بقلم : طارق الشناوي
كلما كان الترقب كبيرا أدى ذلك لا شعوريا إلى انخفاض درجات القبول، وهذا ما تعانى منه كل ملكات الجمال، يبدأ الملايين أو المليارات عبر العالم يتأملون صورة جميلة الجميلات فيكتشفون أن هناك من هو قطعا أجمل، وهو ما يتكرر مع فيلم (الأوسكار) بمجرد الإعلان عنه وتبدأ مؤشرات البحث فى اقتناصه، تقرأ العديد من المتابعات النقدية، ترى أنه أقل بكثير عن المتوقع.
مضى أكثر من عشر سنوات على انتهاء عرض (بودى جارد) ومن بعدها انتهت علاقة عادل إمام بالمسرح، وبات من المستحيل أن يعود مجددا، الأمر يحتاج إلى لياقة جسدية، بينما الوقوف أمام الكاميرا يستطيع المخرج بأدواته القفز فوق الكثير من تلك المعوقات.
العرض شاهدته على المسرح قبل نحو 20 عاما، ولم يكن الأفضل (شاهد ما شفش حاجة) هى الأفضل ع الإطلاق، سبقتها (مدرسة المشاغبين) وجاء بعدها (الواد سيد الشغال) و(الزعيم)، تراجعت معدلات الضحك كثيرا فى (بودى جارد)، حتى الاستعراضات التى تبدأ بها المسرحية، رأيت فيها فقرا مزدوجا، فكريا وماديا.
(بودى جارد) شهدت العديد من العوامل المؤثرة، أولا رامى إمام مخرجا مسرحيا، كان عادل قد شاهد مسرحية رامى (جزيرة القرع) فتحمس له؟ بينما كانت كل الأخبار تشير إلى أن المخرج شريف عرفة، والذى كان قد التقى مسرحيا مع عادل فى (الزعيم) وحقق بعدها خمسة أفلام هامة على خريطة عادل مع الكاتب وحيد حامد بدأت فى (اللعب مع الكبار) 91 وانتهت إلى (النوم فى العسل) 96، تغير الأمر، وبكل رحابة صدر ومرونة تقبل شريف عرفة الموقف قائلا: (عادل إمام منحنى فرصة عمرى لكى أخرج له فى بداية مشوارى، ووقوفه مع رامى فى أولى تجاربه منطقى جدا، وأتمنى لهما كل التوفيق).
عادل بطبعه يميل إلى العرض أطول فترة زمنية ممكنة، يوفر اقتصاديا وأيضا ذهنيا، كما أنه كممثل هضم تماما الشخصية وجرب العديد من مناطق الخروج عن النص وحدد الهدف وهكذا استمرت مثلا (الواد سيد الشغال) 8 سنوات و(الزعيم) 6 سنوات، بينما (بودى جارد) تجاوزت العشرة لتضرب الرقم القياسى العربى، عالميا هناك عروض تتجاوز 50 عاما لأنهم يستبدلون الأبطال، المسرحية تم تصويرها 2010 ومنذ ذلك الحين والسؤال هو متى ستعرض؟ تردد أن هناك مساحة عميقة من الخلاف مع المنتج سمير خفاجى، وأن عادل يحتفظ فى منزله بالشريط التليفزيونى الذى صوره المخرج أحمد صقر، وأن خفاجى يريد بيعه ولا يتمكن، العلاقة المادية بينهما فى توزيع الإيرادات تخضع لتلك المعادلة، الثلث لعادل والثلثان لخفاجى، حيث إن الأخير يتحمل كل شىء: أجور وإصلاحات ودعاية وغيرها، خفاجى ترقب البيع، ليسدد ديونه التى تراكمت عليه وبينها ديونه أيضا لعادل إمام، ورحل خفاجة قبل صفقة بيع المسرحية.
العرض فى مقاطع عديدة يتكئ على (إيفيه) اللحظة، الذى يتضاءل مفعوله مع مرور الزمن، كما أن عادل قبل المسرحية أصبح متوفرا بكثرة من خلال الدراما التليفزيونية التى عاد إليها مع (فرقة ناجى عطالله) 2012، مسرحيات عادل إمام التى صورت فى الماضى تحقق ولاتزال كثافة أكبر فى الضحك، كان يبدو فيها عادل أكثر طزاجة، وعفوية، لا أحمل فقط رامى مخرج العرض المسرحى المسؤولية، الإخراج التليفزيونى لعب دوره فى التراجع!!