هل الأعاصير مؤشر إلى نهاية الأرض
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

هل الأعاصير مؤشر إلى نهاية الأرض؟

هل الأعاصير مؤشر إلى نهاية الأرض؟

 الجزائر اليوم -

هل الأعاصير مؤشر إلى نهاية الأرض

بقلم : غسان الإمام

هاج البحر. فأمر كسرى بجلده مائة جلدة. وما زال أكاسرة الفرس يجلدون البحر منذ 38 سنة. فما نفع في البحر جلد. وما نفعت في الفرس نصيحة. أو عتاب. أو زجر وعقوبة!

يسرع الموج إذا شاء. فتتراوح سرعته بين 200 كيلومتر و800 كيلومتر في الساعة. إعصار «إرما» الذي اجتاح جزر الكاريبي وصلت كثافته إلى عدة كيلومترات. فاختفت جزر «كيز» تحت المياه. تحرك «إرما» كجدار من الماء. فغطت سماكته «سان مارتان» كبرى جزر الكاريبي.

كشف موج الإعصار بؤس الدود على العود! فما زال هناك أنين إنساني تحت سوط استعماري يأبى أن يتراجع وينحسر. فجر الإعصار النسيج المهلهل لمجتمعات إنسانية هشة. ولم يكن هناك استعداد كافٍ، لاستضافة ثلاثة أعاصير تزمجر بموجها العاتي. «إرما». «هارفي». «خوزيه».

تحول الإحباط إلى عمليات نهب مسلحة. فاختفى الغذاء. وزجاجات الشرب. وانقطعت الكهرباء والهاتف. تمَّ نهب الإلكترونيات والسيارات. فلما عزَّ كل شيء، استدارت عصابات الشبّيحة لتسلب بعضها بعضاً، في غياب الأمن. والقانون.

بلغ الإعصار «إرما» ذروة غضبه فوق فلوريدا. فكان الأسوأ في تاريخ الجزيرة. اجتاحها مرتين. فما ترك مكاناً للنجاة. شكل الطوفان خطراً ورعباً. فقد كهربت أسلاك الكهرباء المتقطعة المياه. جاء المزارعون بالهليكوبتر ليرشدوا قطعان الماشية والأبقار إلى الملاذ.

وجاء أيضاً الرئيس دونالد ترمب. تعاطف فتبرع من أرباحه بمليون دولار. تفرج على المأساة. فلوريدا بحاجة إلى المليارات للإصلاح. لكن ترمب الرئيس ما زال يؤمن بترمب المرشح الرافض لما أثبته العلم. فلم تكن في منهاجه الانتخابي سخونة في الجو ترفع مياه البحر عدة أمتار، فوق دول ستختفي تحت الماء.

وجاء الرئيس إيمانويل ماكرون، لينقذ ما يمكن إنقاذه في مستعمرات فرنسا في الكاريبي. فأمر بألف شرطي وجندي لكبح جماح عصابات النهب والسلب. كانت كوبا بصرامة نظامها أكثر استعداداً لمواجهة الأعاصير. لكن هافانا طافت بالقوارب فوق مياه الفيضان. فهرب قراء هيمنغواي من حاناتها ومقاهيها.

كيف يتشكل الإعصار؟ ما أشبه البحار والمحيطات بالطناجر! عندما يغلي الماء في الطنجرة يتناثر فقاعات متطايرة. وهكذا، عندما يسخن سطح البحار والمحيطات، تتشكل فقاعات ضخمة تتجمع على شكل أعاصير. فتحركها الرياح على غير هدى. وكلما ازدادت سخونة الجو والمياه، ازداد الإعصار قوة ووحشية.

الأرض تربة هشة. رخوة. متحركة. لا مستقرة. خاطب الفيلسوف المعري الإنسان، في سخريته المتزهدة: «صاحِ. خفف الوطء. ما أظن أديم الأرض، إلا من هذه الأجسادِ». نعم، الإنسان أكثر ملوث للأرض. ومدمر للطبيعة. لكي يستغل ثرواتها وقواها، فهو يجتهد في تطويعها. يقطع أشجارها للتدفئة. يزيل غاباتها ليزرع تربتها. فيهلك الحيوان والألوف من فصائل نباتها. يثقل عليها بناطحات السحاب. وطرق المواصلات. والمناجم. وأنفاق المترو. والملاجئ.

هل الإعصار تعبير عن غضب الطبيعة على الإنسان؟ ليس بالإعصار وحده. فهي تنتقم منه أيضاً بالزلازل والبراكين. هذه القوى الهائلة تشكل، مثلاً، زناراً نارياً ناسفاً ومدمراً، لسواحل وأطراف المحيط الهادي (الباسيفيكي). السبب ضغط المياه على قشرة الأرض في قاع المحيط. تتكسر القشرة الهشة على القشرة المتحجرة. فيرتفع القاع هنا وهناك مجرد سنتيمترات قليلة. لكنها كافية لتوليد إعصار بحري (تسونامي) يصل مدُّه من جزر إندونيسيا، إلى سواحل المحيط الهندي وأفريقيا شرقاً. فمات 283 ألف إنسان اختناقاً وغرقاً في «تسونامي» عام 2004.

تنشب حرب عالمية هائلة بين الطبيعة. والتقنية. والتنمية. صنعت التقنية السيارة، فباتت رمز الحرية في أوروبا. صنعت السلاح، فغدت البندقية رمز الحرية في أميركا. والقنبلة النووية سلاح كوريا الشمالية. وأمل إيران ضد أميركا. ودرع إسرائيل ضد العرب. دخلت الدول الكبرى النادي الذري، فاحتدمت المشاجرات بينها.

حسَّنت التنمية ظروف الحياة. فضاقت الأرض بسبعة مليارات إنسان. سيصل العدد إلى 12 ملياراً في منتصف هذا القرن. طالت الأعمار. مواليد اسكندنافيا وأميركا في عام 2000، يأملون في العيش إلى نهاية القرن. الانفجار السكاني جعل الأرض أكثر ازدحاماً وصخباً. وأقل سخاء. يتنفس مليون طفل مصري جديد كل ثمانية أشهر. ويتثاءب مليونا مولود تركي وإيراني كل سنة. حذر الرئيس المصري السيسي علناً المصريين. فالتكاثر ينسف خطط التنمية. لا بد من «تخطيط الأسرة». وربط التناسل بالإنتاج الاقتصادي.

تبارك الله فيما خلق. كنا نحن العرب قوماً لا نأكل إلا عندما نجوع. وإذا أكلنا لا نشبع. المرأة العربية تمشي اليوم في الشانزليزيه طحطحة من السمنة. قطار شحن بلا رقبة وخصر. يجر وراءه «فرغونة» أطفال ومربيتين آسيويتين. شعوب أميركا وأوروبا تشكو من التخمة. فلا تدري ماذا تفعل بنفايات الأطعمة. تطوف الناقلات البحار محملة بالنفايات الصناعية السامة. تبحث عن بلد يستقبلها. رفضت البلديات دفن نفايات لبنان عندها خوفاً على طهارة التربة. وبراءة الينابيع. دول الخليج عرفت كيف تصفي مياه البحر. وكيف تحميها. تناضل أسماك الخليج للتنفس. ولتقدم لحمها طازجا على مائدة العائلة.

هل غضب الطبيعة مؤشر إلى نهاية عمر الأرض؟ علماء الفضاء يطمئنونك، يا بني، سوف تظل عبقريتك وروائعك، خالدة خمسة آلاف مليون سنة. وبعدها؟ آه! ستنطفئ الشمس. تغدو نجماً أحمر ملتهباً، لن يصاب بالبرد، إلا بعد أن يلتهم الأرض وكواكب المجموعة الشمسية، كما تلتهم القطة أطفالها.

اطمئن، يا بني، فعمر الأرض 450 مليون سنة فقط. ما زال الفضاء الكوني يتوسع. فتندفع الأرض. والكواكب. والشموس. والمجرات في الفراغ المجهول. لكن حذارِ. فالشهب قد تخترق طيف الأرض. لتحترق. وتتناثر هباء. إذا تماسكت سقطت على الأرض. فأهلكت الحياة. لكن الحياة أقوى من الموت. فعادت لذيذة، في حلاوتها ومرارتها.

المتشائلون على طريقة الراحل إميل حبيبي، يعتقدون أن نظرية الكارثة تحكم الأرض والطبيعة. ما رأي مفهوم الدين في غضب الطبيعة؟ الكتب المقدسة أكدت إيمان الأديان السماوية بحياة أخرى بعد الحياة الدنيا. فالساعة (القيامة) آتية لا ريب فيها. وتحدثت عن انشقاقات في الأرض. والقمر. والكواكب. والمؤمنون يسلمون بحكمة الله جل وعلا، فيما أصابهم في السراء والضراء. وما عليهم سوى العبادة. والتمسك بتقوى الانتظار... نكاية بصموئيل بيكيت.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل الأعاصير مؤشر إلى نهاية الأرض هل الأعاصير مؤشر إلى نهاية الأرض



GMT 00:57 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

الـ«روبوت» ينافس الصين في هذا القرن

GMT 05:21 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

السلطة والإدارة والتنمية

GMT 06:39 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

هل التوافق ممكن بين الدين والعلم؟

GMT 06:22 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شخصيات وراثية

GMT 06:14 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

رؤية للمستقبل من خلال الحاضر العربي

GMT 13:28 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 11:37 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 21

GMT 06:44 2015 الثلاثاء ,29 أيلول / سبتمبر

نجاح محمد الصيعري مع فريق "هجر" يحرج إدارة "الاتحاد"

GMT 18:15 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

دينا الشربيني تتحدث عن حياتها الشخصية مع غادة عادل

GMT 06:33 2016 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

تحديثات كبيرة على "تويوتا" راف 4 الهجين

GMT 01:21 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب وبوتين يتفقان على استبعاد الحل العسكري في سورية

GMT 02:39 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أبو الدنين يكشف عن إكسسوارات مميّزة في أستديو "الخزانة"

GMT 10:29 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

رومانسية سمية الخشاب وأحمد سعد في جلسة تصوير الزفاف

GMT 02:46 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

السعودية تمنع حفلة شيرين عبدالوهاب في الرياض

GMT 08:52 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

تقييم لأرجوحة سوبرفلكس التي عُرضت في متحف تايت مودرن

GMT 05:18 2017 الأربعاء ,20 أيلول / سبتمبر

تجديد سجن الفنان السوري مصطفى الخاني في دمشق
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria