بقلم - علي العمودي
اليوم يحتفل العالم معنا باليوم العالمي للأخوّة الإنسانية، بعد أن اعتمدت الأمم المتحدة الرابع من فبراير من كل عام للاحتفاء بيوم ميلاد وثيقة الأخوّة الإنسانية في عاصمة السلام والتسامح والتعايش أبوظبي، عقب توقيع البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر عليها في مثل هذا اليوم من 2019، خلال زيارة أول بابا منطقة الخليج والجزيرة.
يحمل إقرار اليوم كمناسبة عالمية، تقديراً دولياً رفيعاً لصانع الحدث وراعي الوثيقة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، واعترافاً بالنهج المتفرد للإمارات، وهي تقدم للبشرية نموذجاً راقياً للأخوّة الإنسانية والتسامح وحسن التعايش، وهو النموذج الذي تأسس على ركائز ودعائم قوية أرساها المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. والعالم يمر في أصعب اختبار بسبب جائحة كورونا، قدمت الإمارات انطلاقاً من ذلك النهج أسطع وأنصع صورة، بتقديم اللقاح المضاد للفيروس لملايين المواطنين والمقيمين على أرضها مجاناً، ليس ذلك فحسب، بل جعلت من أراضيها محطة دعم لوجستي لضمان وصول اللقاح إلى مختلف شعوب وبلدان العالم، من خلال «ائتلاف الأمل» الذي أنشأته، ويضم ناقلاتها الجوية الوطنية وكبريات شركات الشحن الجوي حول العالم. وقبل ذلك كانت قد أرسلت عشرات الأطنان من المساعدات لدعم الطواقم الطبية في العديد من البلدان لمساعدتها في التصدي، والتخفيف من آثار الجائحة التي شلت مفاصل الحياة في كل المجتمعات بمستويات مختلفة.
اليوم تحتفي الإمارات بالمناسبة بإقامة فعاليات عدة، وتكريم وتقدير المخلصين والمجتهدين في نشر قيم وثيقة الأخوّة الإنسانية، ضمن فعاليات تحمل كل صور الاعتزاز بتلك المبادئ العظيمة التي تمثلها، كما يحتفي بها العالم وهي ترسل رسالة تذكير للمجتمع الدولي بضرورة إحياء وإفشاء قيم التعايش والتآخي الإنسانية؛ كونها حائط الصد والحصن المنيع لمواجهة أعداء الحياة والإنسانية، الذين يؤججون خطابات وممارسات الكراهية والتطرف بتكريس التمييز على أساس اللون والعرق والمعتقد.
اليوم العالمي للأخوّة الإنسانية ثمرة جهد وحرص إماراتي دائم ودؤوب على نشر قيم الخير والمحبة والسلام والتعاون، ومد جسور التفاهم والتواصل بين الحضارات والثقافات والأديان، وهي مفاتيح تحقيق السلام والوئام والاستقرار للمجتمعات لتتفرغ للبناء والتنمية وسعادة ورخاء شعوبها. في اليوم العالمي للأخوّة الإنسانية نجدد الشكر والامتنان لراعي الوثيقة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان «بطل السلام».