والفضل الأول يعود لشبكة الطرق والكبارى الحديثة التى يمكنك أن تراها فى مختلف أنحاء الجمهورية.
الطريق إلى بورسعيد بالنسبة لى كان لابد أن يمر عبر الاسماعيلية، ومنها يسارا إلى المدينة الباسلة، لم أكن قد جربت محور ٣٠ يونية الذى يتفرغ يسارا من طريق القاهرة الاسماعيلية الصحراوى قبل الوصول للاسماعيلية بحوالى ٣٠ كيلومتر.
فى نهاية هذا المحور الجديد، يمكنك أن تتجه إلى بورسعيد يمينا أو دمياط يسارا، أو تتجه يمينا أيضا إلى انفاق ٣ يوليو، التى تربط بين بورسعيد وشبه جزيرة سيناء، وهو ما فعلته وعبرنا القناة، فى أقل من خمس دقائق، وبعدها كنا فى سيناء حيث منطقة شرق التفريعة.
طريق القاهرة الإسماعيلية الصحراوى، تم تطويره مؤخرا. وصار عالميا بحق، والأهم أن هناك حارة خرسانية للنقل الثقيل، الذى لم يعد يزاحم السيارات الملاكى. نفس الأمر بالنسبة لمحور ٣٠ يونية، لكنه يحتاج بعض الترميم فى مقاطع قليلة، بها مطبات هواء صعبة للغاية.
عبرنا أنفاق القناة، ووصلنا لمكان الاحتفال فى منطقة شرق التفريعة، الواقعة إداريا فى نطاق محافظة شمال سيناء.
مشروع الفيروز، تم إنشاؤه على إحدى الطرق العلمية، ولو تم استكماله بالصورة التى تحدث عنها المسئولون ظهر السبت الماضى، سيكون قفزة مهمة فى طريق الاكتفاء الذاتى من الأسماك النظيفة والمتميزة.
المشروع تنفذه الشركة الوطنية للثروة السمكية والأحياء المائية التى يترأسها اللواء حمدى بدين. والمشروع هو الأكبر فى الشرق الأوسط وأفريقيا، والأول من نوعه الذى ينفذ الاستزراع فى السمكى فى أحواض ترابية باستخدام مياه البحر الخالصة على مساحة ٢٦٣٤٢ فدانا، ويتكون من ٥٩٠٨ أحواض استزراع سمكى، بطاقة إنتاجية أكثر من ١٣ ألف طن أسماك. المرحلة الأولى التى تم افتتاحها ظهر السبت الماضى، تشمل ٣٥٢٣ حوضا بحرية على مساحة ٩٥٠٠ فدان، وبقية المراحل الثلاثة الأخرى يتم افتتاحها تباعا.
وحينما يضاف إليه مشروع الاستزراع المقام على ٢٠٤ أفدنة، فى منطقة مثلث الديبة غرب بورسعيد وبه ٧٢ حوض استزراع، فسوف تتمكن مصر من سد جزء كبير من فجوة الاستيراد السمكى، تصل إلى ٢٨٪، وسمعت من الدكتور السيد القصير وزير الزراعة إننا وصلنا إلى ٨٥٪ من الاكتفاء الذاتى.
وكما قال فقد صارت مصر تحتل المركز الأول أفريقيا والسادس عالميا، فى الاستزراع السمكى والأول فى إنتاج البلطى.
وإضافة للأحواض هناك بحيرتان على عشرة آلاف فدان للصيد الحر، وبالتالى، فهذا المشروع متكامل لأنه يضم التصنيع ومصانع للعلف والثلج والتعبئة والتغليف.
المنطقة كان مخططا أن تتم زراعتها، لكن تبين أنها غير صالحة للزراعة بسبب نسبة الملوحة، فجرى التفكير فى إنشاء هذا المشروع القومى العملاق.
حينما تجولنا مع الرئيس عبدالفتاح السيسى فى المعرض الملحق بالمشروع، رأينا أصنافا متنوعة من الأسماك من البحرين الأحمر والمتوسط، وعرفت من بعض المشرفين على المشروع، أن هناك العديد من منافذ ببيع إنتاج المشروع موجودة فى العديد من المحافظات ومنها القاهرة.
هذا المشروع يوفر فرص عمل كثيرة للشباب وللصيادين، وقريب منه مساكن كثيرة تم بناؤها. وبالتالى يمكن للمصريين المجىء إليه والعمل فيه، والاستيطان فى المنطقة. خصوصا أن الانفاق تحت قناة السويس قد حلت مشكلة الانتقال، إضافة إلى وجود شبكة الطرق المتميزة التى تضع المشروع فى مكان متميز قريب جدا من بورسعيد وسيناء والإسماعيلية ودمياط. نحتاج للمزيد من مثل هذه المشروعات حتى نتوقف عن استيراد الأسماك والأهم حتى نستكمل عملية تنمية سيناء بصورة شاملة.