عشر سنوات من العقل المعطل
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

عشر سنوات من العقل المعطل

عشر سنوات من العقل المعطل

 الجزائر اليوم -

عشر سنوات من العقل المعطل

مأمون فندي
بقلم: مأمون فندي

مدهش أن تنجح الاحتجاجات السياسية التي عُرفت اصطلاحاً بالربيع العربي لتُسقط خمسة أنظمة في تونس وليبيا ومصر واليمن وفيما بعد نظام البشير 2019. ورغم أن الاحتجاجات تملأ شوارع الجزائر العاصمة بشكل شبه يومي بعد مرور عقد من الزمان على الربيع، فإنَّ هذه الاحتجاجات والانهيارات التي صاحبتها لم تقابلها دراسات جادة لأسباب الثورات، أو لماذا انهارت أنظمة أمنية كان يتوهّم معظمنا أنَّها شديدة البأس بهذه السرعة كأنها عهن منفوش؟ أو لماذا ظهرت الاحتجاجات في بعض دول العالم العربي ولم تظهر في بعضها الآخر؟ ولماذا الجمهوريات لا الملكيات؟ ولماذا تأخرت ثورة السودان ثماني سنوات؟ ولماذا تستمر الاحتجاجات في الجزائر حتى كتابة هذه السطور؟
أسئلة مقارنة كثيرة كان يمكن أن تفضي إلى إجابات كاشفة وتنير الطريق من أجل تبني سياسات تجنِّب المنطقة العربية تلك العثرات ذات التكاليف العالية؟ ورغم هذه التكاليف الكبيرة، ورغم مرور عقد من الزمان على هذه الثورات، ما زالت تتسيَّد الفضاءات الإعلامية طروحات مخجلة من نوعية حديث المؤامرات وإعفاء الذات والعقل معاً من تحمل مسؤولية ما أفضت إليه سياسات سيئة السمعة في تلك البلدان سواء ارتبطت الأسباب باستشراءٍ لفساد فاضح، وانسداد سياسي وسياسات اقتصادية لا علاقة لها بالعصر الحديث.
غريب أن يرى بعضنا أن كل هذا لم يكن أسباباً لانهيار الأنظمة، فقط المؤامرة الغربية على تلك المنطقة كانت سبباً. منطقيٌّ أن يتآمر الغرب على الصين مثلاً كقوة عظمى بازغة تناطح أعتى القوى الغربية، فلماذا يتآمر الغرب على منطقة مجمل ناتجها القومي لا يساوي إجمال ناتج دولة أوروبية فقيرة مثل إسبانيا، وأنَّ المهاجرين منها يمثلون 14% من مهاجري العالم، وإنتاجها الثقافي والعلمي لا يُذكَر؟ لماذا يتآمر الغرب على منطقة معظمها بكل هذا الفقر، منطقة لو تخيلناها كواحدة من أحياء مدينة مثل لندن أو نيويورك لكانت أسعار البيوت فيها هي الأرخص لما فيها من فقر وعزوف الناس عن السكنى فيها.
بعد مرور عقد من الزمان ما زال الحديث عن الحدث في إطار أنَّه كان حدثاً تاريخياً يقول البعض إنه حَمْلٌ كاذب أو مولود حقيقي تم إجهاضه، أو هو مؤامرة كبرى على الأمة العربية دونما نقاش جاد لما حدث، فقط بعضنا مع هذا الربيع والبعض الآخر ضده على إطلاقه، والبعض الآخر على خجل يصفه بـ«ما يسمى الربيع»، وتنجح حيل اللغة وإعلان المواقف في إعفائها من البحث عن أسباب ما زالت قائمة.
تفسير المؤامرة، بدايةً، لا يستحق النقاش، لأنَّ العقل البشري غير قادر على إنتاج مؤامرة تمتد من تونس حتى دمشق، مروراً بالقاهرة وصنعاء مع اختلاف الأنظمة والحكام والثقافة، وتفعل ما فعلت في يوم وليلة. الثانية، أنه لا يوجد شيء خارق في معظم المنطقة العربية يدعو إلى التآمر على بلدان محدودة الدخل والاقتصاد والتعليم وأنهكها المرض.
هل الثمانية عشر يوماً من الحرية، وعند البعض الفوضى، التي سادت مصر أيام ثورة يناير (كانون الثاني) 2011 هي فاصل إعلاني في تاريخ طويل من الاستبداد، أم أنها امتداد لاحتجاجات سياسية سابقة مثل الثورة العرابية وثورة 1919 وغيرهما؟ وهل كانت الاحتجاجات مجرد كرنفال شعبي أفضى إلى أغاني المهرجانات كنتيجة منطقية لتعطيل العقل لعقود سابقة؟ لا يهمني كثيراً ما يقوله مَن يتصدرون مشهد التحليل السياسي اليوم، ولكن يهمني كثيراً أن تظن الأجيال القادمة أن هذا هو حدود العقل والمعرفة في تحليل الظواهر الاجتماعية.
لسنا وحدنا في هذا العالم، ومنطقتنا ليست هي المنطقة الوحيدة التي قامت بها ثورات وفورات وانقلابات، فهناك فرع كامل في علم السياسة يمكن تسميته علم الثورات، أصَّل له أستاذنا تيد روبرت غر Ted Robert Gurr، شرح فيه أنَّ أحد أهم أسباب الثورات يكمن في تلك الفجوة بين ما يتوقعه الناس من النظام الحاكم، مقارنةً بما يحصلون عليه فعلاً، وهو ما سماه الحرمان النسبي. ذلك كان تفسيره بعد دراسات أمبيريقية مقارنة حاول من خلالها الإجابة عن السؤال الذي أصبح عنوان كتابه الكلاسيكي في علم الثورات وهو «لماذا يتمرد البشر؟». هذا المنهج هو الذي يحب أن نعلّمه لأبنائنا.
ليست لديَّ مشكلة مع عقل معطّل اليوم، ولكن مشكلتي مع تعطيل عقول المستقبل. إذ لا يستقيم للعقل أن نتمنى لأبنائنا وبناتنا مستقبلاً مشرقاً، ونحن نحجب عنهم نور شمس العقل الذي يساعدهم على فهم حاضرهم وتلمس رسم ملامح خريطة مستقبلهم، فإنكار الحقيقة لا يعني أبداً غيابها.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عشر سنوات من العقل المعطل عشر سنوات من العقل المعطل



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 13:28 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 11:37 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 21

GMT 06:44 2015 الثلاثاء ,29 أيلول / سبتمبر

نجاح محمد الصيعري مع فريق "هجر" يحرج إدارة "الاتحاد"

GMT 18:15 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

دينا الشربيني تتحدث عن حياتها الشخصية مع غادة عادل

GMT 06:33 2016 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

تحديثات كبيرة على "تويوتا" راف 4 الهجين

GMT 01:21 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب وبوتين يتفقان على استبعاد الحل العسكري في سورية

GMT 02:39 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أبو الدنين يكشف عن إكسسوارات مميّزة في أستديو "الخزانة"

GMT 10:29 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

رومانسية سمية الخشاب وأحمد سعد في جلسة تصوير الزفاف

GMT 02:46 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

السعودية تمنع حفلة شيرين عبدالوهاب في الرياض

GMT 08:52 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

تقييم لأرجوحة سوبرفلكس التي عُرضت في متحف تايت مودرن

GMT 05:18 2017 الأربعاء ,20 أيلول / سبتمبر

تجديد سجن الفنان السوري مصطفى الخاني في دمشق
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria