بقلم - علي العمودي
تحية فخر واعتزاز نرفعها دائماً للعيون الساهرة من رجال الأمن والشرطة، العيون اليقظة دائماً لردع من تسول له نفسه المريضة النيل من أمن واستقرار هذا الوطن الغالي. تحية لصناديد عناصر التحريات والتحقيقات الجنائية وفرق مكافحة المخدرات في شرطة أبوظبي، وهم يواصلون إنزال ضرباتهم الموجعة بتجار السموم وعصابات الاتجار بالمخدرات.
نحييهم هذه المرة مع نجاح الأبطال في توجيه ضربات متلاحقة خلال الربع الأخير من العام الماضي أسفرت عن الإيقاع بعصابة دولية للاتجار بالمخدرات تحوز طناً و41 كيلوجراماً من المواد المخدرة من بينها سائل الكريستال المذاب تقارب قيمتها السوقية المليار درهم، وضبط 22 متهماً من جنسيات مختلفة ضمن تلك العصابة وثمانية متهمين في عمليات غسل الأموال الناتجة عن تجارة السموم.
الكمية الكبيرة من المخدرات المليارية القيمة تعبر عن التوجه الذي تتبناه تلك العصابات وتجار السموم الذين يشرفون عليها لإغراق مجتمعاتنا واستهداف شبابنا أغلى ثرواتنا، وما يترتب علي ذلك من هدم وتدمير المجتمع وتقويض أركانه ودعائمه التي تقوم على شباب الوطن، وهم يلتقون مع الجماعات المتطرفة والإرهابية على ذات الهدف والمنهج، بما يؤكد بصورة لا تدع مجالاً للشك أن تجارة المخدرات والإرهاب وجهان لعملة واحدة. وأمامنا أكبر وأقرب مثالين «حزب الشيطان» في لبنان وحركة «طالبان» بأفغانستان، وما تدره عليهم من عائدات وأرباح خيالية هذه التجارة القاتلة، يمولون منها تجارة وصناعة الموت التي يحترفونها ونشر الدمار والخراب في كل مجتمع ينفذون إليه.
في الصور التي نشرتها شرطة أبوظبي لمضبوطات العصابة التي وقعت في قبضتها مؤخراً لاحظنا وجود سلاح رشاش، وما يعبر عنه من استعداد المجرمين لتصفية كل من يحاول الوقوف أمامهم، وعن الطبيعة الإجرامية الدموية الكامنة فيهم، ونسوا أن «أسود الإمارات» سيكونون دائماً في انتظارهم.
الجهد العظيم والكبير الذي يقوم به أبطال ورجال الأمن يتعزز بإيقاع أشد العقوبات بحق تجار السموم والذين يحاولون العبث بأمن البلاد، والمس باستقرار المجتمعات بإنزال عقوبة الإعدام عليهم جزاء ما اقترفت أيديهم وهم يسعون جاهدين لجر شبابنا لمستنقع الإدمان واستنزاف طاقاتهم ومواردهم بينما مجتمعهم ووطنهم في أمسّ الحاجة إليهم. يجب ألا تأخذنا لومة لائم في هؤلاء المجرمين مهربي المخدرات والمتاجرين بها، لأنهم ببساطة يستهدفون هدم نهضة شاملة وصرح شامخ هو بيتنا المتوحد الكبير، إمارات المحبة والعطاء.