بقلم - علي أبو الريش
في المدرسة تعلمنا أن أفريقيا سلة غذاء العالم الثالثة بعد كندا وأستراليا، ولكن لأن العالم ينسى دروسه، السابقة ويذهب لممارسة فن الباروك، الصاخب، والسعي قدماً نحو طي الصفحات، وفتح ثغرة واسعة للنسيان، وتجاهل الحقائق، والتغلب على حاجات العقل، باستجداء الفراغ لعله يفيض بشيء من ثمرات العيش.
اليوم الإمارات وبفضل حكمة القيادة تبدأ من جديد بتقليب الصفحات، والنبش عن جملة الحياة الحقيقية، والبحث عن الفاصلة التي تضع العبارات الاقتصادية في مكانها الصحيح.
تصريحات معالي محمد القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء، رئيس القمة العالمية للحكومات حول التوجه لبناء علاقات متينة مع دول القارة الأفريقية، لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة، لهو الفتح المبهر، وهو اللمسة الحانية على مكمن التطور الاقتصادي، والانتماء إلى عالم يخرج من شرنقة العزلة، إلى باحة مزروعة بخير العالم، ورفاهه، وبذخ صعوبة وكم هي الحاجة ماسة اليوم إلى مثل هذا الوعي الإماراتي الذي يقود العالم إلى تنوير حقيقي في كافة الصعد، وأولها الصعيد الاقتصادي، والذي منه ومن خلاله تنمو شجرة المعرفة، وتكبر حدقة الشمس في عيون الشعوب، وتتسع محيطات الطموحات، وترتفع هامات الصواري الذاهبة إلى أقصى حالات الرقي، وهو ما يحفظ الود مع الطبيعة البكر في القارة السمراء التي تختزن قوت العالم المستقبلي، كما تحتفظ بكمية هائلة من البراءة الاقتصادية، والتي لم تنهش عظامها أنياب الثورة الصناعية المباغتة.
تصريحات معاليه تؤكد أن الإمارات تقود مرحلة التنوير الحقيقية بجدارة، وبوعي أبنائها، وإدراك ذكائي مفعم بالنصوع، وينوع ونباهة الذين عشقوا الحياة، فالبسوها ثوب الفرح، وطوقوا أعناقها بقلائد القدرات الفائقة، والإمكانيات الفريدة، وجسارة التوافق ما بين الممكن، والمستحيل من دون وجل، أو جلل، لأن النوايا مبنية على الصدق، وأن الثوابت هي السقف الذي يحمي التوجهات، وأن الإيمان بأن العالم جسد واحد، وإذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء، هو الركيزة التي تنطلق منها الإمارات، ومنها تبدأ حكاية النهوض المدهش لاقتصاد دولة باتت اليوم هي بوصلة العالم، وهي شمس شروقه، وهي قمر بزوغه، وهي حلمه الزاهي، وهي الموعد مع كرة أرضية، تزدهر مصابيحها بالسعادة، وخير العالمين.