أوباما ليس ساذجاً ولا مهزوماً
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

أوباما ليس ساذجاً ولا مهزوماً

أوباما ليس ساذجاً ولا مهزوماً

 الجزائر اليوم -

أوباما ليس ساذجاً ولا مهزوماً

حازم صاغية

بانتهاء الحرب الباردة، راحت تتكاثر البرامج الآيلة إلى خفض موازنات التسلّح، وارتفعت أيقونات الديموقراطيّة والمجتمع المدنيّ والتجارة والمصالح المتبادلة. وبالفعل تحقّقت إنجازات سلميّة كبرى لم تقتصر على إنهاء حرب كالحرب الأفغانيّة، بل تجسّدت في عمليّات انتقال إلى الديموقراطيّة واقتصاد السوق، شملت أوروبا الوسطى والشرقيّة كما آسيا التي كانت بدأتها من قبل، مثلما شملت أميركا اللاتينيّة وأفريقيا الجنوبيّة.

وقد عرف العالم حالات شغب على الوجهة هذه، في رواندا والصومال ثم في الشيشان والبلقان، لكنّ تلك النزاعات، على أكلافها الدمويّة الهائلة، لم تحرف المسيرة الكبرى بقدر ما بدت في الثانيتين من رواسب ماضٍ إمبراطوريّ لم يمض كلّيّاً، وفي الأوليين من نواقص مستقبل سيكتمل لا ريب.

الانقطاع الكبير في هذه الوجهة حمله 11 أيلول (سبتمبر) 2001، فدخل العالم مجدّداً في حروب سبق أن بارحها، وكان أسوأ ما حصل، إضعافاً للقيم الصاعدة وحدّاً من زخمها، أنّ الغرب انقسم، في حرب العراق، غربين، واحداً أميركيّاً يثبّته «المحافظون الجدد» في الإيديولوجيا، وآخر أوروبيّاً ينوي المضيّ في التخفّف منها. ولأنّ فلاديمير بوتين كان قد انتُخب رئيساً في 2000، عشيّة 11 أيلول، بدا مستعدّاً، مع تلك الجريمة، أن يستثمر الوضع الجديد ليداعب أحلام الرجوع إلى عالم متعدّد الأقطاب.

وقد يصحّ القول إنّ باراك أوباما هو بالضبط محاولة استئناف ما انقطع مع دبليو بوش. وهو يعرف أنّه قويّ في ما يفعل، خصوصاً وقد استعاد درجة بعيدة من وحدة الغرب. فليس بلا دلالة أنّه في أسبوع واحد أعاد التبادل الديبلوماسيّ المقطوع مع كوبا، واستقبل نغوين فو ترونغ الأمين العامّ للحزب الشيوعيّ الفيتناميّ، وبعد أسبوع توصّلت بلاده ومعها خمسة بلدان كبرى إلى اتّفاق الملفّ النوويّ مع إيران.

وحين نقول كوبا وفيتنام وإيران نكون نسمّي أبرز مصادر العداء الفاعل لأميركا ولرؤيتها للسلام العالميّ خلال نصف قرن. فهافانا وهانوي وطهران هي المثالات والمعالم في مقارعة «اليانكي»، وهي مصادر الاستلهام لبلدان وشعوب رغبت، لسبب أو آخر، في انتهاج تلك المقارعة.

فكأنّ أوباما يقرّر، نسجاً على منوال آخرين سبقوه، أنّ الإيديولوجيا تضعف وتتراجع، وكأنّه يريد أن يسرّع الضعف والتراجع هذين. لكنْ عندنا فحسب تبدو هذه الوجهة النازعة للإيديولوجيا إمّا ساذجة أو مهزومة. أمّا السبب فأنّنا، في هذه الرقعة من العالم، نعيش احتداماً حربيّاً وإيديولوجيّاً عافه باقي المعمورة. وما يزيد صورتنا غموضاً أنّ إيران التي نراها في منطقتنا كيانٌ إيديولوجيّ يقاس بحركة قاسم سليماني، فيما إيران التي يراها أوباما كيانٌ غير إيديولوجيّ يُقاس بمجتمعه «حيث توجد أصوات مختلفة» قبل أن يقاس بسلطته الهرمة. وإذ تجعلنا إيديولوجيّة إيران وزخمها العدوانيّ نرى كلّ شيء آخر تفصيلاً، وهو أيضاً ما يراه إيديولوجيّان كنتانياهو واليمين الأميركيّ، يميل أوباما إلى رؤية الشرق الأوسط تفصيلاً كونيّاً لا يَخفق بالديناميّة إلاّ في المجتمع الإيرانيّ، خصوصاً بعد ضمور الوعود الثوريّة في العالم العربيّ.

وبغضّ النظر عن الأحجام، فإنّ فيتنام وكوبا إيديولوجيّتان أيضاً لكنّهما تريدان أن «تتعاونا». أمّا في البحث عن سوابق مع بلدان أضخم من إيران وأقوى، فالصين التي «فتحها» ريتشارد نيكسون لا تزال بلداً إيديولوجيّاً، وهي أيضاً بلد يخيف جيرانه الذين يتّهمونه بالتوسّع على حسابهم في بحر الصين الجنوبيّ. بيد أنّ ذلك لا يصادر مسبقاً على وجهة المستقبل، كما لا يختصر الصين، حيث يرفرف معاً علما المنجل والمطرقة و «ماكدونالد».

وقد يكون الرئيس الأميركيّ محقّاً في رهانه وقد لا يكون، إلاّ أن رميه بالسذاجة عند خصوم إيران، أو بالهزيمة عند تابعيها، يفوّت فرصة أخرى لفهم العالم ومجرياته. فالنظرتان، وهما واحدة، تنحازان إلى اللاهوت أكثر ممّا إلى الأفكار، وتستبطنان وعياً أسطوريّاً طبيعته إحيائيّة، إن لم نقل أرواحيّة.

ذاك أنّ ما تكثر القرائن عليه أنّ الأنظمة التي يراهن أوباما على تغييرها، بقوّة انفتاحها وبضغوط مجتمعاتها، إنّما تبطّئ موتها بالتحلّل الذي لا يأخذها إلاّ صوب المثال الكوريّ الشماليّ. فهي، كمثل الديناوصور في الحقبة الجوراسيّة، إمّا أن تتكيّف أو أن تنقرض.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوباما ليس ساذجاً ولا مهزوماً أوباما ليس ساذجاً ولا مهزوماً



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 06:39 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

هل التوافق ممكن بين الدين والعلم؟

GMT 01:49 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا تُشارك في مسلسل "مذكرات عشيقة سابقة"

GMT 02:21 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيسة وزراء رومانيا تبدأ زيارة رسمية إلى سلطنة عمان

GMT 08:13 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

23 صورة من إطلالات النجوم في مهرجان القاهرة السينمائي

GMT 01:04 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

"روندا" مدينة فوق الصخور وروح الأندلس في إسبانيا

GMT 18:53 2021 الثلاثاء ,04 أيار / مايو

تعرف على أسعار كيا سبورتاج 2021 فى الإمارات

GMT 19:39 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

الأميركي بريسون ديشامبو يتقدم في "السباق إلى غولف دبي"

GMT 02:42 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

"العرب اليوم" يكشف عن مطربي حفلات رأس السنة 2019

GMT 07:23 2018 الجمعة ,06 تموز / يوليو

تعرف على كيفية أداء صلاة خسوف القمر

GMT 07:43 2018 الجمعة ,11 أيار / مايو

أفضل 10 أماكن لقضاء العطلة الصيفية في فرنسا
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria