الدول اليتيمة وتهديد النظام العالمي
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

الدول اليتيمة وتهديد النظام العالمي

الدول اليتيمة وتهديد النظام العالمي

 الجزائر اليوم -

الدول اليتيمة وتهديد النظام العالمي

أمير طاهري
بقلم - أمير طاهري

هل تذكر عبارة «تذكر ما جرى في الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) »، تلك العبارة الشائعة التي نظر إليها البعض باعتبارها دعوة للاستيقاظ من عالم راح في حالة سبات عميق على غرار تلك التي صورها كتاب «نهاية التاريخ»؟
قبل ثلاثة عقود من اليوم، شكلت الاعتداءات الإرهابية على نيويورك وواشنطن تهديداً للنظام العالمي الجديد. وكان على رأس الاهتمامات الدولية ذلك التهديد الذي تمثله الجماعات غير التابعة لدول واستيلاؤها على الأراضي لاستخدامها كقاعدة لتعزيز الأهداف الآيديولوجية من خلال الإرهاب والحرب.
على الرغم من سماته الجديدة، فقد استدعى الهجوم على الولايات المتحدة نموذجاً استخدمته الحركات الآيديولوجية الأخرى، سواء على نطاق صغير أو كبير. بمعنى آخر، جرى بناء كل من الاتحاد السوفياتي وألمانيا النازية على نموذج يرفض مفهوم الدولة القومية بحسب المفهوم الذي طورته معاهدات «ويستفاليا» في القرن السابع عشر. لم يستطع «الرايخ الثالث» (الامبراطورية الألمانية الثالثة) والاتحاد السوفياتي التصرف كدول قومية طبيعية تهتم بالمصالح الطبيعية للدول مثل الأمن والتجارة والوصول إلى الأسواق والموارد والتبادل الثقافي. كان اهتمامها الأساسي هو «تصدير» شعارها الآيديولوجي عن طريق الحرب إذا لزم الأمر.
اعتبر لينين، مؤسس الاتحاد السوفياتي، روسيا مجرد «قاعدة للثورة البروليتارية العالمية» حتى أنه كان على استعداد لقبول خسارة ممتلكات روسيا في أوروبا من خلال معاهدة «بريست ليتوفسك» من أجل تأمين القاعدة التي اكتسبها في «بتروغراد» وموسكو. وجادل لينين في كتابه «الدولة والثورة» بأن الدولة لا معنى لها إلا كوسيلة للثورة باسم البروليتاريا. وبالنسبة لهتلر أيضاً، كانت ألمانيا مفهوماً مجرداً أكثر من كونها حقيقة واقعة الآن وقاعدة لغزو العالم باسم «هيرينفورك» وتعني العرق الرئيسي.
قدمت الجماعة التي نفذت اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) في الولايات المتحدة نفس المفهوم الفكري. لم يكن هدفهم الاستيلاء على أراضٍ في الولايات المتحدة بل الترويج لشعارهم الآيديولوجي. كان مقر المجموعة التي خططت للهجمات في الأصل في أفغانستان، لكنها أُجبرت على مغادرة أفغانستان وانتقلت إلى السودان حيث حظيت بالترحيب لسنوات. وبعد أن أُجبرت على الخروج من السودان، انتقلت إلى أفغانستان. وفي كلتا الحالتين تعاملت مع أفغانستان والسودان باعتبارهما مجرد قطع من الأرض «لتصدير» شعارها التجاري الآيديولوجي.
كان استخدام قطعة من الأرض كقاعدة آيديولوجية، وليس كنواة للدولة بالمعنى الطبيعي للمصطلح، نموذجاً للعديد من الجماعات العابرة للدول في جميع أنحاء العالم.
والمثال الأكثر أهمية هو انتصار «فدائيي الإسلام» في إيران عام 1979. ففي عشرات الخطب، أوضح زعيم الثورة آية الله الخميني أنه غير مقيد بالحدود الوطنية. فقد أراد إيران لثورته وليس العكس، وكان الهدف، وما تبقى من ورثته، غزو العالم كله بدءاً من الدول الإسلامية بغرض نشر شعاره الآيديولوجي.
أنشأ لينين «الكومنترن»، وتعني الشيوعية الدولية، بغرض تصدير ثورته. وكان هتلر يلعب دور «المنسق» مع الأحزاب الفاشية في أكثر من اثنتي عشرة دولة في أوروبا وأميركا الجنوبية وحتى في إيران في الثلاثينات. أنشأ الخميني مكتباً لتصدير ثورته برئاسة حجة الإسلام هادي خسروشاهيان، فيما أنشأ حجة الإسلام هادي غفاري «حزب الله» الذي أسس فروعاً في 17 دولة، أبرزها لبنان والعراق، واليمن.
تلك الآيديولوجيا، وليس الأرض، هي العامل الرئيسي لمعظم الجماعات المماثلة، وهو ما يتضح من تجربة مجموعات حرب العصابات الماركسية في أميركا اللاتينية وأفريقيا بين حقبة الستينات ونهاية القرن الماضي. وفي وقت من الأوقات، قاتل مقاتلو أميركا اللاتينية في ظفار (عمان) وإثيوبيا والصومال.
ومع ذلك، في العقدين الماضيين، تم استخدام النموذج في الغالب من قبل الجماعات التي تستخدم الإسلام أو تسيء استخدامه كآيديولوجيا. فبعد طردهم من أفغانستان، انتقل عناصر حركة طالبان إلى الأراضي الباكستانية الوعرة في وادي سوات وبلوشستان والقرى في شرق إيران.
أيضاً بعد طرده من أفغانستان، انتقل تنظيم «القاعدة» إلى باكستان ثم أنشأ فروعاً في العراق. وبالاشتراك مع الجماعات المماثلة، تمكن تنظيم «القاعدة» من إقامة «الدولة الإسلامية» في أجزاء من الأراضي العراقية والسورية. ولإثبات أن الآيديولوجيا وليس الموقع هو ما يهم، أنشأت الجماعة لاحقاً فروعاً في شمال وغرب أفريقيا، لا سيما في ليبيا والساحل. كان للجماعة المعروفة باسم «بوكو حرام» مسار مماثل بدأ في نيجيريا لكنه امتد الآن إلى نصف دزينة من دول غرب أفريقيا وبات لها فروع حتى في تشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى.
بغض النظر عن الاختلافات الواضحة بين أنظمة المعتقدات والخطاب، فإن جميع الحركات التي تحركها الآيديولوجيا بدءاً من لينين وهتلر وانتهاء بالخميني وأبو بكر البغدادي تهدف إلى استبدال الإنسان الآيديولوجي بالإنسان البيولوجي ظاهرياً لاستكمال عمل الطبيعة أو العناية الإلهية.
قبل وقت طويل من مجيء الخميني والملا عمر وأسامة بن لادن، قدمت الثورة الإسلامية بقيادة أخوند سوات في «باشتونستان» والملا حسن في الصومال، نماذج لاستخدام الأراضي كمنصة انطلاق للآيديولوجية.
في هذا السياق، ليس من المستغرب أن تطرح وسائل الإعلام الرسمية في الجمهورية الإيرانية الأزمة الحالية في لبنان على أنها صراع بين الشعار الثوري الخميني من جهة، وتحالف القوى «المتغطرسة» بقيادة الولايات المتحدة من جهة أخرى.
تصف صحيفة «كيهان» اليومية، التي يُفترض أنها تعكس وجهات نظر كبار صانعي القرار في طهران، لبنان بأنه «ملجأ خط المواجهة» للثورة الخمينية مع وجود الفرع المحلي لـ«حزب الله» كوحدة أمامية، وهو ما يمثل تحريفاً لدور كل من الدين والدولة.


ثمة حقيقة هي أن لبنان ليس مجرد قطعة أرض أخرى تستخدم كنقطة انطلاق للفتوحات الآيديولوجية. يشترك لبنان في بعض الميزات مع البلدان التي وقعت في أيدي المجانين على اختلاف مشاربهم. فقد استولى لينين على السلطة في دولة روسية باتت يتيمة مع سقوط الدولة القيصرية، فيما ورث هتلر الدولة اليتيمة التي خلفتها جمهورية «فايمار» الفاشلة، ووصل الخميني إلى السلطة عندما غادر الشاه إيران كدولة يتيمة. وأفغانستان بعد سقوط النظام الشيوعي، والعراق بعد صدام حسين وليبيا بعد معمر القذافي جميعها كانت أمثلة أخرى على الدول اليتيمة التي خلقت فراغات ملأتها الجماعات الإرهابية الآيديولوجية.


للوهلة الأولى، قد يبدو المصير نفسه وكأنه يهدد لبنان، ويبدو أن دولة يقودها نخب فقدت مصداقيتها على وشك الانهيار في ظل جماعة مسلحة مدعومة من إيران تستعد للسيطرة كما فعلت طالبان في أفغانستان بدعم باكستاني.
لحسن الحظ، لم يتم إغلاق جميع الخيارات أمام لبنان بعد، وهناك حديث عن «وصاية» دولية بقيادة فرنسا، وهو خيار غير عملي في رأيي. هناك أيضاً حديث عن سيادة إيرانية أكثر مباشرة، وهو أمر من الحماقة أن تحاول فيه طهران الغارقة في مشاكلها الخاصة. الخيار الثالث هو إعادة السيادة للشعب اللبناني، وهو ما يعني مساعدة الأسرة اليتيمة على التحكم في مصيرها.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدول اليتيمة وتهديد النظام العالمي الدول اليتيمة وتهديد النظام العالمي



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 13:28 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 11:37 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 21

GMT 06:44 2015 الثلاثاء ,29 أيلول / سبتمبر

نجاح محمد الصيعري مع فريق "هجر" يحرج إدارة "الاتحاد"

GMT 18:15 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

دينا الشربيني تتحدث عن حياتها الشخصية مع غادة عادل

GMT 06:33 2016 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

تحديثات كبيرة على "تويوتا" راف 4 الهجين

GMT 01:21 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب وبوتين يتفقان على استبعاد الحل العسكري في سورية

GMT 02:39 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أبو الدنين يكشف عن إكسسوارات مميّزة في أستديو "الخزانة"

GMT 10:29 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

رومانسية سمية الخشاب وأحمد سعد في جلسة تصوير الزفاف

GMT 02:46 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

السعودية تمنع حفلة شيرين عبدالوهاب في الرياض

GMT 08:52 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

تقييم لأرجوحة سوبرفلكس التي عُرضت في متحف تايت مودرن

GMT 05:18 2017 الأربعاء ,20 أيلول / سبتمبر

تجديد سجن الفنان السوري مصطفى الخاني في دمشق

GMT 03:51 2016 الإثنين ,05 كانون الأول / ديسمبر

"فرزاتشي Versaci" تطلق مجموعتها الجديدة لعام 2017

GMT 23:41 2014 الثلاثاء ,23 أيلول / سبتمبر

"بن عمار" تشارك في مهرجان الربيع العربي بـ"سنديانة"

GMT 01:54 2017 الأحد ,22 كانون الثاني / يناير

كاتلين جينر تتألّق في فستان أزرق طويل بكتف واحد

GMT 09:28 2015 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب التركي لكرة القدم يلاقي المنتخب القطري وديًا

GMT 06:11 2015 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمطار تنعش الحركة الزراعية في المدينة المنورة
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria