بقلم : جهاد الخازن
ثمة تقليد غربي قديم عندما تقترب سنة من نهايتها هو نشر بعض الصحف الكبرى ومراكز الأبحاث قائمة بأهم كتب صدرت خلال السنة. 2017 تقترب من نهايتها وعندي قوائم بأهم كتب صادرة عن «نيويورك تايمز» و «واشنطن بوست» و «لوس أنجليس تايمز»، أي أهم ثلاث صحف أميركية، مع كتب أخرى سجلتها «الغارديان» اللندنية، ومثلها من مصادر أخرى.
الخلافات بين الأديان التوحيدية الثلاثة لا يمكن تجاهلها، بعضها قديم وبعضها حديث، لكن أبدأ بكتاب عنوانه «عيد الميلاد والقرآن» من تأليف كارل جوزف كوشل فهو يركز على الإيجابيات في القرآن الكريم عن عيسى ومريم اللذين يرفعهما الإسلام إلى مرتبة القداسة.
أنتقل إلى كتاب آخر هو «عجب أو إعجاب وراء الإيمان» من تأليف نافيد كرماني وهو مسلم إيراني- ألماني. الكتاب يضم رسوماً مذهلة ونصاً جميلاً، لكن أتوقف منه عند فصل يحكي قصة الأب باولو دال أوغليو الذي أعاد في ثمانينات القرن الماضي تأسيس دير مار موسى في سورية، وكان يصوم رمضان مع المسلمين ويدعوهم إلى ديره حيث يرحب بهم ويستضيفهم. الأب باولو انتصر للمعارضة على النظام بعد 2011، وهو ذهب إلى الرقة وانقطعت أخباره بعد ذلك.
أنتقل إلى الميديا الأميركية وأفضل كتب 2017، وأختصر لضيق المساحة المتاحة.
أفضل عشرة كتب اختارتها «نيويورك تايمز» هي على التوالي «الخريف» من تأليف آلي سميث ويتحدث عن صداقة نادرة بين مؤلف أغانٍ مسنّ وصغير لأم لا زوج لها، والقصة تمر ذهاباً وإياباً عبر أربعة عقود. بعده «الذهاب إلى الغرب» من تأليف محسن حميد، والقصة تبدأ بزوجين يفران من حرب أهلية في بلدهما وتتطور إلى بحث في التأمل وعلم النفس في الغرب. الثالث هو «باشنكو» من تأليف مين جين لي، والعرض القصير يقول أن المؤلفة مذهلة وهي تتحدث عن أربعة أجيال من أسرتها الكورية أثناء الاحتلال الياباني. يتبع ذلك كتاب «السلطة»، أو القوة، من تأليف نعومي الدرمان ويتحدث عن تصوّر المؤلفة تاريخ بلادها وحروبها وسياستها، ثم تعقيدها مع ظهور «قوة كهربائية» تملكها النساء تغير ديناميكية الجنسين عبر القارة كلها. الكتاب التالي هو «غَنِّ يا من لست في القبور غَنِّ» من تأليف ياسمين وارد الذي يعود إلى البلدة الخرافية «بوا سوفاج» ويتحدث عن ناس عاديين مثل فقراء في الريف، وآخرين يتعاطون المخدرات، وغيرهم من إنتاج نظام العدالة المختص بالجرائم. ريتشارد بروم له كتاب عنوانه طويل هو «تطور الجمال. كيف أن نظرية داروين المنسية عن اختيار شريك (الحياة) رسمت عالم الحيوان ورسمتنا». الكتاب في معظمه عن الطيور إلا أنه ينتصر للنساء ويشرح نظرية داروين عن اختيار شريك من الجنس الآخر. الكتاب التاسع هو «غرانت» من تأليف رون تشيرنو ويتحدث عن حياة يوليسيس غرانت ويسجل له إنجازات تجاهلها، أو غفل عنها، المؤرخون. الكتاب الأخير هو «قديسون لكل المناسبات» من تأليف ج. كورتني ساليفان ويتحدث عن كاثوليك إيرلنديين ينتقلون إلى بوسطن ويتعاطون الخمر كما أنهم على نزاع مع الكنيسة.
أختار من «واشنطن بوست» أول ثلاثة كتب في قائمتها بدءاً بالكتاب «تصرّف» (بمعنى التصرف) من تأليف روبرت سابولسكي، وهو عن الطبيعة البشرية والقارئ يجب أن يكون له اختصاص في الموضوع. الثاني هو «المستقبل هو التاريخ» من تأليف ماشا غيسين وهو تاريخ فكري عن روسيا عبر العقود الأربعة الأخيرة. الثالث هو «سجن أهلك: الجريمة والعقاب في أميركا السوداء» من تأليف جيمس فورمان الابن، ويتحدث كيف أن جيلاً من موظفي الدولة، من المسؤولين السود، واجهوا مشكلات العنف والمخدرات في العاصمة واشنطن.
وكما توقعت ضاق المجال، والكتب من «لوس أنجليس تايمز» لا تضم كتاباً واحداً من الكتب التي سبق أن عرضتها إلا أنني أنصح كل قارئ قادر أن يحاول الحصول على بعضها، فكلها مفيد.