بوتين وجيرينوفسكي و«علمانيّو» الأسد
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

بوتين وجيرينوفسكي و«علمانيّو» الأسد

بوتين وجيرينوفسكي و«علمانيّو» الأسد

 الجزائر اليوم -

بوتين وجيرينوفسكي و«علمانيّو» الأسد

حازم صاغية

بالتأكيد ليس فلاديمير بوتين فلاديمير جيرينوفسكي. لكنْ بالتأكيد أيضاً، هناك شيء من جيرينوفسكي في بوتين. والشيء هذا قد يتيح فهم بعض السياسات السوريّة كما يتّبعها الكرملين، لكنّه قد يتيح فهم ما هو أعمق: بعض الشبه بين «ثقافة» المحتلّ الروسيّ الجديد و»ثقافة» بعض «العلمانيّين» عندنا ممّن يتعرّضون لاحتلاله... الأخويّ.

ولنقل، بادىء بدء، إنّ جيرينوفسكي، من خلال هذيانه القوميّ، أحد أبرز المعبّرين الروس، بعد انهيار الاتّحاد السوفياتيّ، عن فشل «التغريب» في روسيا والعجز عن الدخول إلى مدار الحضارة الرأسماليّة والديموقراطيّة، ممّا يقلبه القوميّون والفاشيّون إلى فضيلة: فلا الماركسيّة أقلعت هناك، ولا الليبراليّة أقلعت. أمّا القوميّة، التي خلطتها روسيا بميراثها الأرثوذكسيّ، فأفلحت في توفير سدّ وهميّ لفجواتها جميعاً، فهي الشكل الغربيّ الوحيد الذي أمكن استيراده وتبيئته.

لكنْ إذا كانت الماركسيّة والليبراليّة تريان إلى إخفاق روسيا انطلاقاً من نقص تقدّمها الذاتيّ، فإنّ القوميّة، التي قدّم جيرينوفسكي صيغتها الأكثر كاريكاتوريّة، ترى إلى ذاك الإخفاق، حين تعترف بأنّه إخفاق، بوصفه نتاج مؤامرة خارجيّة. والمؤامرة هذه إنّما تأتي من «الجنوب»، مصدر الشرور والمصائب جميعاً، بحيث لا تستقيم «رسالة روسيا» إلاّ بالتوغّل جنوباً وإخضاع «العِرق التركيّ - التتريّ» والدين الإسلاميّ، والوصول تالياً إلى ما كان القياصرة يسمّونه «البحار الدافئة».

بيد أنّ «الجنوب» هذا قد يجد دعمه في «الشمال»، أي في أوروبا والولايات المتّحدة الأميركيّة، خصوصاً وقد تمكّنت منه الأعراق المنحطّة، فضلاً عن اليهود، بسبب سياساته في التعدّد الثقافيّ والإثنيّ والدينيّ، وفي التسامح مع مَن لا يستحقّونه، كما بسبب سياساته الليبراليّة في الهجرة. هكذا يصير الشيشان، مثلاً لا حصراً، السبب وراء أيّ تدهور يصيب روسيا. فإذا ظهر في الشيشان أفراد من منظّمة غربيّة غير حكوميّة، اكتملت لوحة المؤامرة وفُسّر التاريخ الروسيّ على أحسن وجه.

وجيرينوفسكي، صاحب هذه المواقف والآراء، سبق له أن أسّس حزباً لم يجد اسماً له إلاّ «الحزب الديموقراطيّ الليبراليّ»!، ومع أنّ الرجل لا تعوزه مهارات التهريج، حصل حزبه هذا على ربع أصوات الروس في انتخابات الدوما أواخر 1993. بعد ذاك استمرّ المهرّج شبه الفاشيّ في الحلبة السياسيّة كـ «معارض» يقدّم للروس وعوداً من نوع «دولة بوليسيّة... تنفّذ إعدامات جماعيّة بحقّ من لا يتقيّدون بالنظام». إلاّ أنّ الصعود اللاحق لفلاديمير بوتين، بوصفه الزعيم القويّ للقوميّة الروسيّة، أحاله إلى الهامش. وثمّة اليوم من يقول إنّ جيرينوفسكي غدا مجرّد أداة في يد الأجهزة الأمنيّة تستخدمه لأغراض بينها جسّ نبض الرأي العامّ القوميّ واليمينيّ، وبينها التأثير في خريطة الحياة الحزبيّة والانتخابيّة بما يلائم رغبات بوتين. أمّا عربيّاً، فقد عُرف جيرينوفسكي هذا بتأييده القويّ لصدّام حسين في حروبه. فالديكتاتور العراقيّ يمتلك، في عرفه، فضيلتين: أنّه ضدّ الغرب، وتحديداً أميركا، وأنّه ليس المسلم النموذجيّ الذي يمثّله خصومه، أي الإيرانيّون والأكراد والكويتيّون...

ويُلاحَظ اليوم أنّ المهلّلين عندنا للاحتلال الروسيّ الأخير، سواء صاغ نظريّته الفجّة فلاديمير جيرينوفسكي والكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة، أم صاغ نظريّته الملطّفة فلاديمير بوتين ورجال ديبلوماسيّته، آتون من مصادر تشبه تلك التي أتى منها الفلاديميران. فهؤلاء أيضاً، استعاروا من الغرب القوميّة، ولم يستعيروا الديموقراطيّة والليبراليّة. وهؤلاء جميعاً يقفون بالمرصاد للمؤامرة ذات الرأسين الغربيّ والإسلاميّ، يؤوّلون تاريخ انحطاطنا وانحطاطهم بموجبها. وهم علمانيّون بدرجة أو أخرى، يرون العلمانيّة مجرّد تأديب للمسلمين السنّة. ثمّ إنّهم يتوقون إلى القائد البطل الذي كانه صدّام وصاره بشّار. وهم يريدون أن يرفلوا بالعلمانيّة تحت حذاء بشّار وجنود بوتين من تلامذة جيرينوفسكي. وهذا هو «الشرق الجديد» الموعود.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بوتين وجيرينوفسكي و«علمانيّو» الأسد بوتين وجيرينوفسكي و«علمانيّو» الأسد



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 14:43 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

باحثون صينيون يكتشفون طريقة جديدة لصناعة خشب من مواد عضوية

GMT 11:56 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

تريزيجيه يواجه بيترولسبور مع قاسم باشا فى بطولة كأس تركيا

GMT 03:01 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

دعاء لاشين تُصمِّم مجموعة ورود بألوان الباستيل مِن الورق

GMT 13:43 2018 الجمعة ,07 أيلول / سبتمبر

شركة تويوتا تطلق أفالون 2019 الجديدة في السعودية
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria