حركة رجولة
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

حركة رجولة

حركة رجولة

 الجزائر اليوم -

حركة رجولة

بقلم : مأمون فندي

في الغرب، هناك حركة نسوية قوية. أما في مصر، فنحن نحتاج «حركة رجولة» بعد ما شهدنا ردة فعل مجتمع بأسره على تعرية سيدة قبطية في محافظة المنيا، وسحلها. وهنا أنا جاد جًدا في الدعوة لـ«حركة رجولة»، على غرار الحركة التي قادها الشاعر الأميركي روبرت بلاي (المولود عام 1926 في ولاية منسوتا الأميركية)، مؤلف كتاب Iron John: a book about men، في سبعينات القرن الماضي، تلك الحركة التي تستلهم أعمال عالم النفس السويسري كارل يونج، والتي تدعي أن الرجولة مكون كامن في اللاوعي، في الظلال المظلمة، ويجب أن نستخرجها للقيام بدورنا كرجال وكآباء تقع عليهم مسؤوليات، وليس مجرد ذكور كذكور الوعل.

لدينا في العالم العربي عموما، ومصر خصوصا، ممارسات ومؤشرات للذكورة، من سلوكيات بيولوجية كالتحرش والبلطجة، ولكنا لدينا شّح شديد في قيم الرجولة (الشهامة والفروسية ونصرة المظلوم...إلخ) التي تحتاج إلى تنظير جديد في عالم يتمتع بالسيولة، وتختلط فيه ميوعة الرجال بما يشبه سلوك الإناث، ولا أقول النساء.

نحتاج إلى شيء أقرب لممارسات الإخوة في دول الخليج، عندما يذهبون إلى البر، أو الخلاء، في تجمع ذكوري، أو في رحلات صيد، ولكنني لا أدعي دراية كاملة بهذه الظاهرة، رغم انخراطي بها أكثر من مرة، إذ لم يتضح لي بعد إن كانت للتأكيد على قيم الرجولة، أم هي مجرد نزهة (picnic) من نوع مختلف، رغم أن مؤشراتها الأولية تعد بداية طيبة لتعلم قيم الرجولة.

فكرة الشاعر الأميركي روبرت بلاي كانت قريبة من فكرة الخروج إلى البر، والتواصل مع الرجل الأول في داخلنا، أو ظلالنا الداخلية على طريقة عالم النفس يونج، وفكرة اللاوعي، ولكنه أضاف إليها منظومة قيمية حاكمة لمعنى الرجولة تقترب مما نتشدق به ­ ولا نراه ­ من القيم العربية، مثل الفروسية والشهامة وغيرها من قيم النبل التي تلوكها الألسنة في أحاديثنا، ولكنها تختفي في لحظات الجد والحاجة. فكرة التعرف على ظلالنا ليست فكرة يونج فقط، ولكنها أيًضا ذكرت في القرآن الكريم، رغم أن معظم تفسيرات الآية كانت حرفية إلى حّد كبير. يقول تعالى في سورة الرعد (الآية 15): «ولله يسجد من في السموات والأرض، طوعا وكرها، وظلالهم بالغدو والآصال».

الظلال هنا في معناها الأعمق هي مستوى من مستويات الوعي التي شرحها يونج، وبالتالي تأخذ الآية أعماقا وأبعادا أخرى. والله أعلم. المهم أن فكرة الرجولة أيًضا لها أعماقها الحضارية والفلسفية التي تأخذنا من عالم القوة الغشيمة والبلطجة إلى عالم قيم الرجولة.

ما يؤلمني، كرجل صعيدي، في حادثة تعرية سيدة متقدمة في العمر، في شوارع محافظة من محافظات الصعيد، أن ما تبقى من شيم المجتمع الصعيدي ذي النخوة كاد يذوب، أو يتحلل، مع الوقت. كان المصريون يرون في الصعيد خزانا لقيم الرجولة، وحادثة المنيا هزت قناعة وطنية فيما يخص قيم الفروسية والنبل والشرف.

هناك أسئلة كبرى تخص النقد الحضاري بمعناه العميق، أو السوسيولوجي الاجتماعي الذي طرحه الدكتور جلال أمين في كتابه «ماذا حدث للمصريين؟»

هذه ليست حادثة التعرية الوحيدة التي حدثت لامرأة مصرية، فقد كتبت مقالا منذ خمس سنوات في هذه الصحيفة، بعنوان «من الذي تعرى في مصر؟»، («الشرق الأوسط»، 25 ديسمبر (كانون الأول)، 2011). إذ وصمها المجتمع بأوصاف لا يليق ذكرها هنا، وتحدثت التلفزة عن ألوان ملابسها الداخلية بلا حياء. مجتمع يلوم الضحية، لا الجلاد. النقطة هنا ليست إنتاج الظلم، بل وجود شهية لدى المجتمع لتقبل ممارسة الظلم على الآخرين. مجتمع قادر فقط على نقد المظلوم، ويصيبه الخرس عند نقد الظالم.

حادثة سيدة المنيا ­ تلك المرأة التي لو رأيت صورتها، خلتها خارجة لتوها من أحد معابد أبيدوس الفرعونية القديمة، بسبب الملامح وصرامة عظام الوجه ­ كلها تكشف أننا أمام ثقافة تتعرى كما البصلة، رقيقة تلو الأخرى، وكاد يصل التعري إلى الجوهر.

ينتقد بعض المصريين ما يسمونه الديكتاتورية السياسية في مجتمعهم، ولكن حتى الديكتاتورية كنظام سياسي لها أصول يكون فيها النظام حاميا للشرف الوطني، أو ملتحفا بقيم الشرف. الديكتاتورية ليست شرا مطلقا ما دامت مصنوعة حسب معايير «الديكتاتوريات المحترمة»، إذ يبدو أننا أصبحنا عارا على الديكتاتورية نفسها.

حركة الرجولة التي أدعو إليها هنا لا تنتمي إلى نظام سياسي بعينه (ديمقراطي، أو ديكتاتوري، أو مشيخة)، إنما هي حركة تدعو إلى قيم الشرف والمسؤولية الاجتماعية التي يبدو أنها باتت تتلاشى من بين أيدينا كالرمال، قيم تحتاج إلى تنظير جديد حول ثقافاتنا الوطنية.

يتحدث المصريون عن حركة البناء في المجتمع، من كباٍر وطرق وعمارات، ولكن الذي نحتاجه الآن هو إعادة بناء الشخصية المصرية. يجب علينا أولا تتبع تاريخ الشخصية المصرية، وقيمها الاجتماعية التي تمثل الأسمنت الذي حافظ على حضارة متماسكة عبر آلاف السنين. وإذا ما فّك هذا الأسمنت تماما، فنحن أمام حالة انهيار المجتمع قبل انهيار الدولة، وذلك لعمري خطب جلل. إن خروج الجانب المظلم في الثقافة المصرية إلى السطح بهذا الفجور الذي يدعو عشرات من الذكور، في المنيا لتعرية سيدة قبطية متقدمة في السن، لهو أمر خطير يتطلب وقفة مع النفس، من أعلى قيادة إلى أصغر عاقل في هذا الوطن. في حالة سيدة المنيا، نظرت إلى الجبن فوجدته يشبهنا تماما، لذا أدعو إلى «حركة رجولة».

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حركة رجولة حركة رجولة



GMT 22:50 2021 الإثنين ,05 إبريل / نيسان

منافسة أم حرب باردة؟

GMT 18:59 2021 الإثنين ,22 آذار/ مارس

هل أُغلقت أبواب واشنطن؟

GMT 23:34 2021 الإثنين ,15 آذار/ مارس

عشر سنوات من العقل المعطل

GMT 21:16 2021 الثلاثاء ,09 آذار/ مارس

جماعة «أزيدك من الشِّعر بيتاً»

GMT 14:18 2021 الإثنين ,01 آذار/ مارس

استيعاب إدارة بايدن

GMT 18:36 2014 الأربعاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

"بروزي" تطلق معاطف شتوية تمنح الرجال أناقة وجاذبية

GMT 08:00 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

أكثر من 120 شركة تطرح فرص وظيفية في معرض وظائف 2018

GMT 11:26 2018 الأحد ,03 حزيران / يونيو

"جورجيا" وجهة سياحية مثالية للاستمتاع بالثلوج

GMT 21:28 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

المطربة اللبنانية هيفاء وهبي تستعد لإطلاق أغنية " توتة"

GMT 23:02 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

سيف الحشان يطلب عدم الاستمرار مع القادسية

GMT 13:07 2015 الخميس ,31 كانون الأول / ديسمبر

العثور على حيوان برمائي نادر في كهف بالصين

GMT 03:21 2019 الأحد ,23 حزيران / يونيو

مرسيدس تؤكد استدعاء 60 ألف سيارة من طراز واحد

GMT 11:10 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يدرس بيع الكرواتي كوفاسيتش في مزاد

GMT 22:20 2018 الأربعاء ,09 أيار / مايو

ساعة من "شوبارد" تعكس بريق الألماس كحبات الثلج
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria