مصر مخاطر استراتيجية العبوس والانسحاب
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

مصر: مخاطر استراتيجية العبوس والانسحاب

مصر: مخاطر استراتيجية العبوس والانسحاب

 الجزائر اليوم -

مصر مخاطر استراتيجية العبوس والانسحاب

أمير طاهري

هل يحاول الديمقراطيون المصريون ارتكاب كل الأخطاء الممكنة؟ وإذا افترضنا وجود ديمقراطيين من الأساس في هذا البلد الذي خرج مؤخرا من ستة عقود من الديكتاتورية، يبدو أن الجواب سيكون: نعم. جاء الخطأ الأول الذي ارتكبه هؤلاء الديمقراطيون في أوائل عام 2011 عندما عرض نظام مبارك الضعيف الدخول في مفاوضات للاتفاق على المرحلة الانتقالية في البلاد. رفضت الحشود المتجمعة في ميدان التحرير هذه المفاوضات جملة وتفصيلا، رغم أنهم أدركوا في وقت متأخر أنه كان بإمكانهم إملاء شروطهم على الديكتاتور الطاعن في السن الذي كان يبحث عن طريقة مشرفة للخروج من التاريخ. ومن خلال المظاهرات اليومية، استطاع هؤلاء الديمقراطيون تحويل الشوارع إلى الساحة السياسية الرئيسية في مصر، ولكنهم لم يدركوا أن سياسات الشارع تختلف عن السياسات الديمقراطية، وأنه إذا كان من الممكن تحديد مصير البلاد في الشارع، فإنهم لن يكونوا قادرين على مواكبة الموارد التنظيمية الخاصة بالجماعات الإسلامية. وبمجرد الإعلان عن تنحي مبارك، تحرك الديمقراطيون المصريون، أو على الأقل أولئك الذين يصفون أنفسهم بهذا الاسم، نحو اقتراف خطئهم الثاني، الذي جاء هذه المرة عن طريق قطع قنوات الاتصال مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي كان يحاول، في ظل غياب المؤسسات الأخرى، الحفاظ على سفينة الوطن. قامت حشود المواطنين في ميدان التحرير بإبعاد نفسها بصورة منهجية عن السياسات الحقيقية، تاركين الساحة خاوية أمام العسكر وجماعة الإخوان المسلمين، التي ظلت شريكا للمجلس لفترة طويلة قبل أن يتحولا إلى خصوم. وفي الوقت الذي كان فيه الديمقراطيون المصريون يجلسون في مقاهي ضاحية الزمالك عابسي الوجه ويتأوهون، قام العسكر و«الإخوان المسلمون» بكتابة وتنفيذ السيناريو الخاص بهم، حيث تمكنت الجماعة من الحصول على ما يقارب 40 في المائة من أصوات الناخبين في الانتخابات البرلمانية الماضية، بينما تمكنت من اجتذاب ما يزيد على 50 في المائة من الناخبين في الانتخابات الرئاسية، بعد انقسام الأصوات بين مرشح العسكر ومرشح الإسلاميين في الجولة الثانية من الانتخابات. وبعملية حسابية بسيطة، سوف يتضح أنه إذا ما كان معسكر التحرير قد قام بتسمية مرشح يتمتع بمصداقية كبيرة في الانتخابات الرئاسية أو حتى دعم مرشح المجلس العسكري أحمد شفيق، لما كان مرسي قد أصبح رئيسا للجمهورية اليوم. وبمجرد انتهاء الانتخابات الرئاسية، كان يتوجب على هؤلاء الأشخاص، باعتبارهم ديمقراطيين، أن يعترفوا بمرسي رئيسا للبلاد ويعرضوا العمل معه لإدارة المرحلة الانتقالية وصياغة مستقبل البلاد. وبدلا من ذلك، تشبث الديمقراطيون بسياسة العبوس وتوجيه السباب والانتقادات من على الهامش، ولكن الأسوأ من ذلك كان مقاطعتهم للجنة المكلفة بصياغة الدستور الجديد. وليس من المستغرب أن هذه المقاطعة قد أعطت للإسلاميين مطلق الحرية في إصدار هذه الوثيقة الطويلة والمربكة والرجعية للغاية التي ستؤدي إلى خلق المزيد من المشاكل في مصر. ورغم أن المظاهرات والمقاطعة والإضراب عن الطعام والمسيرات الاحتجاجية تعتبر أدوات فعالة في زعزعة استقرار الحكومة أو حتى إقالتها، في بعض الحالات النادرة، فإن الأنظمة الديمقراطية لا يمكن بناؤها بمثل هذه الأساليب. ربما يكون الأمر الأهم من ذلك هو عدم الحاجة لاستخدام مثل هذه الأساليب عندما تكون هناك إمكانية للمشاركة المؤسسية، حيث كان بمقدور الديمقراطيين المصريين المشاركة في الانتخابات البرلمانية والرئاسية، أو حتى شغل مقاعدهم في لجنة صياغة الدستور الجديد. أما الآن، فإذا كان الديمقراطيون المصريون لا يرغبون في تمرير مسودة الدستور التي صاغها مرسي وأصدقاؤه، فيتوجب عليهم محاولة محاربتها باستخدام أسلوب أفضل من أعمال الشغب التي تجري في الشوارع، حيث من الممكن المطالبة بإجراء حوار مع الرئيس للتفاوض على تعديل بعض النصوص. وفي الوقت نفسه، ينبغي عليهم إخبار المصريين بالبنود التي يعترضون عليها وسبب هذا الاعتراض، والنصوص التي يقترحونها بديلا عنها. يعد قول: «لا» أمرا سهلا، وربما يعتبر تكتيكا لا مفر منه إذا ما غابت المساحة المفتوحة أمام النشاط السياسي. ولكن هذه المساحة تتواجد بالفعل في مصر في هذه الآونة، ولذا يجب على هؤلاء الذين يقولون «لا» أن يخبرونا بما يقترحونه بديلا عن ذلك. وعلى النقيض من الديمقراطيين، استوعب الإسلاميون في مصر الدرس جيدا، فلم يعودوا مصرين على الادعاء بأن الأمة الإسلامية ليست في حاجة لدساتير في ظل وجود القرآن الذي يمكن اعتباره دستورا، كما توقفوا عن الزعم بأن «الإسلام هو الحل الوحيد»، بالإضافة إلى تخليهم عن عقود طويلة من المعارضة لإقامة جمهورية على النمط الغربي، بها رئيس منتخب بدلا من خلافة إسلامية يحكمها خليفة. لقد تخلى الإسلاميون أيضا عن الأساليب التي أثبتت فشلها في تقريبهم للسلطة، حيث توقفوا، في الوقت الراهن على الأقل، عن القيام بالاغتيالات، أو الهجمات الانتحارية، أو السيارات المفخخة، أو اختطاف وقتل السياح الأجانب، أو حتى استخدام لباس معين كمظهر من مظاهر الإرهاب البصري. وبعبارة أخرى، قدم الإسلاميون بعض التنازلات أمام الواقع الذي يعيشون فيه، حيث إنهم يدركون جيدا أنهم يتمتعون بقاعدة دعم شعبي متواضعة لن تمكنهم من فرض ذلك النوع من الاستبداد الديني الذي لطالما حلموا به، وهو ما يعد تطورا كبيرا وفرصة لا ينبغي إهدارها. وبطبيعة الحال، قد لا يكون الإسلاميون صادقين في قبولهم لقواعد اللعبة السياسية، فربما يكونون مثل الذئب الذي يرتدي ثوب الحمل، ولكن لا يمكن لأي شخص ديمقراطي الحكم على خصومه استنادا إلى نواياهم المحتملة. لا ينبغي على الديمقراطيين المصريين مقاطعة عملية إقرار الدستور الجديد، حيث إن الإقدام على مثل هذه الخطوة سيكون بمثابة التوقيع على شيك على بياض لصالح الإسلاميين. وفي النظم الديمقراطية، سوف ينجح أي شخص يستطيع إقناع غالبية الناس بانتخابه في إقرار برنامجه الخاص، ولذا، ينبغي على الديمقراطيين المصريين التوحد خلف استراتيجية موحدة لطريقة التعامل مع مسودة الدستور التي أعدتها اللجنة التي انسحبت منها معظم التيارات السياسية. وبالنظر إلى مدى ضعف القاعدة الإسلامية المتشددة، فأنا أعتقد أنه من الممكن إقناع غالبية المصريين برفض المسودة في الاستفتاء الدستوري المزمع. يتوجب على الديمقراطيين الخروج من التحرير والمقاهي والذهاب إلى القرى والعشوائيات والأسواق والمصانع والجامعات والمكاتب لإخبار الناخبين بالآثار التي ستترتب على إقرار مسودة الدستور. ولكن المشكلة الوحيدة الآن هي ضيق الوقت، حيث إن تغيير استراتيجية العبوس والانسحاب واستبدال المشاركة الفعالة والنشطة بها يتطلب وقتا، وهذا هو السبب وراء محاولة مرسي تسريع الأمور، على أمل أن يواصل خصومه اقتراف الأخطاء. نقلاً عن جريدة "الشرق الأوسط"

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر مخاطر استراتيجية العبوس والانسحاب مصر مخاطر استراتيجية العبوس والانسحاب



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 13:28 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 11:37 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 21

GMT 06:44 2015 الثلاثاء ,29 أيلول / سبتمبر

نجاح محمد الصيعري مع فريق "هجر" يحرج إدارة "الاتحاد"

GMT 18:15 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

دينا الشربيني تتحدث عن حياتها الشخصية مع غادة عادل

GMT 06:33 2016 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

تحديثات كبيرة على "تويوتا" راف 4 الهجين

GMT 01:21 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب وبوتين يتفقان على استبعاد الحل العسكري في سورية

GMT 02:39 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أبو الدنين يكشف عن إكسسوارات مميّزة في أستديو "الخزانة"

GMT 10:29 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

رومانسية سمية الخشاب وأحمد سعد في جلسة تصوير الزفاف

GMT 02:46 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

السعودية تمنع حفلة شيرين عبدالوهاب في الرياض

GMT 08:52 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

تقييم لأرجوحة سوبرفلكس التي عُرضت في متحف تايت مودرن

GMT 05:18 2017 الأربعاء ,20 أيلول / سبتمبر

تجديد سجن الفنان السوري مصطفى الخاني في دمشق
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria