بقلم - علي أبو الريش
لأنها الأكثر أماناً، فالإمارات شجرة على أغصانها ترفرف الأجنحة، بهجة وسروراً، وتصبو إليها الأفئدة، وترنو إليها العيون، وفق طيات ترابها تبدو الدرر كامنة، وفي الثنايا تغفو مناهل الحب، الأمر الذي يجعل الشهادات العالمية تتوالى إشادة وثناء، وإطراء على هذا البلد الذي أصبح قبلة العشاق، ومحور تجلي الخيال، وبريق الطموحات العالية الجودة.
التقارير الدولية تقول إن الإمارات اليوم هي الأكثر أماناً بالنسبة للمسافرين، ومن أهم أدوات الأمان في بلادنا هو الحب، هذا الإكسير الذي يضم بشراشفه الحريرية مشاعر الناس أجمعين، ويلفهم بين خيوطه كآنهم إبر النسيج الجميل.
اليوم عندما تتابع المشهد في الإمارات، وتمعن النظر بالصورة العملاقة لوطن يتشكل من ومضة حلم، ثم يكبر الحلم ليصير ميلاد نهضة باهرة، وتطور مذهل، وشروق شمس وعي مدهش، وهنا جياد الأمل تسرج إرادتها بقوة الإيمان، والثقة بالقدرات، والعزيمة القوية التي تتأزر بها المرأة والرجل معاً في طريق واحد نحو غايات، ورايات، تحقق الأمنيات، وتهزم كل ما يعرقل، وكل ما يصيب الذهن بالخمول.
عندما يأتي الزائر إلى الإمارات، ويقف في شارع المدينة، ويتأمل المشهد، ويرقب ما يحدث، يشعر بأنه أمام لوحة تشكيلية، ذات أبعاد رباعية تشيع الفرح، وتنثر باقات السعادة، وتوسع من رؤية العقل قبل العين، وتضع في المقلتين شعاع وطن أصبح شعلة من نشاط بشري، يقف فيه المواطن والمقيم كتفاً بكتف من أجل غزل قماشة الأحلام الواسعة، هنا لا يملك الزائر إلا أن يخلع نعليه، ويذهب إلى حيث البريق ليستضيء، ويصبح شريكاً في الإنجاز، يحمله قلبه إلى هذه المشاركة، يدفعه حبه لأن يكون في يوم من الأيام جزءاً من المشهد، وبعضاً من كل.
هذه هي الإمارات التي يحبها العالم، التي تعشقها العيون التي في طرفها حور، والقلوب التي لا تتحرك الدماء في شرايينها، إلا عندما تقف عند نافذة النسيم العليل، لمنجز أحدثته يد لا تسدد خطاها إلا إلى ذات المعجزات التي تحملق فيها العيون، فتزداد تألقاً وتدفقاً، هنا في الإمارات يصنع المجد، كما تخلق اليرقات في مخادع الدفء.
إذن لا بد أن تترعرع شهادات العالم بهذا الوطن، لأنه وطن يبدع في علاقته مع الآخر، وبمهارة النابغين، تنمو عناقيد الإبداع، وتستمر في البث، والنث، والحث، وتستمر في العطاء؛ لأن شيمة الأوفياء للحياة، هي البذل، والعدل، والسير قدماً نحو نجود ومجد، ووجد، ووجود لا تغط شمسه، ولا يأفل له قمر.
هذه الإمارات التي نتحدى بها كل عصابي، خابت مساعيه عندما شاهد القمر يبزغ أولاً من ربوع الإمارات.