عن تجدّد التهويل بـ «التوطين»
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

عن تجدّد التهويل بـ «التوطين»

عن تجدّد التهويل بـ «التوطين»

 الجزائر اليوم -

عن تجدّد التهويل بـ «التوطين»

حازم صاغية

بين فينة وأخرى، يظهر من يذكّرنا بـ «مؤامرة التوطين»، وغالباً ما يكون التذكير تهويلاً، كما يكون مناشدةً للجماعة التي يتمّ تذكيرها بأن تعدّ للأمر عدّته، فيما ينطوي أحياناً على لائحة اتّهامات تطاول القوى المحلّيّة، خصوصاً الخارجيّة، الضالعة في «المؤامرة» هذه.

و «التوطين» يملك تراثاً يُعتدّ به في بلدين مشرقيّين على الأقلّ هما لبنان والأردن. فهنا اصطدم النزوح الفلسطينيّ الكثيف، بعد «نكبة» 1948 و «نكسة» 1967، بمخاوف الجماعات وتوازناتها العصبيّة في كيانين صغيرين وحسّاسين، فيما تحرّرت المشاعر والتعبير من كوابح عاناها السوريّون والعراقيّون بسبب الأنظمة العسكريّة المصحوبة باللفظيّة القوميّة.

واليوم، ومن دون أن يختفي التهديد بـ «التوطين» الفلسطينيّ، ترتفع نبرة التهديد بـ «التوطين» السوريّ، لا سيّما في لبنان، وتحسّ الجماعات التي لا تشارك أكثريّةَ السوريّين الدين والمذهب أنّ «المؤامرة» الجديدة إنّما تستهدفها في وجودها نفسه.

لكنّ مسألة «التوطين» التي لم يضجر منها النقاش منذ ثلث قرن، والتي خلّف نقاشها جبالاً من الندوات والمؤتمرات والكتابات والخطب، كانت تنتهي دوماً إلى إجماع سلبيّ حولها، إجماعٍ يتعدّى المحذّرين منها إلى المتّهمين بها الذين يردّون بأنّهم لا يعملون إلّا لـ «عودة» سيأزف موعدها بعد «تحرير» ما.

والحال أنّ الأمر لم يعد الموقف من «التوطين»، فيما خرائط المنطقة باتت كلّها موضوعة على الطاولات ومطروحة لإعادة النظر. ذاك أنّ فشل الدول – الأمم كما قامت، بعد انقضاء الصيغة الإمبراطوريّة الأقدم عهداً، واستحالة الصيغ القوميّة الوحدويّة، لا بدّ من أن يبعث، غداً أو بعد غد، على ابتكار صيغ جديدة لاجتماع أهل المنطقة وشعوبها. وما بين أفكار تُتداول، فيديراليّة وكونفيديراليّة، وربّما محاولات لتكييفنا مع دول – مدن لم يتمّ تخيّلها من قبل، يغدو الكلام عن «التوطين» لزوم ما لا يلزم.

وقد يكون مفهوماً أن تسعى الجماعات إلى هندسة للخرائط تلبّي رغباتها وما تراه مصالحها، ومن يحضر السوق يشتري ويبيع كما يقال. غير أنّ التهويل بـ «التوطين» لم يعد مفهوماً، وسط هذا العصف الجيولوجيّ بالحدود والأوطان والشعوب، إلّا بوصفه مزيداً من «شدّ العصب» لمن يستهدفه التحذير من التوطين. وهذا ما تتأدّى عنه أكلاف قد تكون باهظة بالدم والأرواح دفاعاً مجّانيّاً عن قضايا لم تعد قضايا.

وكما في شعارات كثيرة يراد لها أن تحتفظ برواجها، على رغم كلّ شيء، كتحرير فلسطين أو إحياء اليسار، يتبدّى كأنّ عالم الشيوخ لا زال يستبدّ بنا من حيث هو، في المحلّ الأوّل، عالم ذاكرة. فما دام البشر يُعرَّفون بما يفعلونه، فالشيوخ الذين يفقدون قدرتهم على التجدّد والفعل إنّما يُعرَّفون بما يتذكّرونه. ذاك أنّ الذكريات، هنا، هي الثروة المتاحة، وإن عجزت عن أن تصير إكسيراً للحياة لتقتصر على كونها عقاقير تبعد الموت قليلاً.

وفي العلاقة بالزمن والواقع باتت شهيرة قصّة ذاك الجنديّ اليابانيّ الذي ظلّ مختبئاً لعقود، بعد استسلام اليابان وانتهاء الحرب العالميّة الثانية، ظنّاً منه أنّ الحرب ماضية على قدم وساق. وأقلّ ذيوعاً منها قصّة تروتسكيّي فرنسا الذين تجدّد خلافهم في 1997 بين قائلين أنّ الاتّحاد السوفياتيّ هو، كما وصفه تروتسكي، دولة عمّاليّة منحطّة بيروقراطيّاً، وقائلين أنّه محكوم بديكتاتوريّة بورجوازيّة. فلم يحل مرور ستّ سنوات على اندثار الاتّحاد السوفياتيّ دون اندلاع هذا النقاش حول طبيعته، ودون طرد 70 مناضلاً خالفوا الانضباط والرأي الحزبيّين.

لكنْ، لئن كان المساجلون التروتسكيّون سذّجاً، فإنّ المهوّلين بـ «التوطين» عندنا لا تحول شيخوختهم دون خبثهم الباهر والخطير.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن تجدّد التهويل بـ «التوطين» عن تجدّد التهويل بـ «التوطين»



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 10:56 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

يسود الوفاق أجواء الأسبوع الاول من الشهر

GMT 01:10 2016 الجمعة ,30 كانون الأول / ديسمبر

ريهام إبراهيم سعيدة بمسيرتها المهنية في الإعلام

GMT 13:09 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يُعرب عن أمله في تحقيق بطولة رفقة "ليفربول"

GMT 09:18 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أمير منطقة جازان يتبرع بمليون ريال لجائزة جازان للتفوق

GMT 22:51 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

أمير الكويت يؤكد علي أهمية الاقتصاد وتنويع الدخل

GMT 16:38 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

بروسيا دورتموند يستعيد جهود ريوس قبل مواجهة شتوتجارت

GMT 18:36 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

استوحي إطلالتك السواريه بالدانتيل من وحي مدونات الخليج

GMT 09:59 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

طرق الحصول على مكياج عيون برونزي مع الأيلاينر

GMT 09:18 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

بن عبدالعزيز يعزي أسرة القواسمة بمحافظة أبو عريش

GMT 19:18 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

الإسباني إيسكو يرُد على اتهامه بزيادة الوزن
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria