بقلم - علي أبو الريش
وزارة التربية سحابة الوطن الممطرة، وهي موجتها التي تحرك المياه الآسنة، وهي المقلة التي تشع ببريق الأفكار الملهمة، وهي الخيط الذي يعقد الصلة ما بين نسيج قماشة التعليم، ومعطف التربية.
على مدى يومين انطلقت فعاليات ملتقى المواد الدراسية الرابع للمعلمين تحت شعار «مستعدون للمستقبل»، برعاية معالي الدكتور حسين الحمادي وزير التربية والتعليم، وحضور الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة مؤسسات الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الثقافية والتعليمية، ويأتي هذا النشاط ضمن توجه الوزارة، في جعل التعليم ميداناً للتواصل، وربط الصلة مع المجتمع، والاستفادة من ذوي الخبرات، وعلماء التربية ومفكري التعليم، وبهذه الخطوة تخرج وزارة التربية والتعليم من شرنقة التقوقع، أو الجلوس في أقفاص العزلة، والهبوط بطائرة نفاثة براقة، رائعة المنظر، مبهرة في مضمونها، لتصبح عملية التعليم والعلاقة مع طالب العلم كما هي العلاقة ما بين النهر والأشجار، وما بين الأغصان والطير، وهي في الحقيقة خطوات مبتكرة، ومهارات فريدة، وخطوات مبهرة، ونتائجها في المستقبل ستكون مدهشة، لأن الوصول إلى الطالب، بعقول متفتحة، تشرع أبواب النضج، وتفتح نوافذ الولوج إلى عالم الإبداع، والتحرر من مراحل الهضم والتكرار، والتخلص من الحفظ والتفريغ.
ما تنهض به وزارة التربية هو المسعى الحضاري الذي يتمناه كل طالب، وكل ولي أمر، لأن البشرية تغيرت، والعقل خرج من قمقم التزلج على الحبال الزلقة، ووصل الوعي الإنساني إلى مناطق مفتوحة على الوجود وبلا حدود، و«شكية» ديكارت أتاحت للإنسانية فرص التحليق، والرفرفة، وتحقيق الذات عبر علم رياضي فذ وزاهر بالقفزات التقنية الرائعة، وفي هذا الملتقى تجد وزارة التربية والتعليم وتجتهد لكي تضع مراسم احتفال بالعقل، واحتفاء بالوعي عندما تجمع حزمة من مفكري الوطن، وخبراء في الميدان التربوي، وإلى جانبهم كوكبة ممن يعملون في المجال نفسه، الأمر الذي سيفتح الطريق أمام الوزارة، لكي تذهب بعيداً في العملية التعليمية، وأهم الأهداف هو ليس إعادة إنتاج وإنما استنتاج الوعي من خلال التلاقح، والتواصل مع الطالب ليس كمتلقٍّ وإنما كمشارك في الإنتاج، والقاسم المشترك بين المعلم والطالب هو الحوارية المفتوحة على المادة التعليمية.