إيران والولايات المتحدة وتبادل الأدوار
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

إيران والولايات المتحدة وتبادل الأدوار

إيران والولايات المتحدة وتبادل الأدوار

 الجزائر اليوم -

إيران والولايات المتحدة وتبادل الأدوار

بقلم - أمير طاهري

بعد أيام قليلة من إعادة تفعيل العقوبات الاقتصادية الأميركية على الجمهورية الإسلامية في إيران، فإن النغمة السياسية السائدة هناك عبارة عن مزيج من التهليل الباعث على الابتهاج المضمخ بالتحدي الموجع والموجّه إلى التغطية والتعمية المعهودة إثر الفشل الذريع المتكرر في الخروج بردة فعل إيجابية وذات مصداقية من جانب السلطات.
كان المرشد الإيراني علي خامنئي قد رحب ضمنياً بعودة العقوبات الأميركية على بلاده على أمل أن تسهم في ترسيخ الدعم لسياسة اقتصاد المقاومة التي استلهمها من سياسة جوتشيه: (الاعتماد الذاتي) لدى كوريا الشمالية والتي تستفيد إيران بموجبها من فترة ممتدة من العزلة الدولية بغية تشديد قبضتها على البلاد.
وعلى الطرف الآخر من الطيف السياسي في إيران نجد الرئيس حسن روحاني، معلقاً جُلّ آماله على إضعاف إدارة الرئيس دونالد ترمب إثر انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأميركي والشروع في الحملة الرئاسية المقبلة في الولايات المتحدة.
وفي الأثناء ذاتها، أبقى الرئيس روحاني الباب موارباً لإجراء المحادثات مع الولايات المتحدة على أمل نجاح المعسكر الديمقراطي الأميركي في دخول البيت الأبيض بحلول عام 2020.
ومن خلال إحلال الولايات المتحدة محل الشاغل الأَولى باهتمام الزعيمين الإيرانيين فإنهما يقعان معاً في نفس الفخ ولكن من زوايا مختلفة.
يرى خامنئي أن النجاح الكبير لسياسات «الاعتماد الذاتي والمقاومة» خاصته يكمن في مواصلة تحدي الولايات المتحدة بصرف النظر تماماً عما يجلبه هذا الموقف المتصلب من تكاليف باهظة على إيران، ولعله يواصل الصلاة في خفاء وسرّية بألا ينقضي الصراع الإيراني مع الشيطان الأكبر على الإطلاق.
وتُذكرني سياسات خامنئي بالحشرة التي، في رواية من روايات فولتير القصيرة، أصابها الجنون بحركة عقارب ساعة الحائط فقررت من دون تفكير مسبق الاندفاع لاختراق آلية الساعة الكبيرة التي لا تعرف عنها شيئاً البتة. وعلى الرغم من أن الاندفاع الانتحاري للحشرة الحمقاء قد أسفر عن مصرعها الأكيد، فإن زعيم سياسات (جوتشيه) الإيراني لديه مساحة هائلة من الوقت للمناورة والاستمرار.
ويقع روحاني في نفس الخطأ القاتل من اعتبار الولايات المتحدة مركز الحياة السياسية في إيران من خلال ربط كل شيء في البلاد بالدورة الانتخابية الأميركية.
وهو في ذلك يُذكّرني أيضاً بالعنزة، في إحدى القصائد الفارسية الساخرة، والتي شارفت على الموت جوعاً غير أنها بدلاً من البحث عن الطعام استكانت لهدهدة راعيها وغنائه الرخيم حيث يقول: «لا تموتي يا صغيرتي، فالربيع قادم، ولسوف تنعمين بالطعام والشراب عما قريب».
ولا يدرك خامنئي، أو لعله لا يريد الإقرار بأن الاقتصاد الإيراني في حالة فوضى عارمة بسبب آيديولوجيا نظامه الحاكم العجيبة والتخبط، وعدم الكفاءة، والفساد الذي يطال النخبة المسؤولة الحاكمة في البلاد، وليس بسبب أي حزمة من حزم العقوبات الأجنبية على بلاده في المقام الأول.
كانت أخطر حزمة من العقوبات الأميركية قد فُرضت على البلاد إبان إدارة الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون في تسعينات القرن الماضي، بعد أن عرّف العالم بشأن مخططات إيران السرية لتطوير القدرات النووية ذات الصبغة العسكرية.
وهذا يعني أن الجمهورية الإسلامية كانت بالفعل في فسحة من الزمن تبلغ أكثر من عشر سنوات كاملة دون ما وصفه الرئيس كلينتون آنذاك بالعقوبات الاقتصادية «المعيقة» لإيران. ومع ذلك، وبفضل التخبط، وعدم الكفاءة، والفساد الإيراني، بالإضافة إلى الحرب الطويلة المتعمَّدة ضد العراق، فشلت الجمهورية الإسلامية في إنشاء مؤسسات الحكم اللازمة المعنية بالتنمية الاقتصادية الحقيقية.
ويرجع الفشل الاقتصادي الإيراني، ولا يزال مستمراً، بدرجة كبيرة إلى التناقضات الذاتية الخاصة التي لا يمثل الولع والافتتان بكراهية الولايات المتحدة فيها إلا جانباً واحداً من جوانب الأزمة.
ويصر الرئيس روحاني على حفر فجوة كبيرة وعميقة من خلال جعل قضية إيران الأولى حبيسة التنابز بين «الحزب الجمهوري ضد الحزب الديمقراطي»، وهي المعنية بالسياسات الداخلية الأميركية وليست الإيرانية بحال.
حتى في ذلك الحين، فهو يخطئ حين الاعتقاد بأن الديمقراطيين أكثر ليونة من الجمهوريين عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع الجمهورية الإسلامية. منذ نوفمبر (تشرين الثاني) لعام 1979، عندما احتل الطلاب الخمينيون مبنى السفارة الأميركية في طهران، فرضت الإدارات الأميركية المتعاقبة ما مجموعه 35 جولة من العقوبات على إيران، كان من بينها 11 جولة فقط من قبل الرؤساء الجمهوريين للولايات المتحدة. ومن بين 24 جولة للرؤساء الديمقراطيين، هناك 14 جولة في عهد الرئيس باراك أوباما الذي، على غرار بيل كلينتون من قبله، قد أعرب عن تعاطف عجيب مع نظام حكم الخميني في إيران. ولقد اعتذر كلينتون إلى الملالي عن «أخطاء الماضي» غير أنه وقّع على وثائق العقوبات الاقتصادية رغم ذلك. وكان باراك أوباما على استعداد لتعليق العقوبات المعيقة، ولكنه أبقى عليها مدلاة كسيف دموقليس الأسطوري على رأس إيران. كما أنه أشرف على تهريب الأموال إلى طهران لمساعدة رجال الدين هناك على سداد رواتب الجيش، ولكنه في نفس الوقت «نظّم» وصول إيران إلى أرباحها النفطية.
أما دونالد ترمب فلم يفرض على إيران أي عقوبات جديدة. كل ما فعله هو إعادة فرض العقوبات التي أقرها، ثم تجاهلها، سلفه بشكل متقطع. غير أن هناك فرقاً كبيراً ومعتبراً هذه المرة.
بعد عام 1979، عندما فُرضت الحزمة الأولى من العقوبات على إيران من قبل إدارة الرئيس كارتر، نجحت طهران في إنشاء شبكة معقدة من الاتصالات بهدف الالتفاف على العقوبات. وفي عهد الرئيس محمود أحمدي نجاد، كانت بنية نظام خرق العقوبات الأميركية من الموثوقية بدرجة سمحت للجمهورية الإسلامية بتجاهل العديد من التدابير العقابية التي اتخذتها الولايات المتحدة وحلفائها.
ويتمثل الفرق المشهود راهناً في أن إدارة الرئيس ترمب قد حصلت على دراية كاملة تقريباً بشبكة خرق العقوبات المفروضة على إيران والتي تضم أكثر من 700 شخصية وشركة ومصرف، وطائرات وناقلات وسفناً ترفع أعلام دولاً مختلفة في 30 دولة بمنطقة الشرق الأوسط، وآسيا، وأوروبا، وأميركا اللاتينية، وحتى في الولايات المتحدة ذاتها.
كما قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، مصرحاً لغرفة التجارة الإيرانية: «لقد تمكنت الولايات المتحدة من الوقوف على كل نقاط التنفس لدينا ويمكنها اتخاذ الإجراءات لخنقها».
دائماً ما كان الفصيل الموالي للديمقراطيين الأميركيين داخل الزمرة الخمينية الحاكمة يؤكد أن الرؤساء الأميركيين الديمقراطيين المتعاقبين، من بيل كلينتون حتى باراك أوباما، كانوا يوافقون على فرض العقوبات المعادية لإيران لاسترضاء وإسكات اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، ولكنهم تجاهلوا من الناحية الفعلية عمليات خرق العقوبات التي كانت تمارسها إيران وذلك لأنهم - في صميم قلوبهم - يتعاطفون مع «جهاد الجمهورية الإسلامية ضد القوة العظمى المتنمرة»!
ورغم ذلك، لا يمكن الاشتباه في أن الرئيس ترمب يحمل آثار مثل هذا التعاطف من قريب أو بعيد، وذلك بفضل المعلومات التي توافرت لديه بشأن عمليات خرق العقوبات التي كانت تمارسها إيران بانتظام، مما يجعله في وضعية تمكّنه من تحويل الحياة إلى جحيم لا يُطاق على القيادة الخمينية في طهران.
أعربت إيران عن بهجتها وسرورها لاستثناء ثماني دول من قائمة الحظر المفروض على استيراد النفط الإيراني شريطة إيداع الأرباح الإيرانية عن ذلك في «حساب الضمان المعلق» الذي يُستخدم لواردات المواد الغذائية والإنسانية فقط، وهي الخطة التي يمكن أن تتحول بمرور الوقت إلى نسخة معدلة من خطة «النفط مقابل الغذاء» العراقية التي ذاع صيتها في السنوات الأخيرة من حكم صدام حسين للعراق.
تُجري سويسرا، التي تمثل المصالح الإيرانية الآن في الولايات المتحدة، محادثات حالياً مع إدارة الرئيس ترمب بشأن الحصول على استثناءات مماثلة لبعض الشركات التي يمكن السماح لها بإجراء بعض المعاملات التجارية مع إيران، شريطة عدم السماح لطهران بإنفاق الأموال كما يحلو لها.
وبعد مرور ما يقرب من أربعة عقود على استيلاء تلامذة الخميني على مبنى السفارة الأميركية واحتجاز الدبلوماسيين رهائن لديهم صارت الجمهورية الإسلامية بأسرها «رهينة الشيطان الأميركي الأكبر}، ويا لها من مفارقة!

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران والولايات المتحدة وتبادل الأدوار إيران والولايات المتحدة وتبادل الأدوار



GMT 08:31 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

موازين القوى والمأساة الفلسطينية

GMT 08:29 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

ترامب يدّعي نجاحاً لم يحصل

GMT 08:24 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

فلسطين وإسرائيل بين دبلوماسيتين!

GMT 08:23 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

أزمة الثورة الإيرانية

GMT 00:16 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

صيحة جديدة من مكياج "المونوكروم" لموسم خريف 2017

GMT 17:51 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

اختيار تامر شلتوت سفيرًا للسلام في مهرجان ابن بطوطة الدولي

GMT 14:53 2018 السبت ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعب سلة الأهلي يواصل برنامجه التأهيلي في الفريق

GMT 11:36 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 20

GMT 21:44 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

خطوات ترتيب المطبخ وتنظيمه بشكل أنيق

GMT 02:22 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مؤسسات لبنانية تستثمر في إنتاج 2.6 ميغاواط كهرباء من الشمس

GMT 09:16 2013 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

الفراعنة أول من عرفوا السلم الموسيقي

GMT 08:31 2015 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

جامعة بيروجيا إحدى بوابات التعليم للأجانب في إيطاليا

GMT 13:16 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

انطلاق تصوير الجزء الثاني من مسلسل عروس بيروت في تركيا

GMT 19:14 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

علي النمر يبدي سعادته بتحقيق فريقه الانتصار أمام الأهلي

GMT 21:26 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرَّف على أشهر وأفضل 10 مطاعم في تايلاند

GMT 02:15 2018 الأحد ,23 أيلول / سبتمبر

مستحضرات تجميل عليكِ وضعها في الثلاجة

GMT 10:41 2018 الأربعاء ,09 أيار / مايو

أغنية Bella Ciao بشكل جديد بصوت جمهور عربى

GMT 15:32 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

تعليق رحلات طيران الاتحاد بين أبوظبي وطهران

GMT 18:44 2017 الإثنين ,11 أيلول / سبتمبر

منتخب شابات الطائرة يخسر من الصين في بطولة العالم

GMT 07:40 2016 الإثنين ,08 شباط / فبراير

الكُنغر "روجرز" يُبهر الجماهير بعضلات بارزة

GMT 02:52 2017 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

دراسة تكشف أن ثمار المانجو تمنع أمراض القلب

GMT 17:59 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة رئيس جامعة تعز في اليمن من محاولة اغتيال
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria