بقلم - علي العمودي
احتفاء أبناء الإمارات، خلال الأيام القليلة الماضية بمناسبة جميلة جليلة، مرور 49 عاماً على تولي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة مقاليد الحكم في الإمارة، عبّر عن حجم الفخر والاعتزاز بقائد هو بمثابة الأب الحاني للجميع، وجسد مكانة رفيعة تربعها سلطان القلوب والخير عند الجميع، وقد تحققت بحكمته وقربه من أبنائه المواطنين جميعاً.
يجوب مختلف مناطق الشارقة، ينثر مشاريع الخير والنماء، ينحت بين جبالها ووديانها سبل وصور جمال العطاء والبذل ونشر الخير لكل ما فيه خير الإنسان، وسطر للإمارات مكانة متقدمة ودوراً ريادياً ملهماً في عالم الثقافة والمسرح والإبداع وصناعة الكتاب وتوثيق التاريخ وبيان محطاته ومفاصله، خاصة ما يتعلق بتاريخنا العربي والإسلامي، وبالذات الخاص بمنطقتنا من خلال مؤلفاته التي أثرت الذاكرة الوطنية والمكتبة العربية والإسلامية والعالمية في إطار مشروعه الثقافي النهضوي، في تجربة ساطعة مضيئة هي ككتاب مفتوح لكل باحث وراغب في الاستفادة والاستزادة من العلم.
شواهد وبصمات شيخنا الجليل في كل مكان من الإمارة الباسمة من الجبل إلى البحر، إنجازات راسخة عنوانها الاستدامة لصالح الأجيال، وتظل مواقفه من بناء الإنسان، وحرصه على تمام بناء البشر حجر الزاوية في فكره ورؤيته.
تتوهج في الذاكرة تلك الدعوة السامية التي أطلقها للحفاظ على إرث المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، عندما دعا سموه كل أم وكل أب بأن «امسك القلم واجعل أبناءك حولك، وسطّر... هذا ما كان يحبه زايد، وهذا ما كان لا يحبه زايد، ونجمع تلك الأوراق، ونضعها في الصدور، ونضعها في مقدمة الدستور، وبهذا الوفاء نكون قد أوفينا زايد حقه».
كما يتوهج فيها ذلك الموقف النبيل الأصيل لشيخنا الكريم تجاه المسنين عندما قال: «لو تصل تكلفة تأمين كبير السن مليون درهم سأسددها، فهذه حياة»، وهو امتداد لرؤية سموه في التعامل الكريم والإنساني اللائق مع هذه الفئة، ما جعل الشارقة أول مدينة عربية مراعية وصديقة لكبار السن. ومن يتابع مداخلاته شبه اليومية عبر «الخط المباشر» من تلفزيون وإذاعة الشارقة يلمس الاهتمام الكبير الذي يوليه سلطان القلوب والخير لجبر عثرات الفئات الضعيفة في المجتمع، لتمتد أياديه الحانية تجاه قلوب متعبة محطمة، يفتح أمامها أبواب الأمل والعيش الكريم. حفظ الله سلطان القلوب، وأمد في عمره وأدامه ذخراً.