صدام التقنية والحقوق
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

صدام التقنية والحقوق!

صدام التقنية والحقوق!

 الجزائر اليوم -

صدام التقنية والحقوق

حسين شبكشي
بقلم - حسين شبكشي

هناك قطاران شديدا السرعة يسيران بسرعة فائقة في اتجاه تصادمي ينتظر الناس وقوعه؛ حادثة بانتظار حدوثها بالسرعة البطيئة... هذا هو التشبيه الأمثل لما يحصل اليوم في عالم الأعمال وعالم الحقوق.
مع الاستثمارات المذهلة والمتنامية بشكل شبه أسطوري في مجالات التقنية الحديثة بصورة عامة، وفي مجال الذكاء الصناعي بصورة خاصة ومحددة، وذلك بدعوى تطوير وتقديم حلول جديدة وعملية للأعمال من أجل رفع مستوى الكفاءة الإنتاجية والفاعلية وتحسين الإنتاجية، للحصول على رضا وولاء أكبر شريحة ممكنة من العملاء والمستهلكين والمتوقعين مستقبلاً... مع كل هذا، يأتي الثمن الاجتماعي الباهظ والمكلف جداً والمتلخص في الأعداد الهائلة من الناس الذين يتم تسريحهم من وظائفهم بحجة تبني العمل بنظام أتممة يعتمد على الذكاء الصناعي، وفي حالات أخرى على نظام الإنسان الآلي المعروف باسم الروبوت في حالات الخطوط الإنتاجية للمصانع. وهنا يتكون الصراع الأخلاقي المبادئي الذي يواجهه النظام الرأسمالي في صميم جوهره، والذي يتمثل في كيفية تبني منظومة تطوير أعمال باستخدام التقنية الرقمية الحديثة والمتطورة ويكون أحد أخطر وأهم آثارها الجانبية تسريح كم مهول من البشر بحجة الاستبدال التقني والتوفير.
إنه التحدي الحقوقي الجديد، الذي سيحلق بالمفهوم القيمي لحقوق الإنسان إلى مستويات عليا وغير مسبوقة أبداً. هناك كتاب مثير ومدهش ومميز للكاتب دانييل ساسكيند المحاضر الاقتصادي بجامعة أوكسفورد العريقة بالمملكة المتحدة بعنوان: «عالم بلا عمل: التقنية والأتممة وكيف يجب أن يكون ردنا»، يتعرض بعمق وتدقيق للهواجس والمخاوف التي يواجهها العالم التوظيفي اليوم في مواجهة شلالات الإحلال التقني في شتى المجالات بوتيرة متصاعدة جداً.
هذه الهواجس ليست بجديدة، فلقد ظهرت مع بدايات الثورة الصناعية واستخدامات محركات البخار المتعددة، مروراً بمحرك السيارات المتطور، وصولاً للحاسب الآلي، وبقيت هذه الهواجس والمخاوف موجودة رغم كون التحذيرات والتوقعات السلبية لم تتحول إلى حقائق ملموسة، ولكن الكاتب ساسكيند يؤكد ويثبت بالوثائق العلمية والأرقام والبيانات أن الوضع هذه المرة مختلف تماماً، والمهن البشرية مهددة أكبر من أي وقت مضى، لأن التقنية المستخدمة اليوم غير مسبوقة في قدراتها وفي إمكانياتها. فالذكاء الصناعي الموظف آلياً لم يعد يفكر «مثل» الإنسان حتى يتفوق عليه في الأداء ولكنه يقوم بعدة وظائف في آن: من تشخيص الأمراض إلى كتابة مذكرة قانونية، إلى تأليف سيمفونية موسيقية، وهذا أخطر تهديد للتوظيف البشري، لأن الإحلال لن يكون فردياً بل جماعياً وبشكل فوري وثوري. وهنا سيكون للقانونيين أدوار جديدة وغير مسبوقة في تكوين مظلة حمائية للعمال والموظفين (تشبه إلى حد ما وإن كانت بمعايير ومفاهيم أكثر تطوراً وجدية مع وضع النقابات العمالية مع الشركات المصنعة للسيارات في العالم الغربي بعد دخول خطوط الإنتاج الآلية التي قلصت أعداد العمال فيها بشكل جدي وخطير تسبب في اضطرابات شعبية أدت إلى تغييرات سياسية كبيرة ومهمة).
التحدي الجاد هو البقاء على التقنية التي حسنت مناخ الإنتاج في تقديم السلع والخدمات لقاعدة عظيمة جداً من العملاء والمستهلكين، وساعدت أيضاً في تكوين ثروات مبهرة لمؤسسي الشركات المقدمة للتقنية والمساهمين فيها (صغاراً وكباراً) مع إبقاء فرص التوظيف المتنامية والاستقرار والأمان الوظيفي وعدم اعتبارها «خطراً وتهديداً» على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي.
لمؤسس شركة «آبل» عملاق التقنية الأميركية المعروفة الراحل ستيف جوبز مقولة بالغة الأهمية وعميقة الدلالة: «إذا رغبت في التفوق على خصمك والتفوق على منافسك في عالم الأعمال عليك ألا تقوم بالعمل نفسه بشكل أفضل ولكن عليك أن تقوم بالعمل نفسه بشكل مختلف»، وهذا هو التحدي الأخلاقي، فنجاحات تقوم على خروج عريض للناس من وظائفهم لا يمكن أن يعول عليه مهما كانت الإحصائيات والأرقام مبهرة وبراقة ومدهشة.
عالم الأعمال المعتمد على التقنية الحديثة والذكاء الصناعي وعالم الحقوق في طريق تصادمي لا يمكن إغفاله أو إنكاره، ويبقى فقط عنصر الوقت والظروف التي ستحدد المواجهة وشكلها.
التاريخ لا يرحم وسيكتب الحقبة التي نعيشها وسيذكر فيها النجاحات التقنية المبهرة، ولكن إذا ما ظل الصمت الحقوقي مستمراً فسيذكر معها محارق البطالة البشرية التي تسببت فيها التقنية الرقمية.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صدام التقنية والحقوق صدام التقنية والحقوق



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 06:39 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

هل التوافق ممكن بين الدين والعلم؟

GMT 01:49 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا تُشارك في مسلسل "مذكرات عشيقة سابقة"

GMT 02:21 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيسة وزراء رومانيا تبدأ زيارة رسمية إلى سلطنة عمان

GMT 08:13 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

23 صورة من إطلالات النجوم في مهرجان القاهرة السينمائي

GMT 01:04 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

"روندا" مدينة فوق الصخور وروح الأندلس في إسبانيا

GMT 18:53 2021 الثلاثاء ,04 أيار / مايو

تعرف على أسعار كيا سبورتاج 2021 فى الإمارات

GMT 19:39 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

الأميركي بريسون ديشامبو يتقدم في "السباق إلى غولف دبي"

GMT 02:42 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

"العرب اليوم" يكشف عن مطربي حفلات رأس السنة 2019

GMT 07:23 2018 الجمعة ,06 تموز / يوليو

تعرف على كيفية أداء صلاة خسوف القمر

GMT 07:43 2018 الجمعة ,11 أيار / مايو

أفضل 10 أماكن لقضاء العطلة الصيفية في فرنسا

GMT 14:40 2018 الأربعاء ,18 إبريل / نيسان

جولدبيرج يكشف شرطه للعودة إلى حلبة "WWE"

GMT 09:50 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

بوسعيد يعترف بارتفاع نسبة البطالة في المغرب

GMT 05:02 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

سلمى الصمدي تؤكد احترافها عالميًا في تصميم القبعات

GMT 15:55 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

أفضل العاب فيديو على جهاز بلاى ستيشن 4 بمناسبة الكريسماس

GMT 14:40 2017 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

جيب تطلق نظاماً بموقعها لتتيح لك بناء رانجلر 2018 الخاصة بك

GMT 06:00 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

10 جيوش أفريقية تنهي تدريباً كبيرًا في السودان
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria