بريطانيا  إشهار طلاق مبالغ فية
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

بريطانيا : إشهار طلاق مبالغ فية

بريطانيا : إشهار طلاق مبالغ فية

 الجزائر اليوم -

بريطانيا  إشهار طلاق مبالغ فية

بقلم : مأمون فندي

كيف نقرأ ما حدث من تصويت بريطاني للخروج من الاتحاد الأوروبي بالهدوء الذي يليق، والذي يضع الحدث في حجمه الطبيعي من دون مبالغة؟ بداية، قبل الحديث عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، علينا أن نتذكر أنه قبل هذا التصويت لم يكن اليورو عملة بريطانية كبقية دول الاتحاد الأوروبي، بل احتفظت بريطانيا بالجنيه الإسترليني كعملة خاصة بها، عملة لها تاريخها، ولم تقدم بريطانيا على تغييرها، ولنا أن نتذكر أيًضا أن بريطانيا احتفظت بنظامها الخاص للدخول إلى أراضيها ولم تدخل في اتفاقية «الشينغن»

. كما أن بريطانيا، في عهد حكومة توني بلير العمالية، دخلت مع أميركا حرب العراق 2003، من دون اعتبار للاتحاد الأوروبي وقرارات بروكسل. أي أن سياسة بريطانيا الدفاعية وتحالفاتها العسكرية لم تخضع للاتحاد الأوروبي. إذن، بريطانيا عمليا لم تكن في الاتحاد الأوروبي كي تخرج منه. ولو كان هناك إصرار على أن ما حدث كان طلاقا بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، فمن الأدق أن نقول إن العلاقة في أساسها كانت تشبه علاقة رجل منفصل عن زوجته، ولكن يسكن معها في الحيز الجغرافي ذاته، والكل يعرف أنهما منفصلان. ما حدث في تصويت بريطانيا كان بمثابة إشهار لطلاق قائم. فالعالم فوجئ بإشهار الطلاق، وليس الطلاق نفسه. الكل يعرف ذلك، ومع هذا أظهر الجميع شعور المفاجأة عندما تم إشهار الطلاق في أسبوع يخلو من أحداث سياسية كبيرة تشوش على نتيجة التصويت.

بالغت كل التحليلات في الجانب الاقتصادي للانفصال المزعوم، وسرعة إجراءات الطلاق بشكل ميكانيكي، لأنه لم يكن في العلاقة غير ذلك، بعض العلاقات المالية والإجراءات الرسمية للطلاق، ومن سيعجل بها. الحقيقة التي يجب أن يتذكرها الجميع هي أن أساس العالم الذي نعيشه منذ معاهدة «وستفاليا»، في منتصف القرن السابع عشر، إلى الآن، أن الدولة الوطنية أساس المجتمع الدولي، وأن التجمعات الأكبر والاتحادات والاتفاقات العابرة للحدود هي الشذوذ، وليس القاعدة. القاعدة هي السيادة الوطنية، وكل ما يتجاوزها يجب ألا يهددها، أو يمس بها.

الاتحاد الأوروبي، كواقع عملي في القضايا الكبرى، حتى عندما يتحدث المؤمنون به تماما، تجدهم يتحدثون عن ثلاث دول فقط (بريطانيا وفرنسا وألمانيا). كما أن الاتحاد كان من الهشاشة، إذ إن موجة واحدة من اللاجئين تكاد تقضي عليه. بريطانيا في الأساس، وخصوصا تشرشل هو الذي دعا إلى فكرة الولايات المتحدة الأوروبية عام 1946، ولكنه أراده اتحادا بنسخته الليبرالية البريطانية، وليس بالنسخة التي أنتجتها بروكسل من سياسات فاشلة، نتيجة لسيطرة اليسار الأوروبي على سياسة بروكسل.

هناك حديث مبالغ فيه على أن استفتاء اسكوتلندا سيؤدي إلى الانفصال، ومن بعده تطالب آيرلندا بالانفصال، وتصبح بريطانيا هي إنجلترا فقط، مجرد جزيرة صغيرة. أعتقد أن هذا التحليل يعوزه كثير من الرشد. لقد بقيت آيرلندا ضمن المملكة المتحدة في عز الخلافات السياسية والعنف والإرهاب، وبقيت اسكوتلندا كذلك رغم أنها هي الأغنى بتروليا وتأخذ الحصة الأقل من الخدمات، الأمر أعقد من ذلك، ويجب ألا نأخذ بروز موجة اليمين العالمي، من دونالد ترامب في الولايات المتحدة، إلى ماري لوبين في فرنسا، إلى نايجل فراج في بريطانيا، على أنها موجة سياسية مستمرة ودائمة، هي فقط دفقة شعورية ضد رئيس أميركي تضاءلت شعبيته، واتخذ سياسات يسارية أدت إلى ظهور غضب اليمين الأميركي، وحركة المهاجرين في أوروبا وقضايا الأمن والإرهاب، أدت إلى ظهور اليمين الأوروبي بالصيغة التي نراها. قد يكون لخروج بريطانيا تأثير على بقية الدول الأوروبية، وعلى الحكومات اليمنية فيها، لتحذو حذوها فيما يعرف بظاهرة «الدومينو إفيكت»، ولكن لن يكون لها تبعات على الدولة الوطنية، فلن تتفكك الدول كما تفككت يوغوسلافيا من قبل.

الذي لم يتناوله الكثيرون حتى الآن هو مدى حرية الحركة السياسية التي ستتمتع بها الآن بريطانيا في التعامل مع بقية دول العالم، بعيدا عن دول الاتحاد الأوروبي السبع والعشرين، وخصوصا مع حليفتها التاريخية الولايات المتحدة الأميركية.

بريطانيا سترتبط أكثر بالولايات المتحدة، ويرى البريطانيون أن ما يجمعهم بأميركا من ثقافة ولغة قبل المصالح العظيمة أكثر مما يجمع بريطانيا ببلغاريا أو اليونان أو قبرص أو رومانيا.

ولجماعتنا في العالم العربي أقول: لو انتظرت مارغريت تاتشر قرارا من الاتحاد الأوروبي للدخول مع أميركا في حرب تحرير الكويت عام 1991، لبقيت الكويت محتلة حتى الآن.

الاتحاد الأوروبي كائن سياسي جذاب، ولكن عمليا هو ناٍد جيد، ولن يكون منظومة دفاعية أو عسكرية جادة في يوم من الأيام.

لا أفضل المبالغة فيما حدث، فالطلاق بين بريطانيا وأوروبا كان موجودا عمليا وسابقا. وما رأيناه كان عملية مبالغا فيها إعلاميا لإشهار هذا الطلاق، حدثت في أسبوع كان يتسم أصلا بأحداث سياسية مملة جعلت من التصويت (الطلاق) الحدث الأهم والأكثر جاذبية!

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بريطانيا  إشهار طلاق مبالغ فية بريطانيا  إشهار طلاق مبالغ فية



GMT 22:50 2021 الإثنين ,05 إبريل / نيسان

منافسة أم حرب باردة؟

GMT 18:59 2021 الإثنين ,22 آذار/ مارس

هل أُغلقت أبواب واشنطن؟

GMT 23:34 2021 الإثنين ,15 آذار/ مارس

عشر سنوات من العقل المعطل

GMT 21:16 2021 الثلاثاء ,09 آذار/ مارس

جماعة «أزيدك من الشِّعر بيتاً»

GMT 14:18 2021 الإثنين ,01 آذار/ مارس

استيعاب إدارة بايدن

GMT 10:56 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

يسود الوفاق أجواء الأسبوع الاول من الشهر

GMT 01:10 2016 الجمعة ,30 كانون الأول / ديسمبر

ريهام إبراهيم سعيدة بمسيرتها المهنية في الإعلام

GMT 13:09 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يُعرب عن أمله في تحقيق بطولة رفقة "ليفربول"

GMT 09:18 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أمير منطقة جازان يتبرع بمليون ريال لجائزة جازان للتفوق

GMT 22:51 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

أمير الكويت يؤكد علي أهمية الاقتصاد وتنويع الدخل

GMT 16:38 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

بروسيا دورتموند يستعيد جهود ريوس قبل مواجهة شتوتجارت

GMT 18:36 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

استوحي إطلالتك السواريه بالدانتيل من وحي مدونات الخليج

GMT 09:59 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

طرق الحصول على مكياج عيون برونزي مع الأيلاينر

GMT 09:18 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

بن عبدالعزيز يعزي أسرة القواسمة بمحافظة أبو عريش

GMT 19:18 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

الإسباني إيسكو يرُد على اتهامه بزيادة الوزن
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria