بقلم - علي العمودي
بينما يستعد العالم لتوديع عام 2020، واستقبال عام جديد ملؤه الأمل والتفاؤل بانحسار جائحة «كورونا»، تستذكر البشرية فصلاً مؤلماً لدى كل من فقد عزيزاً بسبب فيروس كوفيد - 19، وتستذكر تعاون الجميع والسمو فوق الجراحات والاختلافات للقضاء على فيروس أربك وشلّ الحياة في العالم.
بالمقابل، كان هناك أثرياء تربحوا من الجائحة خدمتهم الظروف ليضاعفوا أرباحهم، وآخرون تبخرت أحلامهم بالإثراء منها بسبب تسارع الأحداث والتطورات والتعليمات.
أحدهم من تجار الفرص كان يمني النفس بكسب مليون درهم عداً ونقداً من صفقة كمامات طبية ذات الاستخدام لمرة واحدة، والتي وصل سعر العبوة الواحدة من بعض أنواعها لأكثر من مئة درهم في بداية الجائحة قبل أن تهوي الأسعار ليصل سعر العبوة ذاتها لأقل من خمسة دراهم.
عندما نتحدث عن أثرياء الجائحة، يتقدم الأخبار إيريك يوان مؤسس تطبيق «زووم لاتصالات الفيديو» والمدير التنفيذي للشركة المالكة لتطبيق مؤتمرات الفيديو الشهير والذي زادت ثروته نحو مليار دولار، لتناهز العشرة مليارات دولار.
كما قفزت القيمة السوقية لشركة «زووم»، إلى أكثر من 50 مليار دولار، للمرة الأولى منذ بدء التعامل على التطبيق، لتتجاوز شركات عالمية بحسب مؤشر «ستاندرد آند بورز»، الذي ذكر أن الشركة أضافت أكثر من 30 مليار دولار إلى قيمتها السوقية منذ بداية 2020، أي أكثر من 160 في المئة من قيمتها، وأن استمرار الجائحة يعني نمواً طويل الأمد للإيرادات، لا سيما أن العديد من الجهات لمست الفوائد والمكاسب المترتبة جراء العمل عن بُعد، وكذلك تنظيم وعقد الاجتماعات والندوات افتراضياً.
مجالات وميادين عدة تأثرت بالجائحة، وأخرى شهدت نمواً ملحوظاً، خاصة في قطاع توصيل الطلبات ومتاجر «الأونلاين» التي تفوقت على التقليدية بعروضها المتنوعة وأسعارها المغرية.
ورغم تضايق الكثيرين من السائقين عندنا من أساليب قيادة عمال توصيل طلبات المطاعم- تحديداً- على الطريق إلا أن هؤلاء العمال كان لهم دور حيوي، وبالأخص خلال برنامج التعقيم الوطني وما بعده، وذلك بالمساهمة في تقليل خروجنا من البيوت.
كما ساهمت الجائحة والالتزام بالإجراءات الاحترازية في انتعاش خدمات التوصيل والمشاريع المنزلية بنسبة كبيرة. وهناك كثيرون نجحوا في استغلالها واستثمارها بصورة فارقة، وقديماً قالوا من رحم المعاناة والتحديات تولد الفرص، و«ما يمدح السوق إلا من ربح فيه» حتى في زمن «كورونا» الذي أوشك أفوله.