هنيئاً لك دايفيد شنكر
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

هنيئاً لك دايفيد شنكر

هنيئاً لك دايفيد شنكر

 الجزائر اليوم -

هنيئاً لك دايفيد شنكر

محمد عبيد
بقلم - محمد عبيد

قول مرجع أمني-سياسي مخضرم أن مسؤولي الإدارة الأميركية إكتشفوا متأخرين جداً الأسلوب الذي اعتمده سابقاً مسؤولون سوريون راحلون لترويض الطبقة السياسية اللبنانية وتدجينها. هذا الأسلوب الذي كان قائماً على التهديد بالعقاب ورفع غطاء الحماية السياسية، من خلال التلويح بتسريب ملفات الى القضاء والى الإعلام حول إرتكابات فساد موثقة، ومن ثم ضبضبتها بعد إذعان هذه الطبقة وقبولها بتقديم الخدمات المطلوبة منها. أما في حال المعاندة إذا حصلت، يمكن عندها إفتداء ركائز الطبقة المذكورة بضحية هنا أو هناك كي يتم تبرير التحول في الموقف أو التراجع عن قرار ما.

ولا يتوقف التشبيه عند هذا الحد، إذ إن زيارة مساعد وزير الخارجية الأميركي دايفيد شنكر الأخيرة الى بيروت شهدت مستوىً من الترحيب، حتى ظننا أننا على أبواب إحتفالية لتقديم "مفتاح" له جرياً على العادة ولزوم الضيافة اللبنانية المتوارثة.

كيف لا وقد نجح المسؤول الأميركي في إدارة اللعبة السياسية الأميركية في لبنان على ثلاثة محاور، الأول: فرض إعلان ما سُمي "إتفاق الإطار" لترسيم الحدود الجنوبية مع كيان العدو، والثاني: تهيئة الأرضية اللازمة في محيط رئاسة الجمهورية لملاقاة هذا الاتفاق، والثالث: إلهاء ما يسمى هيئات "المجتمع المدني" بوعود وأمنيات حول إستمرار إدارته في دعمها حيناً، كما تحميلها مسؤولية تراجع مشروع "الثورة" حيناً آخر.

• على المحور الأول، يحق لدايفيد شنكر أن يفخر بإنجازه "إتفاق الإطار" الذي تضمن في بنوده الستة أسس تفاوضٍ مباشر ضمناً وغير مباشر شكلاً، هذا بالإضافة الى إلزام لبنان بآليات تفاوض لطالما رفض قبولها متسلحاً بالدور المركزي للأمم المتحدة ليس كراعٍ فحسب، بل أيضاً كمنصة تقي لبنان شر التواصل المباشر مع العدو.

ففي البند الأول من هذا الإتفاق وإن امكن تجاوز ذكر تفاهم نيسان 1996 كمرجعية لتفاوض ثلاثي لبناني-أممي-إسرائيلي مع عدم مطابقتها للواقع الحالي، فإنه لا يجوز مطلقاً تجاوز إعتبار "الخط الأزرق" القضية الوحيدة العالقة على صعيد الحدود البرية في ما يعني القرار الدولي 1701، ناهيك عن قضايا لها أولوية تهم لبنان تبدأ بمطالبة المجتمع الدولي إرغام كيان العدو على وقف إعتداءاته على لبنان، ولا تنتهي بالإنسحاب الى الحدود المعترف بها دولياً وإعلان وقف إطلاق النار.

في البند الثاني، لا بد من التوقف عند الفقرة الأخيرة منه التي تلزم الوفد التقني اللبناني المفاوض التوقيع على محاضر الإجتماعات بعد إنتهاء كل واحد منها، مع العلم أن مثل هذه المحاضر ليست سوى مناقشات تحتاج الى موافقة السلطة السياسية عليها! وفي حال حصول تلك الموافقة يتم صياغتها كخلاصة يتم التفاهم لاحقاً على آلية لتثبيتها تمهيداً لإيداعها دوائر الأمم المتحدة المعنية.

في البند الرابع، يترك الأميركي لنفسه مساحة للمناورة بعد تحديد الحدود البحرية، وذلك من خلال تمرير عبارة international practice أو ما يعني "السوابق الدولية" كبديل محتمل عن القانون الدولي والمعاهدات!

أما الطامة الكبرى فتقع في الفقرة1 من البند الخامس، حيث تمكن شنكر وفريقه من تكريس "الخط الأزرق" كحدود برية من خلال إسقاط أي ذكر للحدود المعترف بها دولياً، التي يشدد عليها القـــرار الدولي425 والتي لا تحتاج الى أي تحديد أو ترسيم أو حتى تثبيت، والأسوأ من ذلك أيضاً إلزام لبنان بالتوقيع عليها.

إن "إتفاق الإطار" هذا إن لم يكن تطبيعاً هو بالتأكيد في حال تطبيقه أو إعتماده كمرجعية للمفاوض اللبناني، مرة أخرى هو بالتأكيد يتضمن في مفرداته وطياته ترتيبات سياسية وأمنية وربما لاحقاً معالجات إستثمارية مشتركة مع عدو، لطالما تجنب لبنان مقاربتها متمسكاً بثوابته الوطنية وبحقوقه السيادية غير الملتبسة والتي لا تحتمل التأويل مطلقاً.

وهنا لا بد من توجيه السؤال التالي للسيد شنكر: ورد في مقدمة إنجازك التاريخي هذا عبارة "...إن حكومتي لبنان وإسرائيل..." هل يمكن أن تدلنا على المسؤول الحكومي المعني الذي تفاوضت معه، أم أنك كما غيرك من بعض الديبلوماسيين الأجانب لا تقيمون وزناً للمؤسسات الدستورية ومن ثم تحدثون اللبنانيين عن أن الحل هو بإحترام الدستور والإلتزام بتطبيقه؟!!

• على المحور الثاني، نجح شنكر في محاصرة مساعي رئيس الجمهورية ميشال عون ومعه آخرين في قصر بعبدا وخارجه لأخذ ملف ترسيم الحدود الجنوبية الى مكانه الطبيعي أي الأمم المتحدة. كانت محاولة الرئيس الأولى إصدار مرسوم جديد يتم فيه تعديل الإحداثيات والخرائط التي وردت في المرسوم الذي حمل الرقم 6433 تاريخ 1/10/2011 حول تحديد حدود "المنطقة الاقتصادية اللبنانية الخالصة"، لكن الأصابع الخفية في دوائر القصر الجمهوري عملت على تأخير إصداره متذرعة حيناً بأن ذلك سيؤدي الى إستفزاز الوسيط الأميركي ومن خلفه العدو الإسرائيلي، باعتبــــار أن المرسوم الجديد يتضمن تغييراً جذرياً في مقاربة لبنان لموضوع الحدود البحرية، وحيناً آخر أنه سيصعب تمرير هذا المرسوم في حكومة تشهد صراعات حول مواضيع مختلفة أقل بكثير من مسألة حساسة وطنياً وسياسياً.

تبعت ذلك محاولة رئاسية أخرى لإرسال كتاب الى الأمين العام للأمم المتحدة كبديل عن المرسوم بعد إستقالة حكومة الرئيس حسان دياب. وهو كتاب حمل المضمون نفسه الذي تضمنه المرسوم خصوصاً لجهة الإحداثيات والخرائط، عندها بدأت المساومة حول ضرورة الفصل بين الكتاب المذكور كدعوة للأمم المتحدة للبحث في آلية لمعالجة مسألة الحدود البحرية، إستباقاً لإجراءات إسرائيلية تتعلق بفض عروض تلزيم الحقل 72، وبين الإحداثيات والخرائط التي يمكن أن تثير العدو الإسرائيلي وتدفعه الى إتخاذ خطوات تصعيدية ضد لبنان!

النتيجة أنه لم يصدر المرسوم كما لم يتم إرسال الكتاب لأن المطلوب كان هو الإفساح في المجال أمام الموفد الأميركي المعني دايفيد شنكر إتمام إنجازه عبر القناة الأخرى، والإعلان عنه وفقاً لمقتضيات المصلحة الإنتخابية لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي تسعى لمراكمة إنتصارات "تطبيعية" بين أطراف عربية وبين كيان العدو الإسرائيلي، الى جانب رغبة المرجعية الأميركية بتظهير مساحة نفوذها في الدوائر المحيطة بـ"حزب الله".

• على المحور الثالث، لم يحتج دايفيد شنكر الى أكثر من درس تأديبي عبر وسائل التواصل لممثلي ما يسمى هيئات "المجتمع المدني"، محملاً إياهم مسؤولية عدم القدرة على تحويل شعارات "الثورة" الى وقائع سياسية، ومحتفظاً لنفسه ولسياسة إدارته بحق التعامل مع بدائل من منظومة السلطة لبلوغ الأهداف التي حاولت إدارته التسلل لتحقيقها، من خلال اللعب على وجع اللبنانيين وآلامهم وفقرهم. بل كان الأسوأ ألا يبدي شنكر أي حرج من الإرتداد على وعود مسؤولي إدارته حول السير بفرض عقوبات على بعض المسؤولين اللبنانيين المتهمين بالفساد ونهب المال العام وتهريبه الى المصارف الخارجية، متذرعاً بأن التفاوض حول الحدود الجنوبية يفترض منح هؤلاء المسؤولين فرصة للوفاء بإلتزاماتهم في هذا المجال، إضافة الى الإنشغال بملفات إقليمية أخرى ذات أولوية تتقدم على أماني "المجتمع المدني"، بمحاسبة الفاسدين في السلطة على أيدي الراعي الأميركي الذي أخذ حصته حدودياً فأدار ظهره.

من المؤكد أنه يحق لشنكر أن يأمر وينهى في ما يتعلق بهيئات المجتمع المدني وما يسمى الـNGO,s الذين يدورون في فلك الأجندة السياسية لإدارته، التي هدفت الى حرف الإنتفاضة الشعبية المحقة عن أهدافها المطلبية المعيشية حصراً وإستغلالها للنيل من المقاومة.

لكن لا يحق له أو لغيره من الموفدين الأجانب مصادرة عناوين هذه الإنتفاضة أو التهديد بإعادة تحريكها وفق إيقاع سعيه لترهيب منظومة الفاسدين التي يتعاون مع بعض أركانها، لتحقيق مصالح إدارته السياسية.

في أي حال، تبين أن عدة الشغل الأميركية من منظمات غير حكومية أو هيئات مجتمع مدني أو ما أطلق عليهم جماعة السفارات من شيعة أو غير شيعة، ليسوا سوى «قنابل صوتية» لا قدرة لها مطلقاً على محاصرة «حزب الله» أو إيذائه سياسياً وإعلامياً، أو جره الى القبول بمقاربات إستراتيجية سيادية جديدة تمس وجوده كمقاومة... كما ثَبُتَ بما لا يقبل الشك «أن الصيت لهؤلاء بينما الفعل لغيرهم».

هنيئاً لك دايفيد شنكر، التلويح بالعقوبات وإستعمال نذر قليل جداً منها أتى بنتائج ربما أنت نفسك لم تكن تتوقعها.

*قيادي سابق في حركة «أمل»

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هنيئاً لك دايفيد شنكر هنيئاً لك دايفيد شنكر



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 13:28 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 11:37 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 21

GMT 06:44 2015 الثلاثاء ,29 أيلول / سبتمبر

نجاح محمد الصيعري مع فريق "هجر" يحرج إدارة "الاتحاد"

GMT 18:15 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

دينا الشربيني تتحدث عن حياتها الشخصية مع غادة عادل

GMT 06:33 2016 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

تحديثات كبيرة على "تويوتا" راف 4 الهجين

GMT 01:21 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب وبوتين يتفقان على استبعاد الحل العسكري في سورية

GMT 02:39 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أبو الدنين يكشف عن إكسسوارات مميّزة في أستديو "الخزانة"

GMT 10:29 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

رومانسية سمية الخشاب وأحمد سعد في جلسة تصوير الزفاف

GMT 02:46 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

السعودية تمنع حفلة شيرين عبدالوهاب في الرياض

GMT 08:52 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

تقييم لأرجوحة سوبرفلكس التي عُرضت في متحف تايت مودرن

GMT 05:18 2017 الأربعاء ,20 أيلول / سبتمبر

تجديد سجن الفنان السوري مصطفى الخاني في دمشق

GMT 03:51 2016 الإثنين ,05 كانون الأول / ديسمبر

"فرزاتشي Versaci" تطلق مجموعتها الجديدة لعام 2017

GMT 23:41 2014 الثلاثاء ,23 أيلول / سبتمبر

"بن عمار" تشارك في مهرجان الربيع العربي بـ"سنديانة"

GMT 01:54 2017 الأحد ,22 كانون الثاني / يناير

كاتلين جينر تتألّق في فستان أزرق طويل بكتف واحد

GMT 09:28 2015 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب التركي لكرة القدم يلاقي المنتخب القطري وديًا

GMT 06:11 2015 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمطار تنعش الحركة الزراعية في المدينة المنورة
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria