محمد سلماوي
قالت لى الفنانة يسرا إنها استيقظت، صباح أمس، قبل الفجر لتحضر سباق الدراجات «الماراثون» الذى شارك فيه الرئيس عبدالفتاح السيسى، وقالت إنها مع بزوغ أول أشعة للشمس شاهدت الرئيس ومعه فجر يوم جديد يشرق على مصر، ثم أردفت: بل شاهدت مصر وهى تشرق مرة أخرى، بعد ظلام دامس كنت أظنه لن ينقشع.
والحقيقة أن هناك صورة جديدة للرئيس المنتخب تشرق الآن بالمخالفة لما يراد له فى الغرب، حيث تعمل الصحافة الغربية على تصوير الرئيس المصرى كحاكم عسكرى، وذلك رغم أنه خلع البدلة العسكرية، قبل أن يرشح نفسه للرئاسة، وتخلى معها عن الصفة العسكرية التى كانت له حين كان وزيرا للدفاع.
وحين ذهب الرئيس يقدم الزهور للفتاة التى تم الاعتداء عليها فى ميدان التحرير وهى تحتفل مع ملايين المصريين بتنصيبه رئيساً، أقول تم الاعتداء عليها وليس التحرش بها، لأنها فى الحقيقة تعرضت لاعتداء وحشى نتجت عنه جروح استدعت تدخلا جراحياً، أقول إنه حين ذهب الرئيس ليقدم زهور الاعتذار للفتاة، لم تكن تلك هى الصورة التى رسمها له الإعلام الغربى كحاكم عسكرى.
وحين شارك فى «ماراثون» الدراجات، صباح أمس، لم تكن تلك أيضاً هى صورة الحاكم العسكرى، فالصورة الجديدة التى بدأت تتشكل للرئيس من اليوم الأول لرئاسته هى صورة لرجل ملتزم قدم برنامجا واضحا لسياساته فى أول خطاب له، ودون أن يطلب منه ذلك، ولو أنه قال كلمة ترحيب بالحضور وشكر الشعب على الثقة التى منحه إياها لكان ذلك كافيا، لكنه اختار أن يقدم للشعب رؤيته للمرحلة المقبلة والسياسات التى سيتبعها والمشاريع التى سيقيمها.
ثم جاء فى اليوم التالى جانب آخر من الصورة وهو الرئيس الإنسان الذى يطيب خاطر ضحية بريئة تعرضت لاعتداء آثم باعتذار يتضمن اعترافا بالمسؤولية لم نتعوده من مسؤولينا، فأمن وسلامة المواطنين هو مسؤولية السلطة الحاكمة، ورغم أن الرئيس لم يكن قد أمضى فى الحكم إلا ساعات معدودات، فإنه من واقع إحساسه بالمسؤولية رأى أن يعتذر عما حدث.
ثم فى اليوم الثالث كان هناك جانب جديد أعطى للصورة سمة شبابية وصحية تقول إن الرئيس يتمتع بلياقة يتعارض غيابها مع صورة الزعيم القوى القادر على مواجهة الصعاب، وأول هذه الصعاب هو جلب ذلك الفجر الجديد الذى يتطلع الشعب لمشاهدة بزوغه كما شاهدته يسرا.
[email protected]