مسارات سوريا واختزال الأعداء
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

مسارات سوريا واختزال الأعداء

مسارات سوريا واختزال الأعداء

 الجزائر اليوم -

مسارات سوريا واختزال الأعداء

مأمون فندي

ترى ما هي المسارات التي يمكن أن تأخذها الأزمة السورية؟ هل هو مسار الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت خمسة عشر عاما ودفع لبنان فيها الثمن غاليا، ولسخرية القدر لم يستقر لبنان إلا بعد دخول القوات السورية؟ أم أن مسار سوريا هو العراق بعد إزاحة صدام حسين عن الحكم في 2003. وما تلاها من اجتثات البعث وحل الجيش الذي أوصل العراق بعد اثني عشر عاما إلى ما هو عليه الآن من حالة سيولة واضطراب سياسي؟ أم أن مسار سوريا هو التقسيم على أساس طائفي يكون الساحل فيه للعلويين، وجبل العرب للدروز، إلى آخر التقسيمة الطائفية التي يعرفها الجميع؟ أم أن مستقبل سوريا هو الـ(status quo anti) أي كما كانت قبل الثورة السورية؟ أن يعود النظام القديم ببعض التعديلات؟ أسئلة كثيرة لا بد من التفكير فيها، إذا كنا أو ما زلنا نعتقد أن مستقبل سوريا كبلد عربي يهمنا.

مرت أربع سنوات على ثورة سوريا التي أصبحت حربا أهلية فيما بعد. أربع سنوات والعالم العربي منقسم ليس بالتساوي بين من ينتظر سقوط الأسد، ومن ينتظرون نجاحه في حسم الصراع المسلح لصالحه. ولكن بعد أربع سنوات لم يحسم الصراع لا للنظام ولا للمعارضات بأنواعها، لا غالب ولا مغلوب، التعادل بلا أهداف هي نتيجة المباراة، رغم أنه من العيب الشديد أن نشبه صراعا ثمنه فادح على مستوى خسارة آلاف الأرواح من البشر بمباراة، ولكن فقط لتقريب الفكرة، فهل سيبقى العالم العربي سجين فلسفة «ادي زوبه زقة؟» أي فقط بقيت أيام ويسقط النظام أو أيام وتسحق المعارضة، من دون أن نكلف أنفسنا حساب ثمن هذه الفلسفة على بلد محوري بالنسبة للعالم العربي.

قبل البحث في مسارات سوريا وإلى أين تذهب، لا بد من تفكيك المخاوف التقليدية التي أصبحت صورا ذهنية جاهزة تملكت من الرؤوس، وأعرف أن هذا ربما لا يعجب قراء كثرا منهم أصدقاء لي، ولكن لا بد من التعامل مع الأفكار المختلفة إذا كنا جادين في البحث عن حل لأزمة طال أمدها، وبتكلفة إنسانية عالية جدًا. وبعد تفكيك الأفكار المسبقة والصور الذهنية الجاهزة، لا بد من التعامل مع الدروس المستفادة من حرب لبنان الأهلية، ومن تجربة تفكيك المؤسسات في العراق حتى تتمكن سوريا من التعافي، ويجب ألا يكون عندنا شك أن أمد التعافي طويل.

الخوف التقليدي من مسار status quo anti، هو القائل أن عودة النظام القديم بتعديلات تعني انتصارا لإيران. هذا التخوف يحتاج إلى تفكيك. بداية، تعايش العالم العربي مع علاقة سورية - إيرانية أيام الأسد الأب، ولكن هذا لم يمنع حافظ الأسد من الالتزام العربي، سواء في دخول لبنان كقوة ضامنة لاتفاق الطائف أو التزامه بدخول تحالف تحرير الكويت، رغم أنه كان ضد صدام في حربه مع إيران. إذن التعاطي السياسي مع المتناقضات السورية لم يكن يوما أزمة بالنسبة للدبلوماسية العربية. أضف إلى ذلك أن الفرس تاريخيا لم يسيطروا على سوريا، كما سيطر الرومان والأتراك العثمانيون والفرنسيون. الحقيقة هي أن الخوف المبرر تاريخيا بالنسبة للسوريين، هو من تركيا وليس من إيران. إذ سيطر العثمانيون قرونا على سوريا واقتطعوا منها لواء الإسكندرون. واليوم ينسق رجب طيب إردوغان مع واشنطن للتدخل في سوريا بحجة مواجهة «داعش»، رغم أن خوف إردوغان الحقيقي يأتي من الأكراد فقط، ومن احتمالية قيام دولة كردية، وليس من «داعش». الأكراد لا «داعش» هم مصدر الخطر الحقيقي على تركيا. النقطة التي أريد التركيز عليها هي أن العيون على طهران، رغم أن الخطر قادم من أنقرة وهنا المقلب الحقيقي. وهذا ما أقصده بتفكيك الصور الذهنية الجاهزة فيما يخص ما هو خطر على الأمن القومي العربي. سوريا كبلد يمكن سلخها من إيران، ولكن الخوف كل الخوف هو سقوط جزء منها تحت السيطرة التركية، وهذا أمر صعب حسمه أو التعامل مع تبعاته.
سيناريو التقسيم من أخطر المسارات. فتقسيم سوريا يعني تفكيك سايكس بيكو تمامًا، ومعه تتساقط أحجار الدومينو بداية من الأردن وبقية الهلال الخصيب وربما إلى الخليج. وهذا المسار يحتاج إلى تأمل وتفكير جاد في اللوحة الاستراتيجية الأكبر الخاصة بالأمن القومي العربي.

المسار اللبناني هو مسار مكلف للغاية، ولا طائف هناك لسوريا، ولا توجد سوريا أخرى للدفع بقواتها لخلق حالة استقرار في سوريا. سيناريو الحرب الأهلية الممتدة كما في حالة لبنان ومن قبلها السودان له تبعات وخيمة، لا بد أن يتأملها الراغبون في إزاحة الأسد بأي ثمن. الدروس المستفادة من تجربة لبنان هي أن «الطائف» لا يقضي على الطائفية، حتى لو أحدث صيغة استقرار. وسوريا أعقد بكثير من لبنان من حيث التركيبة السكانية الداخلية وتوازناتها واللوحة الجيوسياسية الأكبر.
المسار الأخير هو مسار العراق من خلال تفكيك حزب البعث وحل الجيش العقائدي وتفكيك المؤسسات، وهذا رأينا تبعاته خلال الاثني عشر عاما الماضية. لن يستطيع العالم العربي التعاطي مع (عراق) منفجر آخر إلى جانب العراق.
كل ما أريد قوله حتى لا ندخل في حوار يلخص المقال بأكمله، وكأنه يدعو لبقاء النظام السوري، أو على أنه تنظير لما قاله وزير الخارجية البريطاني مؤخرًا، لا بد أن نفكر بشكل خلاق وفيه قدرة على تجنب شخصنة صراع خطير ومكلف للسوريين والعرب في الوقت ذاته.

حل الأزمة في سوريا يحتاج إلى تفكير خارج الصندوق التقليدي الخاص بالتمدد الإيراني. الخطر على المنطقة من بقاء الأسد لن يكون بحجم الخطر إن وقعت سوريا بقبضة «داعش» وجماعة البغدادي أو الإخوان.
حل الأزمة السورية يحتاج أولا إلى الانتقال من فلسفة «ادي زوبه زقه» إلى تأمل كل المسارات والسيناريوهات المحتملة، وترتيبها من الأسوأ إلى الأقل سوءا، فالوضع الراهن لا يمكن احتماله أو تقبله لا للسوريين ولا لبقية العرب.

إيران ليست العدو الإقليمي الوحيد للعرب. فالجوار غير العربي ممثلا في إسرائيل وتركيا وإيران كله له مطامع في عالم عربي أصابته حالة من الوهن، فكرة أن إيران هي العدو الوحيد والتصدي لها في لبنان يشبه التصدي لها في اليمن أو في سوريا هي فكرة غير استراتيجية في أحسن حالاتها، فكرة العدو الذي يناسب كل الحالات تشبه فكرة الملابس التي تقول بمقاس واحد يناسب الجميع (one size fits all) وهذه فكرة محدودة خصوصا في سوريا، حيث هناك جزء منها تحت الاحتلال الإسرائيلي، وجزء آخر تحت الاحتلال التركي، والبقية نفوذ إيراني وليس احتلالا. إذن الأعداء الثلاثة مجتمعون في الحالة السورية، واختزالهم كما في إعلان القهوة «الثلاثة في واحد»، هو اختزال مخل وخطر على الأمن القومي العربي.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسارات سوريا واختزال الأعداء مسارات سوريا واختزال الأعداء



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 00:16 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

صيحة جديدة من مكياج "المونوكروم" لموسم خريف 2017

GMT 17:51 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

اختيار تامر شلتوت سفيرًا للسلام في مهرجان ابن بطوطة الدولي

GMT 14:53 2018 السبت ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعب سلة الأهلي يواصل برنامجه التأهيلي في الفريق

GMT 11:36 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 20

GMT 21:44 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

خطوات ترتيب المطبخ وتنظيمه بشكل أنيق

GMT 02:22 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مؤسسات لبنانية تستثمر في إنتاج 2.6 ميغاواط كهرباء من الشمس

GMT 09:16 2013 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

الفراعنة أول من عرفوا السلم الموسيقي

GMT 08:31 2015 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

جامعة بيروجيا إحدى بوابات التعليم للأجانب في إيطاليا

GMT 13:16 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

انطلاق تصوير الجزء الثاني من مسلسل عروس بيروت في تركيا

GMT 19:14 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

علي النمر يبدي سعادته بتحقيق فريقه الانتصار أمام الأهلي
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria