مصر و«الإيكونوميست»
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

مصر و«الإيكونوميست»

مصر و«الإيكونوميست»

 الجزائر اليوم -

مصر و«الإيكونوميست»

بقلم : مأمون فندي

خصصت مجلة «الإيكونوميست» عددها الحالي تقريًبا بشكل كامل لما يحدث في مصر، (عدد أسبوع من 6 إلى 12 أغسطس «آب» 2016)، قصة غلاف وتقارير داخلية تتحدث عن مصر بعنوان صارخ ربما متجاوًزا لرصانتها المعروفة: «خراب مصر»، مؤيدة هذه الرؤية بمواد وتقارير داخلية تقتبس فيها كلام شخصيات مهمة يصعب تجاوزها عن مصر، وعلى رأسهم السيدة كريستين لاغارد رئيسة صندوق النقد الدولي، الذي تنوي مصر أن تقترض منه 12 مليار دولار مقسمة على ثلاث سنوات. وكلها تقول إن مصر تسير في الطريق الخطأ. وليس لدي شك أن أهل الحكم لا يظنون ذلك، ولكن تجاهل عدد كامل من مجلة رصينة تعد بمثابة مؤسسة غربية، ليس من حسن الفطن.

فمجلة «الإيكونوميست» الإنجليزية مجلة محافظة، لها تأثير كبير على صناع القرارين الاقتصادي والسياسي في الغرب كله تقريًبا، فهي المجلة التي ترسم ملامح الجو المحيط بالاقتصاد العالمي وبرؤية المؤسسات الكبرى للدول، وكل تقاريرها من دون مؤلف باسمه، فكل ما يكتب في المجلة يمثل وجهة نظر هيئة التحرير كلها، ومعروف أيًضا أن الإيكونوميست ليست مجلة مندفعة أو مستعجلة في أحكامها، ومع ذلك أنا بشكل شخصي لست من المغرمين بكل تحليلاتها، ولكن عدم محبتنا لشيء لا يعني أن نتجاهله، خصوًصا إذا كان تحليلاً مهًما لمجلة بحجم وتأثير «الإيكونوميست».

للتخفيف من الصدمة لهذه الدعاية السيئة للوضع المصري، أقول ليس بالطبع كل الجمهور الغربي سيرى في هذا العنوان المبالغ فيه دعاية سيئة. ففئة المحامين مثلاً يرون في عنوان هكذا، عن أي بلد وليس عن مصر وحدها، أمًرا مفيًدا، حيث تزداد نسب النزاعات القانونية في مثل هذه الأجواء. وبهذا يكون هذا المشهد مربًحا لهم، أما البنوك فترى في هذا الجو فرصة للإقراض بنسبة عالية. وهكذا، إذن ليس كل دعاية سيئة مصيبة بالنسبة لفئات مختلفة.

إذا كان الأمر هكذا بالنسبة للمنتفعين من الأخبار السيئة، فإن هذا لا يعني بالضرورة أن صورة مصر عالمًيا لم تتأثر وبشكل كبير، فالتقارير المطروحة داخل العدد ملخصها أن ترتيب مصر هو 131 عالمًيا في سهولة الاستثمار، إذن فإن المستثمر يحتاج إلى أكثر من 72 توقيًعا من البيروقراطية لكي يبدأ شركة، إضافة إلى حاجة كبيرة للرشوة والتعامل مع نظام شامل للفساد.

في نظر «الإيكونوميست» فشلت الدولة في إصلاح نظام مبارك من حيث الفساد، بل أضافت إليه سوء إدارة بنسبة أعلى من نظام مبارك، ومع ذلك يصر النظام السياسي على إعادة تركيب دولة مبارك سياسًيا، مما يصعب مهمة الإصلاح الإداري الجاذب للاستثمار والسياسي المؤدي للاستقرار.

ليست «الإيكونوميست» وحدها التي قدمت خلال الأسبوعين الماضيين نقًدا لاذًعا لما يحدث في مصر، بل سبقتها السيدة العجوز، «نيويورك تايمز» الأميركية، وأعرف أن بين بيروقراطياتنا من السفراء والإعلاميين ممن سيتحدثون عن حملة منظمة ومؤامرة ضد مصر، وربما في هذا بعض من الصحة، ولكن ليس كلها، ومع ذلك فإن صورة أي بلد، وليست مصر، عندما تتغير على صفحات «نيويورك تايمز» و«الإيكونوميست» أو «الفاينانشيال تايمز»، فلا بد لأهلها أن يأخذوا الأمر على محمل الجد، لأن صورة بلد في الإعلام العالمي، أًيا كانت قوة الإنكار، لا تغير من الأمر شيًئا.

الصورة ضرورية لإصلاحها، ولكن الأهم من إصلاح الصورة هو إصلاح الأصل، والوضع في مصر، ولا شك، يحتاج إلى إصلاح، وقد يحتاج إلى رؤية جديدة وحكومة أو وزارة جديدة، تأخذ على عاتقها مشروع إصلاح كبير يبدأ من القطاع المالي والاقتصادي، إلى السياسي والاجتماعي.

التشخيص الذي طرحته مجلة «الإيكونوميست» رغم أنه محدود في معرفته بمصر دولة ومجتمًعا، فإنه قريب من الواقع، والاعتراف بمشكلات الواقع هي بداية الحل.

مصر تحتاج إلى خارطة طريق جديدة ببرلمان جديد وحكومة جديدة وشرعية جديدة. جاء الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الحكم بشرعية لا يضاهيها أحد سبقه، ولكن مع الوقت ومع تنفيذ خارطة الطريق لا بد من إعادة هذه الشرعية إلى وهجها.

أدرك أن البرلمان بصيغته الحالية كان يهدف إلى استكمال خارطة الطريق، ولكن شرعيته منقوصة ولا أحد يراه برلماًنا مستقلاً، ومن هنا يكون من الأسهل البحث عن شرعية أكثر زخًما، من خلال برلمان جديد ورؤية سياسية جديدة وحكومة جديدة.

لا يمكن أن تغطى عين الشمس بغربال، وإنكار ما يكتب من تقييم للحالة المصرية في الغرب على أنه جزء من مؤامرة كونية من «مجلس إدارة العالم»، فهذا هو الانتحار بعينه.
مصر اليوم تحتاج إلى حوار جاد حول خارطة طريق جديدة وبوصلة جديدة

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر و«الإيكونوميست» مصر و«الإيكونوميست»



GMT 22:50 2021 الإثنين ,05 إبريل / نيسان

منافسة أم حرب باردة؟

GMT 18:59 2021 الإثنين ,22 آذار/ مارس

هل أُغلقت أبواب واشنطن؟

GMT 23:34 2021 الإثنين ,15 آذار/ مارس

عشر سنوات من العقل المعطل

GMT 21:16 2021 الثلاثاء ,09 آذار/ مارس

جماعة «أزيدك من الشِّعر بيتاً»

GMT 14:18 2021 الإثنين ,01 آذار/ مارس

استيعاب إدارة بايدن

GMT 10:56 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

يسود الوفاق أجواء الأسبوع الاول من الشهر

GMT 01:10 2016 الجمعة ,30 كانون الأول / ديسمبر

ريهام إبراهيم سعيدة بمسيرتها المهنية في الإعلام

GMT 13:09 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يُعرب عن أمله في تحقيق بطولة رفقة "ليفربول"

GMT 09:18 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أمير منطقة جازان يتبرع بمليون ريال لجائزة جازان للتفوق

GMT 22:51 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

أمير الكويت يؤكد علي أهمية الاقتصاد وتنويع الدخل

GMT 16:38 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

بروسيا دورتموند يستعيد جهود ريوس قبل مواجهة شتوتجارت

GMT 18:36 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

استوحي إطلالتك السواريه بالدانتيل من وحي مدونات الخليج

GMT 09:59 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

طرق الحصول على مكياج عيون برونزي مع الأيلاينر

GMT 09:18 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

بن عبدالعزيز يعزي أسرة القواسمة بمحافظة أبو عريش

GMT 19:18 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

الإسباني إيسكو يرُد على اتهامه بزيادة الوزن
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria