بقلم - علي أبو الريش
في هذا اليوم، سبع زهرات ترفل بعطر السلام وحب الآخر، سبع نجمات يضيؤها طموح العاشقين، في هذا اليوم تلون الفراشات أجنحتها بفرح العشاق الميامين.
في هذا اليوم أنشودة الخلود، وأيقونة الأحلام الزاهية، تسفر عن حقيقة واحدة وهي أن الحياة حب، وأن الحب حرية اختيار المصير، وأن الحرية هي انفتاح الوعي على الوجود، ومن ثم تمسك الإنسان في اللحظة، لحظة الحاضر المضاءة بمشاعر التألق وتدفق الجداول بين أصابع الأعشاب القشيبة.
في هذا اليوم تبدو الإمارات سحابة على رؤوس المدنفين وجداً، بوجود يتجدد نهره لأن الغيمة الممطرة لا تكف عن العطاء، ولا يجف ريقها، هي تقبل جبين الأرض، وتمنح العيون مزيداً من البريق، وكثيراً من البوح الأنيق.
في هذا اليوم، هو يوم الإنسان كيفما كان، وفي أي مكان، أنه الحب الكبير الذي ترعرع، اتسع، اتبع خطوات المجد، خطوة خطوة، ولحظة لحظة، لتصبح الإمارات الوهج في ضمير الإنسانية، ومهجة التدفق في وجدان البشر، والشجر، والحجر.
في هذا اليوم يتغير لون السماء لتصبح بلون قوس قزح، مرسومة بألوان علم الإمارات، منقوشة بالفرح الإماراتي، مسكوبة من رضاب عشاقها، مسكوكة من ذهب أحبابها، منبجسة من أتون أرض ما عبس ترابها، ولا خنس، في هذا اليوم تتداعى القلوب حلماً زهرياً، والأرواح أجنحة لفراشات المجد، والنفوس أطياف نسائم تطوي الحياة بحرير الزاهيات، اليافعات، اليانعات، الناصعات، السائرات في دروب الأبدية، راسمات صورة مثلى لوطن لا يشبه إلا نفسه، وطن له في الدنا صوت العنادل، وصيت الموجة النبيلة.
في هذا اليوم تستيقظ الذاكرة، وهي تسحب من فوقها شرشف الأمنيات العظام، وتنظر إلى الشارع، حيث الشارع هو خطوات الذين مروا من هنا، وهناك، والذين زرعوا الحلم البهيج أشجاراً وارفة، ونسقوا أوراق مشاعرنا، وشذبوا الثمرات، حتى صرنا اليوم ننعم بحقل الرفاهية وتسترخي رؤوسنا على نعيم الدنيا.
في هذا اليوم، تمتزج أجنحة الطير والعلم النجيب، ويتم الفرح، تحت رقرقة القماشة البهية، ورفرفة ريشة العفوية.
في هذا اليوم، أطفالنا، وكبارنا، ونساؤنا، ورجالنا، يستدعون الماضي، في لحظة الحاضر، وينظرون إلى وجوههم، التي أصبحت مرايا، أصفى من عين الطير، ويسترجعون الصور، وكأنها نجوم تتناثر في أفنية العقل، فيزهو اعتزازاً بمنجز، يفخر به العالم أجمع.