بقلم - علي العمودي
في يوليو 1990، استقبل الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، في قصر روضة الريف، الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر وزوجته روزالين، والذي حدثه عن المركز الذي يحمل اسمه، وينشط في مجال مكافحة الأمراض المدارية، ومنها مرض دودة غينيا، ليبادر راعي الأيادي البيضاء «زايد الخير» بتقديم تبرع للمركز بمبلغ 5.77 مليون دولار، لم يكن يخطر ببال كارتر أن ذلك اللقاء سيكون فاتحة شراكة قوية بين الإمارات والمركز امتدت ثلاثين عاماً للتصدي معاً للأمراض، ولكنها الإمارات وقادة الإمارات حيث الالتزام عهد ووفاء.
على خطى زايد الخير، وفي الذكرى الثلاثين لتلك الشراكة الإنسانية، وفي واحدة من صور الالتزام الإماراتي الإنساني، قدم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تبرعاً بعشرة ملايين دولار للمركز ليواصل رسالته ودوره للقضاء على مرض دودة غينيا الذي يهدد الملايين في أفريقيا بفقدان البصر، وقد نجح بفضل الإسهام الإماراتي في منع 80 مليون حالة إصابة بالمرض وليجعل المرض أول داء يتم استئصاله دون استخدام لقاحات أو أدوية.
دعم يؤكد التزام الإمارات الإنساني، وهي تشارك العالم الاحتفال باليوم العالمي للأمراض المدارية المهملة، والذي صادف يوم أمس، بعد أن أطلقته منظمة الصحة العالمية العام الماضي، وشهد تأكيد التزام 300 منظمة شريكة من أكثر من 55 دولة في الجهد العالمي المتنوع لإنهاء تلك الأمراض.
وإحياءً للمناسبة أضاءت الإمارات 14 معلماً بالألوان في أبوظبي ودبي، بما فيها قصر الإمارات و«الاتحاد أرينا»، ومبنى«أدنوك» وبرج العرب، وبرواز دبي.
لقد كان الدعم الذي قدمه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد لمركز كارتر امتداداً لالتزام إماراتي راسخ تجاه مكافحة أمراض المناطق المدارية المهملة، ولا زلنا نتذكر إطلاق سموه في عام 2017 مبادرة صندوق بلوغ الميل الأخير- ومدتها 10 سنوات بقيمة 100 مليون دولار بدعم من مؤسسة بيل وميليندا جيتس ومختلف الشركاء. وكذلك تبرع سموه بأكثر من 250 مليون دولار منذ عام 2010 دعماً لجهود القضاء على هذه الأمراض التي يمكن الوقاية منها.
وتابعنا العام الماضي كذلك حملة «تبرع بدرهمين، وأنقذ عينين»، والتي أطلقتها الإمارات لإشراك الجمهور في مهمة صندوق بلوغ الميل الأخير لجمع التبرعات لمكافحة العمى النهري، إنها إمارات العطاء حفظها الله وطناً للإنسانية.