بقلم - علي أبو الريش
هكذا تمضي الجياد بلا حياد، وهكذا تسير قافلة الخير متضامنة مع الحقيقة لتحقيق أرفع الهامات، وأشسع القامات، في بلاد ما عرفت في الحياة غير النهوض والسير قدماً بركاب المجد، محتفية بما تسديه الأرض، وما تبديه من نعيم الله على عباده.
تمكين الشباب غاية من رسم البناء مثلما ترسم الموجة صورة الجمال على الشطآن، ومثلما تحلم النوارس، بزرقة الماء، وبريق الزعانف.
اليوم الإمارات، وبفضل القيادة الحكيمة، ترسو مراكبها عند مرافئ البهجة، والناس أجمعين، تلونهم أشعة النعيم، بلون الفرح، ولا تخب قدم، ولا تكبو، وإنما المسيرة مستمرة على سجادة من مخمل، والقلوب منقوشة ببذخ العطاء، والعقول مسكونة بالطموحات العظيمة، والنفوس مفروشة ببسائط الشهامة، ونخوة التداخل مع الآخر، والأرواح أجنحة لا تهوى إلا المعالي.
تمكين الشباب ثيمة الرواية الإماراتية، وشيمة أهل الفضل، وقيمة الناس الأوفياء، هي السجية التي أودعها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في وعي القادة، وهي الطوية التي ينهل منها صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، ومعه تسير الكواكب في فلك لا يزل، ولا يخل، إنه المعيار الأكيد في ضمير عشاق الحياة، ومحبي الوطن.
التمكين هو النغمة البالغة الرهافة والتي تبدو كالنجمة في أحشاء السماء، وكالغيمة في نسيج البرق، التمكين بدأ مثل قطرات المطر، وأصبح اليوم نهراً ترشف من عذوبته أشجار الذين عيونهم دائماً تتطلع إلى الأعلى وعقولهم راسخة في المعالي، وأرواحهم لا تمل من تهجي أبجدية التطور، من أول ألفه إلى آخر يائه، وهكذا أصبح الوطن محمولاً على أجنحة الصدق، مشمولاً بدفء الإخلاص، مكتسباً ثوب السندس، والاستبرق، رافلاً بقلادات المجد المجيد، والعقد الفريد.
التمكين راوية الأبدية في وجدان الصحراء، كما هي حكاية السرمدية في أشجان البحر، وها نحن اليوم على ضفاف معشوشبة بالاستثنائية، نبدو جميعاً، وكأننا الطير الواقف على قمم الدوح، كأننا الزهرة الساردة أجمل آيات البوح، التمكين صورة من صور السير الذاتية لوطن جعل من الأحلام أبراج وعي تحدق في السماء، فتبتسم للنجوم، فتهديها النجوم من بريقها، تهديها الجلال، والكمال، والجمال، وأيام الفرح الطوال.
التمكين سيمفونية من سيمفونيات الوجود، وبدونها لا تكتمل الصورة، ولهذا فالوطن مستمر في قطف الثمرات من أعلى الشجرة، ليصبح الشباب أكثر وسامة، وأعلى قامة.