النيل يبقي ويسافر علي ورشوان
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

النيل يبقي ويسافر: علي ورشوان

النيل يبقي ويسافر: علي ورشوان

 الجزائر اليوم -

النيل يبقي ويسافر علي ورشوان

بقلم : مأمون فندي

المفروض أن الحديث كان عن وفاة أسطورة الملاكمة محمد علي كلاي، ولكن حديث الغذاء مع أسرة يابانية أخذنا لبطل الجودو المصري محمد رشوان.

ذكر الزوج والزوجة أن ما يعرفانه عن مصر هما أبو الهول ومحمد رشوان. القصة كما روتها السيدة روميكو باختصار هي أنه وفي أولمبياد لوس أنجليس 1984 خسر بطل الجودو المصري محمد المباراة النهائية ضد منافسه بطل الجودو الياباني المتوج في ذلك الوقت ياسوهيرو ياماشيتا، وكان ياماشيتا مصابا في إحدى قدميه، وبما أن لعبة الجودو تستخدم فيها ضربات الإقدام، إلا أن اللاعب المصري رفض توجيه أي ضربة لقدم ياماشيتا المصابة، وأصر على نبل اللعبة وشرفها، ورغم أنه، حسب ما روى صديقي الياباني وزوجته لو ضربه في قدمه المصابة لكسب المباراة بسهولة، ولكن البطل المصري فضل خسارة اللقب على الإخلال بنبل الرياضة وقيمها، واكتفى بالميدالية الفضية، بدلا من ميدالية ذهبية يحصدها من بطل جريح. وكانت تلك
الميدالية الفضية الوحيدة لمصر في لعبة الجودو عبر تاريخها، ورغم إمكانية الذهبية، فضل البطل الأخلاق على الفوز. وعلى الرغم من مرور ثلاثين عاما على الحدث، فصديقي الذي هو في نهاية الأربعينات من العمر وزوجته التي تصغره عمرا، يتذكران هذا الحدث الفارق.

يتحدث المصريون خصوصا، والعرب عموما عن صورتهم في الغرب والشرق، ولا يدركون أن الصورة يصنعها الأصل.

مرة ثانية، هذا مواطن ياباني وزوجته لم يذهبا لزيارة مصر، ويعرفان عن مصر فقط أبو الهول ورشوان.

وعندما سألتها عن صورة المجتمع المصري عندهما، قالا «لا بد أنه مجتمع يعلي من قيم العدل والنبل واللعب حسب القواعد العادلة fair play». هذه هي الصورة التي يحتفظ بها اليابانيون عن مصر، رغم أننا جميعا نعرف أنها صورة رشوان وحده، أو أقلية في المجتمع المصري الحديث، لكن لا بأس من صورة جيدة في الخارج يرسمها سلوك الأفراد النبلاء.

الدرس المستفاد هنا هو أن ملايين الدولارات التي تصرف على شركات الترويج والدعاية لمصر، يمكن أن يقوم بها أفراد بتقديم النموذج. الأصل هو الذي يرسم الصورة الباقية عبر الزمن والقادرة على السفر عبر الحدود. النبل يسافر ويبقى. لا أدري ماذا قدم المصريون للعالم من قيم تسافر عبر الحدود وتبقى بعد رشوان، وحتى رشوان نفسه لم يروج له في مصر ذاتها بصفته إنسانا يمثل أفضل ما في القيم المصرية. لا أخفيك قدر سعادتي بحديث أسرة يابانية من أصدقاء ابنتي عن صورة مصر، التي أتمنى أن أراها وأستمتع بالسماع لها من أفواه الغرباء.

وإذا قلنا كم من المصريين قدمنا للعالم ممن يحملون أفضل ما فينا من قيم، فبالأحرى أن أسأل كم من العرب والمسلمين قدمنا للعالم نماذج للنبل والقيم السامية؟ فقبل أن نقدم للعالم يجب ألا ننتظر أن تروج شركات العلاقات العامة لصفات ليست فينا. الأصل هو الأصل وليست الصورة.

بالأمس فقد العالم أسطورة الملاكمة محمد علي كلاي الذي غّير صورة السود والمسلمين الأميركيين في أميركا والعالم. لم أكن أفكر في الربط بين محمد رشوان ومحمد علي، ولكن حديث الغذاء أخذنا في هذا الاتجاه، حيث كنت عاقد النية للكتابة عن محمد على كلاي والذي مهد الطريق لباراك حسين أوباما ليكون رئيسا للولايات المتحدة. رئيس أسود، أبوه مسلم وأمه مسيحية، ولكن في اسمه حسين. هذا القبول الأميركي هو نتيجة لكفاح طويل لتغيير صورة الرجل الأسود الذي كان ينظر إليه على أنه أقل من إنسان، وكان يشنق على جزوع الشجر في الجنوب الأميركي إلى صورة رجل يمكن أن يترأس الولايات المتحدة الأميركية. محمد علي كان حلقة مهمة من حلقات تغيير صورة الإنسان الأسود في المجتمع الأميركي بإعلائه قيم النبل والعدل، وليس مجرد الكسب في حلبه الملاكمة.

الحلبة بالنسبة لمحمد علي كانت الدنيا بأسرها، والمجتمع ولم يكن تلك المساحة الضيقة. محمد على الذي رفض الانخراط في حرب فيتنام لأنها كانت حربا ظالمة، لم يهمه فقدان ألقابه الرياضية
وإيقافه عن اللعب في الحلبة لأعوام، وسحب رخصته بصفته ملاكما ورميه بالخيانة الوطنية من قبل الرعاع، كل هذا لم يهمه في سبيل إعلائه قيما سامية تعلمها من دينه الجديد كونه مسلما أسود في أميركا. إعلاء قيم العدالة هي التي تبقى كما في حالة رشوان، إلا أنها مضروبة في ألف في حالة محمد علي. الأصل لا الصورة هو ما يغير الصورة.

عندما سأل طفل بريطاني محمد علي ماذا أنت فاعل بعد اعتزال الملاكمة؟ قال: أجهز نفسي للقاء ربي من خلال عمل الخير ومساعدة الآخرين؛ فالعالم يحتاج إلى كل من يصنعون السلام، وهكذا كانت سيرة محمد علي. رجل تسامح وسلام قدم صورة المسلم والرجل الأسود بأسمى ما تحمله من قيم. هذا الذي يبقى.

أسرد كل هذا لحل معضلتنا التي لا نمل من تكرارها، وهي لماذا يرانا الغرب بهذه الصورة؟.. يرانا الغرب لأننا قدمنا له بن لادن والظواهري والزرقاوي والبغدادي وغيرهم، ولم نقدم لهم كفاية من نوعية رشوان ومحمد علي.

لا معضلة علاقات عامة وتحسين الصورة في الخارج هي الأصل، معضلتنا في الأصل في الداخل لا الصورة في الخارج

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النيل يبقي ويسافر علي ورشوان النيل يبقي ويسافر علي ورشوان



GMT 22:50 2021 الإثنين ,05 إبريل / نيسان

منافسة أم حرب باردة؟

GMT 18:59 2021 الإثنين ,22 آذار/ مارس

هل أُغلقت أبواب واشنطن؟

GMT 23:34 2021 الإثنين ,15 آذار/ مارس

عشر سنوات من العقل المعطل

GMT 21:16 2021 الثلاثاء ,09 آذار/ مارس

جماعة «أزيدك من الشِّعر بيتاً»

GMT 14:18 2021 الإثنين ,01 آذار/ مارس

استيعاب إدارة بايدن

GMT 10:56 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

يسود الوفاق أجواء الأسبوع الاول من الشهر

GMT 01:10 2016 الجمعة ,30 كانون الأول / ديسمبر

ريهام إبراهيم سعيدة بمسيرتها المهنية في الإعلام

GMT 13:09 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يُعرب عن أمله في تحقيق بطولة رفقة "ليفربول"

GMT 09:18 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أمير منطقة جازان يتبرع بمليون ريال لجائزة جازان للتفوق

GMT 22:51 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

أمير الكويت يؤكد علي أهمية الاقتصاد وتنويع الدخل

GMT 16:38 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

بروسيا دورتموند يستعيد جهود ريوس قبل مواجهة شتوتجارت

GMT 18:36 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

استوحي إطلالتك السواريه بالدانتيل من وحي مدونات الخليج

GMT 09:59 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

طرق الحصول على مكياج عيون برونزي مع الأيلاينر

GMT 09:18 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

بن عبدالعزيز يعزي أسرة القواسمة بمحافظة أبو عريش

GMT 19:18 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

الإسباني إيسكو يرُد على اتهامه بزيادة الوزن
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria