بقلم - علي العمودي
في ختام المهرجان الوطني للتسامح الذي حشدت فيه وزارة التسامح والتعايش مجموعة من الفعاليات النوعية والأنشطة والورش، وبالتزامن مع اليوم العالمي للتسامح تشرفت بالمشاركة في طاولة مستديرة ضمت مجموعة من زملائي الإعلاميين والأكاديميين والمختصين إلى جانب مواهب شابة في مجالات مختلفة للخروج بفكرة برنامج لتكريس «قيم المجتمع الإماراتي».
كل الشكر والتقدير للأخوات والإخوة في الوزارة لجهودهم العظيمة والكبيرة بقيادة معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، الوزير الإنسان الذي يحرص على متابعة كل هذه الفعاليات والبرامج والمبادرات في أرقى وأبلغ نموذج للشخصية المعبرة عن قيم المجتمع الإماراتي، وقد أخذ معاليه على عاتقه مسؤولية جليلة لترجمة توجيهات قيادتنا الرشيدة بترسيخ وإعلاء شأن قيم التسامح والتعايش داخل الدولة وفي المجتمعات الشقيقة والصديقة انطلاقاً من رؤية الإمارات بأن هذه القيم هي مفتاح استقرار وازدهار ونماء المجتمعات كافة، وتحصينها من آفات الانغلاق والتحجر التي تفرز خطابات وممارسات الكراهية والغلو والتطرف.
منظومة قيم المجتمع الإماراتي مستمدة من تكوينه القائم على عاداته العربية الأصيلة وعقيدته الإسلامية الغراء المبنية على الوسطية والاعتدال، وعمل على توطيدها وتعزيزها وترسيخها الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، منذ المراحل الأولى لتأسيس الدولة.
كما أن حرص صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على إدخال مادة التربية الأخلاقية في مناهجنا المدرسية هو امتداد للرعاية الكريمة للغرس الطيب لترسيخ منظومة قيم المجتمع الإماراتي التي كانت دائماً متطورة ومتفاعلة مع محيطها ومع الثقافات الأخرى، مواكبة لتقدم وتطور الدولة التي تحتضن اليوم رعايا أكثر من مئتي جنسية من مختلف أنحاء العالم ومن ثقافات وحضارات ومعتقدات متنوعة. ونجحت أصالة ومتانة منظومة قيم المجتمع الإماراتي وبرؤية القيادة الرشيدة في صهر هذا التنوع في مجتمع واحد ينعم بالتسامح وحسن التعايش، الجميع فيه يعملون يداً بيد وبروح الأخوة الإنسانية وتحت مظلة القانون الذي يتساوى أمامه الجميع في الحقوق والواجبات.
مجتمع الإمارات قائم على النبل والعطاء والأصالة، لم يتغير رغم كل رياح التغيير التي هزت العديد من المجتمعات والثقافات لأن مجتمع الإمارات قائم على منظومة قيم أخلاقية عميقة الجذور كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء. حفظ الله الإمارات واحة للتسامح والتعايش.